الصحيح في فضل الزيارةالحسينية

اشارة

سرشناسه : خداميان آراني، مهدي، 1353 -

عنوان و نام پديدآور : الصحيح في فضل الزيارةالحسينية / مهدي خداميان الآراني.

مشخصات نشر : مشهد : بنياد پژوهش هاي اسلامي ، 1432 ق. = 1389.

مشخصات ظاهري : 216 ص.

شابك : 30000 ريال 978-964-971-429-5 :

وضعيت فهرست نويسي : فاپا

يادداشت : عربي.

يادداشت : كتابنامه: ص. [171]- 180؛ همچنين به صورت زيرنويس.

يادداشت : نمايه.

موضوع : حسين بن علي (ع)، امام سوم، 4 - 61ق -- آرامگاه -- زيارت

موضوع : حسين بن علي (ع)، امام سوم، 4 - 61ق -- آرامگاه -- زيارت -- احاديث

شناسه افزوده : بنياد پژوهش هاي اسلامي

رده بندي كنگره : BP264/2 /خ4ص3 1389

رده بندي ديويي : 297/7672

شماره كتابشناسي ملي : 2188978

كلمة الناشر

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَ_نِ الرَّحِيمِ

الحمد للّه ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على سيّد البشريّة أجمعين ؛ محمّد وآله الطيّبين الطاهرين .

وبعد ؛ فقد وضع مجمع البحوث الإسلاميّة نُصب عينه منذ تأسيسه العمل على نشر الكتب التي تحيا بها الشريعة الإسلاميّة الغرّاء ، آخذًا بعين الاعتبار نشر تعاليم أهل البيت عليهم السلام، الذين هم أمل الدين في ديمومة هذه الشريعة السمحاء ، والسلاح الفعّال لمواجهة الانحرافات التي قد تصيب الأُمّة الإسلاميّة على مدى العصور والعهود .

ومجمع البحوث الإسلاميّة إذ يعتزّ بما وفّق إليه وقدّمه من جهود في سبيل الإسلام والحقّ وإحياء مصادر الدين والمعارف الإسلاميّة ، يقدّم لقرّائه الكرام اليوم هذا الكتاب: الصحيح في فضل الزيارة الحسينيّة لمؤلّفه سماحة الحجّة الأُستاذ الشيخ الفاضل مهدي خدّاميان الآراني؛ حيث يتناول بالتحقيق الأحاديث التي وردت في فضل زيارة الإمام الحسين عليه السلام ؛ رجاليّاً ، مكتفيًا بذكر أحد عشر حديثًا صحيحًا منها ، حيث يقوم بسرد الأخبار الصحيحة ، وبسط الكلام في بيان حال رواة الأحاديث، وتحقيق المصادر الأوّليّة لها ؛ كلّ هذا والمؤلّف

يسعى إلى إثبات أنّ هذه الأحاديث قد أُخذت من المصادر التي عليها المعوّل عند القدماء من أصحابنا ، مكتفيًا بالأحاديث التي كان لرواتها في كتب الرجال توثيق صريح .

وباختصار، هذا الكتاب الذي يقدّمه مجمع البحوث الإسلاميّة لقرّائه الكرام إنّما هو حركة جديدة يقوم بها من أجل الأخذ بيد القارئ العزيز نحو الثقافة الإسلاميّة الحقّة، بأُسلوبها الأصيل المرتكز على الأسانيد التاريخيّة ، وبحلّة جديدة.

ولا نبالغ إذا قلنا إنّ المؤلّف كان سبّاقًا في هذا المضمار ؛ إذ نكاد لا نعثر على من حاول تشذيب الأحاديث التي تتناول فضل زيارة الإمام الحسين عليه السلام بهذا الأُسلوب ، ممّا يعني فاتحة خير في هذا المضمار ، وإنّه فتح الباب على مصراعَيه لأهل العلم والمعرفة لمن أراد أن يدلي بدلوه تحقيقًا للمزيد بمّا ينفع ويفيد .

سائلين المولى القدير أن يأخذ بيد كلّ من يريد الخير لهذا الدين ، وخدمة أهل البيت عليهم السلام الذين أذهب اللّه عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً .

مجمع البحوث الإسلاميّة

مشهد / 11 ذي القعدة 1431 ه

تصدير

ما أكثر الذين حازوا على وسام الشهادة ونالوها بعزّ وافتخار، ولكن شتّان بينهم وبين الإمام الحسين عليه السلام، حيث اقترنت به الشهادة حتّى أضحى لا يُذكر دونها، ولا تُفسّر إلاّ به ، ولا تُضرب الأمثال في الفداء والتضحية إلاّ به، فكان حقّاً سيّد الشهداء وعميدهم.

لقد نال الإمام الحسين عليه السلام أعظم وسام خصّه اللّه سبحانه وتعالى لعباده المخلصين، وهو وسام الشهادة في سبيل رفع كلمة التوحيد ومحاربة الظلم والجور.

ومن ذلك الحين تسنّم لحسين عليه السلام عرش الشهادة، لم يدانِه أحد، بعد أن سجّل أعظم ملحمة من ملاحم البطولة والفداء في تاريخ الإنسانية. ولقد شهدت كربلاء هذه الملحمة التي لم يخبرنا التاريخ عن ملحمة

أعظم وقعاً وأكثر تأثيراً في النفوس منها، ولم يخبرنا أيضاً عن بطولة شهيد كبطولة الحسين عليه السلام، وعن أصحابٍ في الإيثار والفداء والتضحية والاستقامة والشوق إلى الموت كأصحابه.

فحاز عليه السلام منزلة الشرف والتقديس، حتّى غدت كربلاء التي سال على رمضائها دمه ودم أصحابه عليه السلام المخلصين، تفوق بقاع العالم قدسيةً وشرفاً، فأضحت مهوى العالمين، وغدا قبره الشريف عليه السلام وسام عزّ وشرف لكربلاء ، وكعبة القلوب الوالهة إلى معاني الشرف والحرّية.

فإن تكن الكعبة قبلة الجباه، فكربلاء مهوى القلوب، وإن تكن أفئدة من الناس تهوي إلى البيت الحرام، فقلوب المؤنين والأحرار تحنّ إلى زيارته على الدوام.

غدت كربلاء محطّ رحال الأحرار من المسلمين وغيرهم، وخاصّة شيعة أبيه وأتباع دين جدّه الحقّ ، ولا غرابة أن نرى ذلك القدر الجمّ من الأحاديث التي تبيّن فضل زيارته وشدّ الرحال إليه ، وكان لأهل البيت عليهم السلام أثر بارز في التوجيه والحثّ على زيارة قبره الشريف، وتأكيد الفضل العظيم لزيارته عند اللّه سبحانه وتعالى،حتّى صارت زيارة قبر الحسين عليه السلام كأنّها فرض من فروض الدين، فالتزمها الشيعة بشكلٍ دقيق، وهم ينصتون لإمامهم الباقر عليه السلام يقول: «مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين عليه السلام؛ فإنّ إتيانه مفترض على كلّ مؤنٍ يقرّ للحسين بالإمامة من اللّه عزّ وجلّ».1

ولم يترك اللّه سبحانه زوّاره بدون أن يتحفهم بجوائزه التي أشارت إليها أحاديث المعصومين عليهم السلام ؛ ترغيباً وحثّاً على أدائها ، فكان منها: أنّ زيارته تزيد في الأعمار والأرزاق وتدفع البلاء ، ومنها: أنّ من أتى الحسين عليه السلام عارفاً بحقّه كتبه اللّه في أعلى علّيّين ، ومنها: أنّ زيارة الحسين تساوى حجّة وعمرة .

وورد في بعضها أنّ زائر قبره تدعو له ملائكة السماء كما يدعو له رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وأنّ زائر قبر الحسين

الشهيد عليه السلاميصافح رسول اللّه يوم القيامة، وأنّ من زار قبره عارفاً بحقّه كان كمن زار اللّه في عرشه ، وأنّ زيارته توجب غفران الذنوب .

ولا يشكّ في ذلك إلاّ جاهل أو معاند ، أمّا المعاند فتسأل اللّه له الهداية ، وأمّا الجاهل أو الغافل فحريّ بنا أن ندلّه على حقيقة فضل الزيارة وأهمّيتها، وذلك من خلال إبراز الأحاديث الصحيحة التي ذكرت فضل الزيارة، وما أكثرها !

فهذا الصحيح في فضل الزيارة الحسينيّة يبيّن لك _ بدراسة فنّية _ صحّة الأحاديث التي ذكرت فيها فضيلة زيارة الإمام الحسين عليه السلام وآثارها وقدّمت له مقدّمة بسيطة،تناولت فيها البحث في أصل مشروعيّة الزيارة في القرآن الكريم والسيرة النبويّة.

ثمّ قمتُ بسرد أحد عشر حديثاً صحيحاً، وبسطت الكلام في بيان حال رواة الأحاديث، وحقّقت مصادرها الأُولى للأحاديث، وأثبتّ أنّ هذه الأحاديث اُخذت من المصادر التي كان عليها المُعوّل عند أصحابنا.

فذكرت في كتابي هذا الأحاديث التي كان لرواتها في كتب الرجال توثيق صريح، أعني بكتب الرجال هنا: رجال الكشّيّ ورجال النجاشيّ ورجال الطوسيّ وفهرست الطوسيّ وخلاصة الأقوال ورجال ابن داود، فإذا لم يَرد توثيق لواحدٍ من رواة الحديث في كتب الرجال تلك، لم أذكره في الكتاب.

والجدير بالذكر أنّ هذه الأحاديث الإحدى عشر التي تناولتها، هي من الأحاديث الصحيحة الأعلائية ؛ وأعني بالأعلائية: ما كان جميع رواتها في كلّ مرتبة معلوم الإمامية والعدالة والضبط، فيعبّر عنه بالصحيح الأعلائي2 .

نعم، في موردٍ واحد ذكرت حديثاً مصححّاً ؛ لأهمّيته في الموضوع ، ألا وهو مصححّة الريان بن شبيب، وذكرت الشواهد على قبول ذلك التصحيح.

وأخيراً ، لا أدّعي الكمال فيما أُقدّمه فالكمال للّه تعالى وحده ، أو أنّي استوفيت فيه كلّ ما أبتغيه ، ولذا أستعين بك

عزيزي القارئ ؛ لتتحفني بملاحظاتك القيّمة وانتقاداتك، أو ما تبديه قريحتك ممّا غفلتُ عنه .3

وأرى من الواجب عليَّ أن أتقدّم بجزيل الشكر والثناء إلى سماحة الأُستاذ العلاّمة فقيه أهل البيت عليهم السلام، السيّد أحمد المددي أدام اللّه بقاءه _ مشجّعي في خوض هذا المضمار، والمتفضّل علَيَّ بإرشاداته القيّمة _ الذي ما زال يعرب عن حبّه وشوقه لنشر هذه الأبحاث.

كما وأتقدّم بوافر الشكر والتقدير للأخ النبيل محمّد پور صبّاغ لمشاركته وجهوده في تقييم نصّ الكتاب بأمانة ودقّة. سائلاً المولى القدير أن يوفّقه لمرضاته ويثيبه على جهوده النبيلة ، إنّه ولي التوفيق .

أحمدك اللّهمّ وأشكرك على ما أنعمت علَيَّ وتفضّلت به على عبدك من توفيق وسداد لإتمام هذا العمل المتواضع، راجياً قبوله بلطفك ومنّك يا كريم ، وأن يكون نافعاً لي يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتاك يا ربّ بقلبٍ سليم.

وأخيراً ، أتوجّه إليك يا مولاي يا أبا عبد اللّه، يا مَن قطّعت أوصالك حبّاً لبارئك ، ببضاعتي المزجاة أضعها بين يدي الغيب راجياً وصولها إلى محطّة الرضوان وبالحضرة القدسية لسيّدي الرحمان ؛ لكي يثيبني عليها أحسن الثواب، ويضمن لي النجاة يوم «تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّآ أَرْضَعَتْ وَ تَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَ تَرَى النَّاسَ سُكَ_رَى وَ مَا هُم بِسُكَ_رَى» ، فهل أذهل عنك يامولاي وعن رجاء شفاعتك وحملي هو كتابي هذا أضعه أمامي قائلاً : اشفع لي يا حسين فأنا من محبّيك والداعين إلى محبّتك ؟

أقدّم لك يا سيّدي هذا الجهد المتواضع علّي أحضى بشفاعتك يوم يُنادى على الناس بإمامهم ، فأنت إمامي وأنت مرتجاي .

مهدي خدّاميان الآرانيّ

18 ذي الحجّة 1429 ه _ قمّ المقدّسة

المقدّمة

اشارة

هناك أحاديث كثيرة في فضل

زيارة قبر النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله وقبور الأئمّة الأطهار من ولده عليهم السلام وشدّ الرحال إليها ، وحثّ الشرع على زيارتها ، وقرّرتها سيرة الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله ، كما أكّدتها أحاديث سائر الفرق الإسلامية ، وعظّمها الصحابة في عهد النبيّ صلى الله عليه و آله ثمّ التابعون إلى يومنا هذا عملاً بقوله تعالى: «وَ مَن يُعَظِّمْ شَع_ائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ».4

والزيارة هي عقد ولاء بين الزائر والمزور ، وليست كما يحاول أن يصوّرها بعض بأنّها نمط من أنماط الشرك ، ولا أدري كيف استُنبط الشرك من علاقة محبّة تجمع بين الحبيب وحبيبه ؟

الزيارة عمل يؤّيه الزائر وفاءً للمزور بعد وفاته، ودلالة على استنهاج سبيله الذي سلكه في حياته، فلا تموت مبادئه بوفاته ، أو تنمحي عن الذاكرة تعليماته وإرشاداته .

والزيارة نوع من الشكر للمزور على ما قام به في حياته من الهداية والإرشاد والدعوة إلى عبادة الواحد الأحد ، ومعاهدته على اقتفاء أثره والاقتداء به.

والزيارة هي توثيق عرى الولاء للشخصيات القيادية والروحية ، ولذا ترى أنّها تمثّل حالة روحية تضفي على الزائر شيئاً من الروحانية والولاء العقائديّ للمبادئ والقيم الإلهيّة ، خصوصاً إذا أُدّيت بنيّة القربة إلى اللّه تعالى .

ويدرك القارئ أثناء مطالعة نصوص الزيارات والأدعية ممعناً في مفاهيمها الروحية وكلماتها الدينية أنّ الهدف من الزيارة السير على خطى هؤلاء الأولياء، وهو جلب رضا اللّه تعالى، وليس التمسّك بأحجار أو قضبان حديدية كما يتقوّل المتقوّلون.

ونتناول هنا بإيجاز الأدلّة الشرعية للزيارة وفق القرآن الكريم والسنّة النبويّة الشريفة، ونبيّن فضيلتها ، فها هنا مطالب ثلاثة:

المطلب الأوّل: الزيارة في القرآن

وردت في القرآن آيات كثيرة أجازت زيارة القبور أو دلّت عليها دون أن تنهي عنها أو تستنكرها ، ونذكر باختصار اثنين منها ، وهما آية

أصحاب الكهف ، وآية استغفار النبيّ صلى الله عليه و آله للمذنبين من أصحابه :

الآية الاُولى: قوله تعالى في شأن أصحاب الكهف وتنازع الناس فيهم بعد أن أماتهم اللّه: «إِذْ يَتَنَ_زَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُواْ ابْنُواْ عَلَيْهِم بُنْيَ_نًا رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا».5

ويُتّخذ المسجد ليأتيه الناس ، فيُستدلّ بذلك على أنّ مراقد أصحاب الكهف أضحت مزاراً ، وذلك بعد إقامة المسجد عليها حيث يأتيها المؤنون لذكر اللّه تعالى . فهذا دليل قرآنيّ على أهمّية احترام مراقد الأولياء وتعاهدها بالزيارة ، ناهيك من اتّخاذها مسجداً أو الإقامة عندها.

الآية الثانية: قوله تعالى: «وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّ_لَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآءُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا».6

نزلت هذه الآية في منافقين ارتضوا الاحتكام إلى الطاغوت فراراً من التحاكم إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وهؤلاء لم يندموا على فعلهم إلاّ بعد أن فضحهم رسول اللّه صلى الله عليه و آله وذكر أسماءهم ، فلو أنّهم تابوا قبل ذلك وأظهروا الندم على ما فعلوه، لاَستغفر لهم النبيّ صلى الله عليه و آله ولتاب اللّه عليهم .

بيان ذلك: أنّ اثني عشر رجلاً من المنافقين اجتمعوا على الكيد برسول اللّه صلى الله عليه و آله، ثمّ دخلوا عليه لذلك الغرض، فأتاه جبرئيل عليه السلام فأخبره بكيدهم، فقال صلى الله عليه و آله : إنّ قوماً دخلوا يريدون أمراً لا ينالونه، فليقوموا وليستغفروا اللّه حتّى أستغفر لهم، فلم يقوموا، فقال: ألا تقومون؟ فلم يفعلوا.

فقال صلى الله عليه و آله : قم يا فلان، قم يا فلان! حتّى عدّ اثني عشر رجلاً، فقاموا وقالوا: كنّا عزمنا على ما قلت، ونحن نتوب إلى اللّه من ظلمنا أنفسنا، فاستغفر لنا. قال صلى الله عليه و آلهصلى الله عليه و آله : الآن اخرجوا عنّي، أنا كنت في أوّل أمركم أطيب نفساً بالشفاعة، وكان اللّه أسرع إلى الإجابة.7

وكان المسلمون إذا ما أذنبوا أتوا النبيّ

صلى الله عليه و آله في حياته، فيستغفرون اللّه ويطلبون منه المغفرة والشفاعة لهم، ورأى المسلمون أنّ في هذا الفعل إجلالاً للنبيّ وتكريماً له ، فاستحبّوا العمل به بعد وفاته صلى الله عليه و آله ، فيأتون قبره الشريف ويستغفرون اللّه عنده ويسألونه الشفاعة ؛ إذ تكريم النبيّ وإجلاله واجب بعد موته كوجوبه في حياته .

وكان الصحابة يعملون بذلك إلى زمنٍ بعيد ، فقد ورد في الخبر أنّه دخل أبو جعفر المنصور المدينة وأراد زيارة قبر النبيّ، قال لمالك بن أنس: أستقبلُ القبلة وأدعو، أم أستقبلُ رسول اللّه؟

فقال مالك بن أنس: ولِمَ تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلامإلى اللّه تعالى يوم القيامة؟! بل استقبله واستشفع به فيشفّعه اللّه تعالى.8

فهذه الآية تحثّ المسلمين على المجيء إلى النبيّ صلى الله عليه و آله وطلب المغفرة منه في حياته وبعد مماته ؛ تعظيماً له وتكريماً لمقامة .

المطلب الثاني: الزيارة في السنّة النبويّة

مرّت عملية التشريع لزيارة القبور بثلاث مراحل؛ الاُولى: الإباحة كالشرائع السابقة ، والثانية: النهي عنها بعد أن اُسيء استخدامها، والثالثة: العودة إلى الإباحة ولكن بشروط . وهذا ما يلخّصه الحديث النبويّ الشريف : «كنت نهيتكم عن زيارة القبور، ألا فزوروها».9

وهذا يعني أنّ المسلمين كانوا يزورون القبور قبل أن ينهاهم النبي صلى الله عليه و آله عن زيارتها ، ثمّ أذن لهم بعد ذلك في الزيارة .

وتوضّح رواية ابن عبّاس عن النبي صلى الله عليه و آله سبب نهيه صلى الله عليه و آله عن زيارة القبور حيث قال : «نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها ولا تقولوا هُجراً».10

والهُجر ( بضمّ الهاء ) : الكلام القبيح الذي ينبغي هجره لقبحه، قال الراغب الإصفهاني: «الهُجر: الكلام القبيح المهجور لقبحه، وفي الحديث: «ولا تقولوا هُجراً» ، وأهجر فلان، إذا أتى بهجرٍ من الكلام عن قصد، وهجر المريض، إذا أتى ذلك من غير قصد».11

وكان الناس يقولون عند

زيارة القبور ما لا ينبغي من الكلام، فأباح النبيّ صلى الله عليه و آلهالزيارة وحرّم الهجر من الكلام.

ويدعم ذلك الحديث النبويّ: «نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها ولا تقولوا ما يسخط الربّ»،12 ففسّر الهجر بما يسخط الربّ.

وهناك أحاديث تبيّن أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله كان يؤكّد على أدب الزيارة ، وهذا يدلّ على مشروعيتها ووجودها في زمنه ، ففي حديث بُرَيدة أنّ النبي صلى الله عليه و آله كان يعلّمهم إذا خرجوا إلى المقابر أن يقول قائلهم عنه صلى الله عليه و آله : «السلام عليكم أهل الديار من المؤنين والمسلمين، وإنّا إن شاء اللّه بكم لاحقون، نسأل اللّه لنا ولكم العافية».13

كما أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله كان يزور القبور، ويحثّ على زيارة قبور المؤمنين والشهداء والصالحين ، وهناك أحاديث كثيرة في ذلك، ومنها :

1 _ عن بُرَيدة الأسلميّ، عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله : قد كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فقد اُذن لمحمّد في زيارة قبر اُمّه، فزوروها، فإنّها تذكّر الآخرة.14

وصرّح الترمذيّ بأنّ هذا الحديث حسن صحيح.15

وهذا دليل صريح على جواز قصد قبر معيّن بالزيارة.

2 _ عن بُرَيدة أيضاً قال: زار النبيّ صلى الله عليه و آله قبر اُمّه في ألف مقنّع16، فلم يُرَ باكياً أكثر من يومئذٍ.17

وصرّح الحاكم النيسابوريّ بأنّ هذا الحديث صحيح على شرط البخاريّ ومسلم.

ومثله عن أبي هريرة: «زار النبيّ صلى الله عليه و آله قبر اُمّه، فبكي وأبكى من حوله18.

3 _ عن طلحة بن عبيد اللّه، قال: خرجنا مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله يريد قبور الشهداء، حتّى إذا أشرفنا على حرّة واقم19، فلمّا تدلّينا منها وإذا قبور ممحية، قلنا: يا رسول للّه، أقبور إخواننا هذه؟ قال: قبور أصحابنا، فلمّا جئنا قبور الشهداء، قال: هذه قبور إخواننا.20

وفي هذا الحديث دلالة صريحة على الخروج لزيارة القبور بعينها لمزيةٍ اختصّت بها، وليس للتذكير بالآخرة فقط، وإلاّ لكانت الزيارة لأقرب

المقابر في المدينة وافية بالغرض، أو لوقف صلى الله عليه و آله عند القبور الاُولى التي قال فيها : «قبور أصحابنا»، والحديث كلّه صريح بأنّ النبيّ صلى الله عليه و آله كان قاصداً زيارة قبور الشهداء وراء حرّة واقم، وهي في شرقيّ المدينة.

4 _ في الحديث الصحيح عن النبيّ صلى الله عليه و آله أنّه كان يخرج مراراً إلى البقيع لزيارة قبور المؤنين المدفونين هناك. فقد روي عن عائشة أنّها قالت: كلّما كان ليلتها من رسول اللّه صلى الله عليه و آله يخرج من آخر الليل إلى البقيع، فيقول: السلام عليكم دار قومٍ مؤنين، فإنّا وإيّاكم وما توعدون غداً مؤجّلون.21

5 _ عن عبّاد بن أبي صالح: إنّ النبيّ صلى الله عليه و آله كان يأتي قبور الشهداء باُحد على رأس كلّ حول، فيقول: السلام عليكم بما صبرتم، فنعم عقبى الدار.22

6 _ أخرج البيهقيّ والحاكم عن فاطمة الزهراء البتول عليهاالسلام: أنّها كانت في حياة أبيها رسول اللّه صلى الله عليه و آله تخرج في كلّ جمعة لزيارة قبر عمّها حمزة بن عبد المطّلب، فتصلّي وتبكي عنده.23

قال الحاكم النيسابوريّ معقباً على الحديث: «هذا الحديث رواته عن آخرهم ثقات».24

المطلب الثالث: زيارة النبيّ والأئمّة عليهم السلام

حثّت الروايات على زيارة قبر النبيّ صلى الله عليه و آله وسائر قبور الأئمّة عليهم السلام والصالحين ، وذلك لما لها من دور في تقوية أواصر المودّة والمحبّة ، والثبات على اقتفاء منهجهم الذي انتهجوه في حياتهم ، وقد لا ينهض أيّ عمل آخر بما تنهض به الزيارة من تقوية شعور الزائر بقربه من المزور، وما يتمخّض منها كالاقتداء التامّ، وإحياء الذكر على الدوام.

ولقد وردت أحاديث كثيرة في فضل زيارة النبيّ صلى الله عليه و آله والأئمّة الأطهار عليهم السلام . ونذكر هنا بعض الروايات التي وردت في فضل زيارة النبيّ صلى الله عليه و آله :

1 _ عن عبد اللّه بن عمر، عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من زار قبري وجبت له شفاعتي.25

وقوله صلى الله عليه و آله : «وجبت

له شفاعتي» يعني أنّ الزائرين سيدخلون لزوماً فيمن تناله شفاعته صلى الله عليه و آله يوم القيامة .

وهذا المعنى يتضمّن البُشرى بأنّ زائر قبر الرسول صلى الله عليه و آله إذا كان صادقاً في قصده لم يمت إلاّ على الإسلام، ونعمت البشرى.

ولعلّه أراد به الزائر لقبره صلى الله عليه و آله قربةً واحتساباً تناله شفاعة خاصّة، غير تلك الشفاعة العامّة التي تنال عموم المسلمين بسبب الزيارة وبفضلها.

2 _ عن عبد اللّه بن عمر، عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من جاءني زائراً لا تعمله حاجة إلاّ زيارتي، كان حقّاً عليَّ أن أكون له شفيعاً يوم القيامة.26

_ عن عبد اللّه بن عمر، عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من زارني إلى المدينة كنت له شفيعاً وشهيداً.27

_ عن أمير المؤنين عليه السلام، عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من زارني بعد موتي، كان كمن هاجر إلَيَّ في حياتي، فإن لم تستطيعوا فابعثوا إلَيَّ بالسلام، فإنّه يبلغني.28

_ عن حاطب، عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من زارني بعد موتي، فكأنّما زارني في حياتي.29

_ عن أبي هريرة، عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من زارني بعد موتي، فكأنّما زارني وأنا حيّ، ومن زارني كنت له شهيداً وشفيعاً يوم القيامة.30

_ عن رجلٍ من آل الخطّاب، عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من زارني متعمّداً كان في جواري يوم القيامة.31

_ عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من أتاني زائراً وجبت له شفاعتي، ومن وجبت له شفاعتي وجبت له الجنّة.32

وهناك روايات متواترة في فضل زيارة الأئمّة المعصومين عليهم السلام، لا يسعنا المقام للتعرّض لها بالتفصيل، بيد أنّنا نذكر منها حديثين شريفين:

1 _ عن أبي عامر الساجيّ، قال: أتيت أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد عليه السلام فقلت له: يا ابن

رسول اللّه، ما لمن زار قبر أمير المؤنين عليه السلام وعمّر تربته؟

قال: يا أبا عامر، حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه الحسين بن علي عليه السلام : أنّ النبيّ صلى الله عليه و آلهقال له: واللّه لتقتلنّ بأرض العراق وتُدفن بها، فقلت: يا رسول اللّه، ما لمن زار قبورنا وعمّرها وتعاهدها؟ فقال لي: يا أبا الحسن، إنّ اللّه جعل قبرك وقبر ولدك بقاعاً من بقاع الجنّة، وعرصة من عرصاتها، وأنّ اللّه جعل قلوب نجباء من خلقه وصفوته من عباده تحنّ إليكم، وتحتمل المذلّة والأذى فيكم، فيعمّرون قبوركم ويُكثرون زيارتها تقرّباً منهم إلى اللّه، ومودّةً منهم لرسوله، اُولئك يا علي المخصوصون بشفاعتي، والواردون حوضي، وهم زوّاري غداً في الجنّة.33

2 _ عن الحسن بن علي الوشّاء، عن الإمام الرضا عليه السلام : إنّ لكلّ إمام عهداً في عنق أوليائه وشيعته، وأنّ من تمام الوفاء بالعهد وحسن الأداء زيارة قبورهم، فمن زارهم رغبةً في زيارتهم وتصديقاً لما رغبوا فيه، كان أئمّتهم شفعاءهم يوم القيامة.34

وسوف نتعرّض في هذا الكتاب بشيء من التفصيل لبعض الأحاديث الواردة في فضل زيارة الإمام الحسين عليه السلام، ونثبت صحّتها في علم الرجال.

ثمّ إنّا نذكر هذه الأحاديث في ثلاثة فصول:

الفصل الأوّل: لزوم الزيارة الحسينيّة: ونكتفي فيه بذكر صحيحتين ، هما صحيحة محمّد بن مسلم، وصحيحة سعيد الأعرج.

الفصل الثاني: فضل الزيارة الحسينيّة: نذكر فيه الروايات الصحيحة التي تدلّ على ثواب وفضل زيارة الإمام الحسين عليه السلام، وفي المقام ستّ صحاح: صحيحة عُيَينة بن ميمون، وصحيحة الحسن بن الجَهم، وصحيحة أحمد البَزَنطيّ، وصحيحة ابن أبي يَعفور، وصحيحة معاوية بن وهب، وصحيحة زيد الشحّام.

الفصل الثالث: آثار الزيارة الحسينيّة: ونذكر فيه الروايات المعتبرة التي تدلّ على آثار زيارة الإمام الحسين عليه السلام؛ نحو طول العمر، والبركة، ودفع البلايا، وما

أشبه.

ونكتفي في المقام بثلاث روايات: صحيحة منصور بن حازم، ومصححّة الريّان بن شَبيب، وصحيحة أبي حمزة الثُّماليّ.

ثمّ نتعرّض في الخاتمة لبيان أصحّ رواية وردت في باب الزيارات المطلقة للإمام الحسين عليه السلام.

كما نذكر في مطاوي البحث _ بعد إثبات صحّة الأحاديث _ أخبار أُخر مضامينها قريبة من الأحاديث الصحيحة.

ولسوف نسلّط الضوء على الأحاديث الصحيحة خاصّةً، فنقتصر على ذكر أحد عشر حديثاً .

وآمل أن أكون قد أوفيت الموضوع حقّه ، وأثبتّ للقارئ الكريم صحّة ما روي في فضل زيارة الحسين عليه السلام ، طامعاً في نيل شفاعة أبي الأحرار وسيّد الشهداء، أبي عبد اللّه الحسين عليه السلام، المدفون بأرض كربلاء عليه أفضل التحية والسلام ، وأن يحسبني من زوّاره العارفين بحقّه، الراجين شفاعته يوم القيامة .

الفصل الأوّل: لزوم الزيارة الحسينيّة

اشارة

هناك روايات عديدة تنصّ على أنّ زيارة الإمام الحسين عليه السلام فرض وعهد لازم على كلّ مؤمن ومؤمنة ، غير أنّنا سنقتصر في هذا الفصل على ذكر صحيحتين ، وهما: صحيحة محمّد بن مسلم، وصحيحة سعيد الأعرج.

صحيحة محمّد بن مسلم

اشارة

ولهذه الرواية خمسة أسانيد:

السند الأوّل: روى ابن قُولَوَيه في كامل الزيارات عن أبيه وجماعة من مشايخه، عن سعد ومحمّد العطّار والحِميَريّ جميعاً، عن ابن عيسى، عن ابن بَزِيع، عن أبي أيّوب، عن محمّد بن مسلم.

السند الثاني: روى الشيخ الصدوق في كتاب من لا يحضره الفقيه بإسناده عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبي أيّوب الخزّاز، عن محمّد بن مسلم.

السند الثالث: الشيخ الصدوق في الأمالي عن ابن الوليد، عن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبي أيّوب الخزّاز، عن محمّد بن مسلم.

السند الرابع: روى الشيخ المفيد في مزاره عن ابن قُولَوَيه، عن أبيه وابن الوليد، عن الحسن بن مَتّيل، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبي أيّوب الخزّاز، عن محمّد بن مسلم.

السند الخامس: روى الشيخ الطوسيّ في تهذيب الأحكام، عن محمّد بن أحمد بن داود، عن ابن الوليد، عن الحسن بن مَتّيل وغيره من الشيوخ، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبي أيّوب الخزّاز، عن محمّد بن مسلم.

نصّ الرواية: قال محمّد بن مسلم: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول:

مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين بن علي عليه السلام؛ فإنّ إتيانه يزيد في الرزق، ويمدّ في العمر، ويدفع مدافع السوء، وإتيانه مفروض على كلّ مؤنٍ يقرّ للحسين بالإمامة من اللّه 35 .

وورد في كتاب من لا يحضره الفقيه

: «فإنّ زيارته تدفع الهدم والغرق والحرق وأكل السبع»، بدل: «فإنّ إتيانه يزيد في الرزق، ويمدّ في العمر، ويدفع مدافع السوء»، ورد في آخره: «وزيارته مفترضة على من أقرّ للحسين بالإمامة من اللّه عزّ وجلّ».

وفي تهذيب الأحكام: «يقرّ له» بدل: «يقرّ للحسين»، ولم يرد في المزار للمفيد : «فإنّ إتيانه يزيد في الرزق، ويمدّ في العمر، ويدفع مدافع السوء».

وقد ذكرها الفتّال النيسابوريّ في روضة الواعظين، وابن شهر اشوب في المناقب، والشيخ المفيد في المقنعة، وابن المشهديّ في مزاره، وذكرها أيضاً العلاّمة المجلسيّ والحرّ العامليّ.36

وبعد هذا لابدّ من مراجعة هذه الأسانيد الخمسة بدقّة وتحقيقها، فنقول:

تحقيق السند الأوّل

ذكرنا إسناد ابن قُولَوَيه عن أبيه وجماعة من مشايخه، عن سعد ومحمّد العطّار والحِميَريّ جميعاً، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن إسماعيل بن بَزِيع، عن أبي أيّوب، عن محمّد بن مسلم.

ففي في هذا السند تسعة رجال، ونتعرّض لتوثيق كلّ واحدٍ منهم رجالياً:

وثاقة جعفر بن محمّد بن قُولَوَيه

أورده النجاشيّ في رجاله قائلاً : «جعفر بن محمّد بن جعفر بن موسى بن قُولَوَيه : أبو القاسم ، وكان أبوه يُلقّب مسلمة ، من خيار أصحاب سعد ، وكان أبو القاسم من ثقات أصحابنا وأجلاّئهم في الحديث والفقه ، روى عن أبيه وأخيه، عن سعد ، وقال : ما سمعتُ من سعد إلاّ أربعة أحاديث ، وعليه قرأ شيخنا أبو عبد اللّه الفقه ومنه حمل ، وكلّ ما يوصف به الناس من جميل وثقة وفقه فهو فوقه ».37

وذكره الشيخ في فهرسته قائلاً : «جعفر بن محمّد بن قُولَوَيه القمّيّ : يُكنّى أبا القاسم ، ثقة ، له تصانيف كثيرة على عدد أبواب الفقه».38

وذكره في رجاله فيمن لم يروِ عن الأئمّة عليهم السلام

قائلاً : «جعفر بن محمّد بن قُولَوَيه : يُكنّى أبا القاسم القمّيّ ، صاحب مصنّفات» .39

وثاقة محمّد بن قُولَوَيه

ذكر النجاشيّ أنّه يُلقّب مسلمة ، وكان من خيار أصحاب سعد .40

وذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يروِ عن الأئمّة عليهم السلام قائلاً : «محمّد بن قُولَوَيه الجمّال : والد أبي القاسم جعفر بن محمّد ، يروي عن سعد بن عبد اللّه وغيره ».41

وبما أنّ أصحاب سعد أكثرهم ثقات ، كعليّ بن الحسين بن بابَوَيه والد الصدوق ، ومحمّد بن الحسن بن الوليد ، ومحمّد بن يحيى العطّار ؛ فإن كان محمّد بن قُولَوَيه من خيار أصحاب سعد كما وصفه النجاشي، فكان عداده في هؤلاء أو خيارهم ، وكلا الحُسنيين يدلّ على وثاقته .

وثاقة سعد بن عبد اللّه الأشعريّ

أورده النجاشيّ في رجاله قائلاً : «سعد بن عبد اللّه بن أبي خَلَف الأشعريّ القمّيّ : أبو القاسم ، شيخ هذه الطائفة وفقيهها ووجهها».42

ذكره الشيخ في فهرسته قائلاً : «سعد بن عبد اللّه القمّيّ : يُكنّى أبا القاسم ، جليل القدر ، واسع الأخبار ، كثير التصانيف ، ثقة».

وذكره في رجاله تارةً في أصحاب العسكريّ عليه السلام قائلاً : «سعد بن عبد اللّه القمّيّ : عاصره ولم أعلم أنّه روى عنه ».

واُخرى فيمن لم يروِ عن الأئمّة عليهم السلام قائلاً : «سعد بن عبد اللّه بن أبي خَلَف القمّيّ : جليل القدر ، صاحب التصانيف ».43

وثاقة عبد اللّه بن جعفر الحِميَري

عدّه البرقيّ في رجاله في أصحاب العسكريّ عليه السلام قائلاً : «عبد اللّه بن جعفر الحِميَريّ الذي سمعتُ منه بالفتح ».44

وقال الكشّيّ : «قال نصر بن الصبّاح : أبو العبّاس الحِميَري، اسمه عبد اللّه بن جعفر ، كان اُستاذ أبي الحسن».45

وأورده النجاشيّ في

رجاله قائلاً : «عبد اللّه بن جعفر بن الحسين بن مالك بن جامع ، الحِميَري ، أبو العبّاس ، القمّيّ : شيخ القمّيّين ووجههم ، قدم الكوفة سنة نيّف وتسعين ومئتين ، وسمع أهلها منه فأكثروا ، وصنّف كتبا كثيرة ».46

وذكره الشيخ الطوسيّ في فهرسته قائلاً : «عبد اللّه بن جعفر الحِميَريّ القمّيّ ، يُكنّى أبا العبّاس ، ثقة ، له كتب ».47

وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الهادي عليه السلام بعنوان «عبد اللّه بن جعفر الحِميَري» ، واُخرى في أصحاب العسكريّ عليه السلام قائلاً : «عبد اللّه بن جعفر الحِميَري ، قمّي ، ثقة ».48

وثاقة محمّد بن يحيى العطّار

أورده النجاشيّ في رجاله قائلاً: «محمّد بن يحيى أبو جعفر العطّار، القمّيّ، شيخ أصحابنا في زمانه، ثقة، عين، كثير الحديث».49

وذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يروِ عن الأئمّة عليهم السلام قائلاً: «محمّد بن يحيى العطّار: روى عنه الكلينيّ، قمّي، كثير الرواية».50

وثاقة أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعريّ

عدّه البرقيّ في رجاله في أصحاب الهادي عليه السلام بعنوان «أحمد بن محمّد بن عيسى» .51

وأورده النجاشيّ في رجاله قائلاً : «أحمد بن محمّد بن عيسى بن عبد اللّه بن سعد بن مالك بن الأحوص بن السائب بن مالك بن عامر ، الأشعريّ ... وأبو جعفر شيخ القمّيّين ووجههم وفقيههم غير مدافع ، وكان أيضا الرئيس الذي يلقى السلطان بها، ولقي الرضا عليه السلام ، وله كتب ، ولقي أبا جعفر الثاني وأبا الحسن العسكريّ عليهماالسلام ».52

وذكره الشيخ في فهرسته قائلاً : «أحمد بن محمّد بن عيسى بن عبد اللّه بن سعد بن مالك بن الأحوص بن السائب بن مالك بن عامر الأشعريّ ... وأبو جعفر هذا شيخ قمّ ووجهها وفقيهها غير مدافع ، وكان

أيضا الرئيس الذي يلقى السلطان بها ، ولقي أبا الحسن الرضا عليه السلام ، وصنّف كتبا ».53

وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الرضا عليه السلام قائلاً : «أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعريّ القمّيّ : ثقة ، له كتب ».

واُخرى في أصحاب الجواد عليه السلام قائلاً : «أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعريّ : من أصحاب الرضا عليه السلام ».

وثالثةً في أصحاب الهادي عليه السلام قائلاً : «أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعريّ : قمّي ».54

وثاقة محمّد بن إسماعيل بن بَزِيع

عدّه البرقيّ في رجاله تارةً في أصحاب الرضا عليه السلام بعنوان «محمّد بن إسماعيل بن بَزِيع» ، واُخرى في أصحاب الجواد عليه السلام بنفس العنوان .55

وأورده النجاشيّ في رجاله، وعدّه من صالحي هذه الطائفة وثقاتهم .56

وذكره الشيخ في فهرسته مرّتين57.

وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الكاظم عليه السلام بعنوان «محمّد بن إسماعيل بن بَزِيع» ، واُخرى في أصحاب الرضا عليه السلامبنفس العنوان قائلاً : «ثقة ، صحيح ، كوفيّ ، مولى المنصور ».

وثالثةً في أصحاب الجواد عليه السلام بنفس العنوان، وقال : «من أصحاب الرضا عليه السلام ».58

وثاقة أبي أيّوب الخزّاز

عدّه البرقيّ في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : «أبو أيّوب الخزّاز : وهو إبراهيم بن عيسى ، كوفيّ ، ويقال : ابن عثمان ».59

وصرّح الكشّيّ في رجاله بوثاقته.60

وأورده النجاشيّ في رجاله قائلاً : «إبراهيم بن عيسى : أبو أيّوب ... ثقة، كبير المنزلة».61

وذكره الشيخ في فهرسته قائلاً : «إبراهيم بن عثمان : المُكنّى بأبي أيّوب ، الخزّاز ، الكوفي ، ثقة ».62

وذكره في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام تارةً قائلاً : «إبراهيم بن زياد : أبو أيّوب ، الخزّاز ، الكوفي» .

واُخري قائلاً : «أبو أيّوب الخزّاز : وهو إبراهيم بن عيسى ،

كوفيّ ، خزّاز ، ويقال : ابن عثمان» .63

وثاقة محمّد بن مسلم الثقفي

ذكره البرقيّ في رجاله تارةً في أصحاب الباقر عليه السلام قائلاً : «محمّد بن مسلم الثقفي : طائفيّ ».

واُخرى في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : «محمّد بن مسلم بن رياح ، ثمّ الثقفي الطائفي ، ثمّ انتقل إلى الكوفة ، عربيّ ، والعامّة تروي عنه، وكان منّا ...».64

وعدّه الكشّيّ ممّن اجتمعت العصابة على تصديقهم والانقياد لهم بالفقه .65

وأورده النجاشيّ في رجاله قائلاً: «محمّد بن مسلم بن رَبَاح : أبو جعفر ، الأوقص ، الطحّان ، مولى ثقيف الأعور ، وجه أصحابنا بالكوفة ، فقيه ، ورع ، صحب أبا جعفر وأبا عبد اللّه عليهماالسلام وروى عنهما ، وكان من أوثق الناس».66

وذكره الشيخ في رجاله تارةً في أصحاب الباقر عليه السلام قائلاً : «محمّد بن مسلم الثقفي الطحّان : طائفي ، وكان أعور ».

واُخرى في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : «محمّد بن مسلم بن رَبَاح الثقفي : أبو جعفر ، الطحّان ، الأعور ، أسند عنه ، قصير ، دَحدَاح67 ، روى عنهما عليهماالسلام ، وأروى الناس عنه العلاء بن رَزِين القلاّء ، مات سنة خمسين ومئة وله نحو من سبعين سنة ».

وثالثةً في أصحاب الكاظم عليه السلام قائلاً : «محمّد بن مسلم الطحّان : لقي أبا عبد اللّه عليه السلام ».68

فاتّضح من جميع ما ذكرنا من الأقوال أنّ رجال هذا السند كلّهم من الثقات الأجلاّء، وعليه فالحديث صحيح أعلائي.

وأنت خبير بأنّه إذا كان كلّ واحدٍ من رواة الحديث في كلّ طبقة معلوم العداله والضبط، يعبّر عنه بالصحيح الأعلائي .69

ثمّ إنّا نعتقد أنّ اعتماد قدمائنا في تقييم الحديث _ فضلاً عن وثاقة الراوي _ على المنهج الفهرستيّ، فهم

يعتمدون على ذكر الحديث في الكتب المعتبرة التي تحمّلها المشايخ.

وقبل الدخول في هذا البحث لا بدّ لنا من تمهيد مقال في المقام ، فنقول:

بيان منهج قدماء أصحابنا

أكّد أئمّتنا المعصومون عليهم السلام كتابة الحديث، وأمروا أصحابهم بتدوينه.

قال الإمام الصادق عليه السلام للمفضّل بن عمر: «اكتب وبثّ علمك في إخوانك، فإن متّ فأورث كتبك بنيك، فإنّه يأتي على الناس زمان هرج، لايأنسون فيه إلاّ بكتبهم».70

وقال عليه السلام : «اكتبوا، فإنّكم لا تحفظون حتّى تكتبوا ».

وأمر بحفظ الكتب، حيث قال: «احتفظوا بكتبكم، فإنّكم سوف تحتاجون إليها».71

وتلبيةً لتأكيد الإمام الصادق عليه السلام، ازدهر العصر الذهبيّ لتدوين كتب الحديث عند الشيعة، وكان أوّل كتاب اُلّف في هذا المجال هو كتاب عبيد اللّه بن عليّ الحلبيّ، وحينما عُرض على الإمام الصادق عليه السلام، قال: «أترى لهؤلاء مثل هذا؟».72

فبدأت حركة التدوين لكتب الحديث بصورة وسيعة، فكتب أبان بن تغلب وأبان بن عثمان وهشام بن الحكم وهشام بن سالم ومحمّد بن مسلم وحَرِيز بن عبد اللّه السِّجِستانيّ وأبو حمزة الثُّماليّ وعاصم بن حميد وعلاء بن رَزِين وعليّ بن رِئَاب، وغيرهم.

والذي ساعد على كثرة تدوين الكتب عند الشيعة في ذلك العصر هو الانفراج السياسيّ الذي حصل في أواخر الخلافة الاُموية ، بعد اشتداد الخلافات السياسية وحتّى الحركات المسلّحة ضدّ الدولة الاُموية، فسنحت فرصة لنشر الحديث الشيعي، وكان الهدف الأساس للإمام الصادق عليه السلام تقوية الكيان العلميّ للشيعة، فلذلك نجد أنّ أساس المذهب الشيعيّ بُني في ذلك الزمن، كما اُلّفت معظم كتب الحديث الشيعية فيه أيضاً.

وأمّا أهل السنّة، فقد قاموا بتأليف كتب الحديث بعد مضيّ أكثر من ثلاثين سنة من فترة الازدهار الحديثيّ الشيعيّ. ويعتبر مالك بن أنس المتوفّى سنة ( 179 ه ) أوّل من دوّن في هذا المضمار، حيث ألّف موطّأه،

ودوّن أحمد بن حنبل المتوفّى سنة ( 241ه ) مسنده، وألّف البخاريّ المتوفّى سنة ( 256 ه ) صحيحه، فيما بدا الشيعة بتدوين كتب الحديث وبشكلٍ وسيع قبل ذلك التارخ، ويتوضّح لك ذلك من فترة شهادة الإمام الصادق عليه السلام حيث استشهد سنة ( 148 ه ) .

وكان للشيعة كتب كثيرة في الحديث، فأصحابنا رحمهم الله قاموا بتدوين أحاديث الأئمّة المعصومين عليهم السلام في القرن الثاني، وكانت الكوفة مركزاً لتأليف كتب الحديث، إذ إنّ أكثر أصحاب الكتب كانوا من أهل الكوفة.

ثمّ إنّ الغالب في الحديث الشيعيّ هو الكتابة، بخلاف الحديث السنّيّ، فإنّ الغالب فيه كان الرواية دون الكتابة.

فأصحابنا في كلّ طبقة نقلوا هذه الكتب، وقاموا بتحمّلها عن مؤلّفيها بعد تأليفها، ومنهم أحمد بن محمّد بن عيسى وإبراهيم بن هاشم حيث سافرا إلى الكوفة وتحمّلا كتب الحديث عن المؤلّفين الكبار هناك _ مثل ابن أبي عُمير والحسين بن سعيد _ ثمّ قاما بنشرها في قمّ.

وحينما بدأ البحث العلميّ عند أصحابنا، كان الكلام يرتكز إلى مدى حجّية هذه الكتب وصحّة طريقها والوثوق بصحّة النسخة والاعتماد على راوي الكتاب. بينما كان البحث العلميّ في التراث السنّيّ يعتمد على الرواة؛ حيث برزت عملية تأليف الكتب في عهد عمر بن عبد العزيز، وكان تراثهم يعتمد على ذاكرة الأشخاص.73

كانت مباحث علم الحديث عند قدماء أصحابنا ترتكز على محورية الكتب وتقييم نسخها وطرقها، وكانوا يصرّون على أن يكون لهم طريق مطمئنّ إلى كتب الحديث، ولا يعتمدون على الكتب الواصلة إليهم بالوجادة.74

فهذه الكتب كانت مشهورة بين الأصحاب ولهم طرق متعدّدة إليها، ولكن بعد قيام المشايخ الثلاثة بتأليف الكتب الأربعة، اعتنى أصحابنا بها أكثر من المصادر الأُولى.

فمثلاً أنّه لمّا صنّف عبيد اللّه الحلبي كتابه، تلقّاه أصحابنا بالقبول

وقام حمّاد بن عثمان بنقل هذا الكتاب عن الحلبيّ، وكان اصطلاح قدمائنا هو: «كتاب الحلبيّ برواية حمّاد»، ومرادهم: «كتاب الحلبيّ بنسخة حمّاد»، وبعد ذلك قام محمّد بن أبي عُمير وغيره بتحمّل كتاب الحلبيّ عن طريق حمّاد، فنسخة حمّاد لكتاب الحلبيّ تحمّلها ابن أبي عُمير75، ثمّ قام إبراهيم بن هاشم وغيره بتحمّل كتاب الحلبيّ عن طريق ابن أبي عُمير، وبعد ذلك تحمّله عليّ بن إبراهيم عن أبيه، كما أنّ الشيخ الكلينيّ نقل نسخة حمّاد من كتاب الحلبيّ عن طريق عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عُمير.

فتبيّن أنّ كتاب الحلبيّ كان في متناول أصحابنا، وتحمّله كلّ طبقة من مشايخها، فالروايات التي ينتهي سندها إلى عبيد اللّه بن عليّ الحلبيّ منقولة من هذا الكتاب. وبذلك يتبيّن مراد الشيخ الصدوق، حيث قال في ديباجة الفقيه: «وجميع ما فيه مستخرج من كتب مشهورة، عليها المُعوّل وإليها المرجع، مثل كتاب حَرِيز بن عبد اللّه السِّجِستانيّ، وكتاب عبيد اللّه بن عليّ الحلبيّ، وكتب عليّ بن مهزيار الأهوازيّ، وكتب الحسين بن سعيد» .76

وكذلك يظهر وجه الحجّية في كلامه حين قال: «ولم أقصد فيه قصد المصنّفين في إيراد جميع ما رووه، بل قصدت إلى إيراد ما أفتي به وأحكم بصحّته وأعتقد فيه أنّه حجّة فيما بيني وبين ربّي».77

فإنّ وجه الحجّية في كلامه هو وثوقه بالمصادر الأُولى؛ لشهرتها في عصره.

ويتّضح كلام ابن قُولَوَيه في كامل الزيارات، حين قال: «... لكن ما وقع لنا من جهة الثقات من أصحابنا رحمهم اللّه برحمته، ولا أخرجت فيه حديثاً روي عن الشذاذ من الرجال».78

فإنّ كلامه ليس في توثيق مشايخه ولا توثيق جميع رجال الكتاب ، بل كان مراده هو الوثوق بالمصادر ، أي أنّ هذه المصادر كانت

مشهورة ومعروفة بحيث حصل له الوثوق بها ، ولذلك نجد أنّه روى في كامل الزيارات عمّن اشتهر بالكذب، مثل عبد اللّه بن عبد الرحمن الأصمّ البصري.79

والظاهر أنّ وجه نقل ابن قُولَوَيه عن الأصمّ البصريّ إنّما لوجود روايته في كتاب الحسين بن سعيد، ولم يكن اعتماد ابن قُولَوَيه على وثاقة الأصمّ البصري، بل كان اعتماده على وجود هذه الرواية في ذلك الكتاب.80

فاعتماد الأصحاب في تقييم التراث الحديثيّ _ فضلاً عن وثاقة الراوي _ كان على ورود الحديث في كتابٍ مشهور مع صحّة انتساب الكتاب إلى المؤلّف وتحمّل المشايخ له، ووصول الكتاب إليهم بطريق معتبر، فربّما لم يكن الرجل موثّقاً بحسب الاصطلاح، غير أنّ أصحابنا اعتمدوا على كتابه، كما نجده في كتاب طلحة بن زيد، رغم أنّه لم يُذكر له توثيق صريح، ولكنّ النجاشي صرّح بأنّ كتابه معتمد.81

وليس هناك تلازم بين وثاقة المؤلّف والاعتماد على كتابه؛ اذ ربّما يكون الاعتماد على الكتاب لشواهد خارجية، كما اعتمد أصحابنا على نسخة النوفليّ لكتاب السَّكونيّ، وليس معنى ذلك ثبوت الوثاقة المصطلحة للنوفليّ، بل المراد الاعتماد على النسخة التي رواها النوفليّ من كتاب السَّكونيّ.

فكلّ ما رواه النوفليّ عن السَّكونيّ معتبر عند أصحابنا، بخلاف روايات النوفليّ عن غير السَّكونيّ.82

وربّما يكون هناك اختلاف بين نسخ الكتب، فلذلك كانوا يهتمّون بالنسخ كما يهتمّون بالإسناد، وهذا هو مراد النجاشي من كلامه مراراً وتكراراً: «له كتاب تختلف الرواية فيه » ، انظر ترجمة الحسن بن صالح الأحول حيث قال: «له كتاب تختلف روايته »، قال في ترجمة الحسن بن الجَهم بن بُكَير: «له كتاب تختلف الروايات فيه »، وقال في ترجمة الحسين بن علوان الكُلَيب: «وللحسين كتاب تختلف رواياته»83.

وكذلك كلام ابن نوح فإنّه يزيد هذا المعنى،

حيث قال: «ولا تُحمل رواية على رواية ولا نسخة على نسخة؛ لئلاّ يقع فيه اختلاف».84

ولكون معرفة النسخة المعتمدة تحتاج إلى خبرة خاصّة مع قدرة علمية _ ولايمكن ذلك بمجرّد العلم بوثاقة الراوي _ ، فكان أصحابنا يعتمدون على اعتماد المشايخ، فلذلك لم تكن الشيخوخة عندهم مساوقة للنقل، بل إنّها كانت تساوق الوثاقة والضبط والدقّة والمتانة العلمية، بيد أنّ ابن نوح _ في بيان طرقه إلى كتب الحسين بن سعيد _ وصف الحسين البَزَوفَريّ بالشيخ فقط.85

فاتّضح أنّ أصحابنا كانوا يهتمّون في مجال تقييم التراث الحديثي بالجانب الفهرستيّ فضلاً عن الجانب الرجاليّ، ويعتمدون على الخبر إذا كان مذكوراً في كتب مشهورة مع تحمّل المشايخ لها.

ولذا يمكن القول بأنّ الشيعة بحثوا عن زاوية اُخرى لتقييم الحديث غير الجانب الرجاليّ _ مع شدّة اهتمامهم به _ ، ألا وهو الجانب الفهرستيّ.

هذا تمام الكلام في منهج قدماء أصحابنا في تقييم الحديث. فإذا عرفت هذا نقول: إنّ صحيحة محمّد بن مسلم بسندها الأوّل ذُكرت في كتاب النوادر لأحمد بن محمّد بن عيسى الأشعريّ، وهو كتاب معتمد عند أصحابنا.

وإليك تفصيل الكلام من هذا المضمار:

إذا راجعنا رجال النجاشيّ وفهرست الطوسيّ وجدنا أنّهما ذكرا من جملة كتب أحمد بن محمّد بن عيسى كتاب النوادر86 ، وقد رواه النجاشيّ عن طريق ابن الغضائريّ وابن شاذان القزوينيّ عن أحمد بن محمّد بن يحيى، عن سعد87، ورواه الشيخ الطوسيّ عن طريق عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد بن عيسى.88

فإنّ ابن قُولَوَيه روى في هذا الحديث الشريف عن أبيه، عن سعد والعطّار والحِميَري، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، وأنّ أحمد بن محمّد بن عيسى

القمّيّ عندما سافر إلى الكوفة لطلب الحديث، لقي محمّد بن إسماعيل بن بَزِيع وسمع منه هذا الحديث الشريف89 ، وبعد رجوعه من الكوفة، ألّف كتابه النوادر في مدينة قمّ، وذكر فيه هذه الرواية في فضل زيارة الإمام الحسين عليه السلام، ثمّ تحمّله سعد ومحمّد بن يحيى العطّار والحِميَريّ من مؤلّفه أحمد بن محمّد بن عيسى، وبعد ذلك تحمّله محمّد بن قُولَوَيه (والد صاحب كامل الزيارات) من مشايخه الثلاثة (سعد والحِميَريّ والعطّار)، كما تحمّله جعفر بن محمّد بن قُولَوَيه (صاحب كامل الزيارات) من والده.

فكتاب النوادر لأحمد بن محمّد بن عيسى كان عند صاحب كامل الزيارات، وأنّه قام بإخراج هذا الحديث منه.

ولا بأس بالإشارة إلى أنّ هذه الصحيحة كانت في أصلها كوفية ؛ لأنّ محمّد بن مسلم سكن الكوفة، وأنّ أبي أيّوب الخزّاز ومحمّد بن إسماعيل بن بَزِيع كانا كوفيّين.

ولمّا سافر أحمد بن محمّد بن عيسى إلى الكوفة وتحمّل الحديث ونقله إلى مدينة قمّ، صارت الرواية قمّية، وقامت مدرسة الحديث في قمّ بنشر هذا الحديث، فأحمد الأشعريّ وسعد والعطّار والحِميَريّ كلّهم قمّيّون.

تحقيق السند الثاني

ذكرنا إسناد الشيخ الصدوق في كتاب من لا يحضره الفقيه عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبي أيّوب الخزّاز، عن محمّد بن مسلم.

قال : «وما كان فيه عن الحسن بن عليّ بن فضّال فقد رويته عن أبي رضي اللّه عنه، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ بن فضّال».90

وقد تعرّضنا لتوثيق سعد بن عبد اللّه، وأحمد بن محمّد بن عيسى، وأبي أيّوب الخزّاز، ومحمّد بن مسلم، والآن نتعرّض لتوثيق سائر رجال السند:

وثاقة الشيخ الصدوق

أورده النجاشيّ في رجاله قائلاً : «محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى

بن بابَوَيه القمّيّ : أبو جعفر ، نزيل الري ، شيخنا وفقيهنا ووجه الطائفة بخراسان ، وكان ورد بغداد سنة خمس وخمسين وثلاثمئة، وسمع منه شيوخ الطائفة وهو حدث السنّ ، وله كتب كثيرة» .91

وذكره الشيخ في فهرسته قائلاً : «محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابَوَيه القمّيّ : جليل القدر ، يُكنّى أبا جعفر ، كان جليلاً ، حافظا للأحاديث ، بصيرا بالرجال ، ناقدا للأخبار ، لم يُرَ في القمّيّين مثله في حفظه وكثرة علمه ».92

وذكره في رجاله قائلاً : «محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابَوَيه القمّيّ : يُكنّى أبا جعفر ، جليل القدر ، حفظة ، بصير بالفقه والأخبار والرجال ».93

وثاقة عليّ بن الحسين بن بابَوَيه (والد الشيخ الصدوق)

أورده النجاشيّ في رجاله قائلاً: «عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّيّ: أبو الحسن، شيخ القمّيّين في عصره ومتقدّمهم وفقيههم وثقتهم، كان قدم العراق واجتمع مع أبي القاسم الحسين بن روح رحمه الله ».94

وذكره الشيخ في فهرسته قائلاً : «عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه رحمة اللّه عليه، كان فقيهاً جليلاً ثقة».95

وذكره في رجاله فيمن لم يروِ عن الأئمّة قائلاً: «عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّيّ: يُكنّى أبا الحسن، ثقة، له تصانيف ذكرناها في الفهرست، روى عنه التلَّعُكبَري قال: سمعت منه في السنة التي تهافتت فيها الكواكب دخل بغداد فيها، وذكر أنّ له منه إجازة بجميع ما يرويه».96

وثاقة الحسن بن عليّ بن فضّال

عدّه البرقيّ في رجاله في أصحاب الرضا عليه السلام، ومدحه الكشّيّ، وعدّه ممّن أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصحّ عنهم.97

أورده النجاشيّ في رجاله، وذكر أنّه يقول بإمامة عبد اللّه بن جعفر فرجع ، ومدحه مدحاً عظيماً، وقال:

«وكان الحسن عمره كلّه فطحياً مشهوراً بذلك، حتّى حضره الموت، فمات وقد قال بالحقّ رضي اللّه عنه».98

وذكره الشيخ في فهرسته قائلاً : «الحسن بن عليّ بن فضّال : كان فطحيّا يقول بإمامة عبد اللّه بن جعفر ، ثمّ رجع إلى إمامة أبي الحسن عليه السلام عند موته ، ومات سنة أربع وعشرين ومئتين ، روى عن الرضا عليه السلام وكان خصّيصا به ، كان جليل القدر ، عظيم المنزلة ، زاهدا ، ورعا ، ثقة في الحديث وفي رواياته».99

وذكره في رجاله في أصحاب الرضا عليه السلام قائلاً : «الحسن بن عليّ بن فضّال : مولىً لتيم الرباب ، كوفيّ ، ثقة ».100

إذن فالرواية بسندها الثاني معتبرة، وجميع رواتها من ثقات الإمامية، إلاّ ابن فضّال فإنّه كان فطحياً، ولكنّه ثقة، فالرواية موثّقة بابن فضّال.

والرواية الموثّقة هي ما اتّصل سندها إلى المعصوم بمن نصّ الأصحاب على توثيقه مع فساد عقيدته.101

وصرّح الوحيد البهبهاني بأنّ روايات ابن فضّال كالصحيحة ؛ لما ذُكر في شأن ابن فضّال.102

تحقيق السند الثالث

ذكرنا إسناد الشيخ الصدوق في الأمالي عن ابن الوليد، عن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبي أيّوب الخزّاز، عن محمّد بن مسلم.

وقد تعرّضنا لوثاقة الشيخ الصدوق، وابن فضّال، ومحمّد بن مسلم، والآن نتعرّض لوثاقة سائر رجال السند:

وثاقة ابن الوليد القمّيّ

أورده النجاشيّ في رجاله قائلاً : «محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد : أبو جعفر ، شيخ القمّيّين وفقيههم ومتقدّمهم ووجههم ، ويقال : إنّه نزيل قمّ وما كان أصله منها ، ثقة ثقة ، عين ، مسكون إليه ».103

وذكره الشيخ في فهرسته قائلاً : «محمّد بن الحسن بن الوليد القمّيّ : جليل القدر ، عارف

بالرجال ، موثوق به ».104

وذكره في رجاله فيمن لم يروِ عن الأئمّة عليهم السلام قائلاً : «محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد القمّيّ : جليل القدر ، بصير بالفقه ، ثقة ، يروي عن الصفّار وسعد ، وروى عنه التلّعُكبَري ، وذكر أنّه لم يلقه ، لكن وردت عليه إجازته على يد صاحبه جعفر بن الحسين المؤمن بجميع رواياته ، أخبرنا عنه أبو الحسين بن أبي جِيد بجميع رواياته ».105

وثاقة محمّد بن الحسن الصفّار

ذكره النجاشيّ قائلاً : «محمّد بن الحسن بن فَرّوخ الصفّار ، مولى عيسى بن موسى بن طلحة بن عُبَيد اللّه بن السائب بن مالك بن عامر الأشعريّ : أبو جعفر الأعرج ، كان وجها في أصحابنا القمّيّين ، ثقة ، عظيم القدر ، راجحا ، قليل السقط في الرواية ، له كتب ».106

وذكره الشيخ في فهرسته بعنوان «محمّد بن الحسن الصفّار : قمّيّ» .107

وذكره في رجاله في أصحاب العسكريّ عليه السلام قائلاً : «محمّد بن الحسن الصفّار : له إليه مسائل ، يلقّب ممولة ».108

وثاقة أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ

عدّه البرقيّ في رجاله تارةً في أصحاب الجواد عليه السلام بعنوان «أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ» ، واُخرى في أصحاب الهادي عليه السلام بنفس العنوان .109

وأورده النجاشيّ في رجاله، وذكر أنّه كان ثقةً في نفسه، يروي عن الضعفاء، واعتمد المراسيل .110

وذكره الشيخ في فهرسته، وصرّح بأنّ أصله كوفيّ ، وكان جدّه محمّد بن عليّ حبسه يوسف بن عمر والي العراق بعد قتل زيد بن عليّ بن الحسين عليه السلام ، ثمّ قتله ، وكان خالد صغير السنّ ، فهرب مع أبيه عبد الرحمن إلى برقة قمّ فأقاموا بها ، وكان ثقةً في نفسه ،

غير أنّه أكثر الرواية عن الضعفاء واعتمد المراسيل ، وصنّف كتبا كثيرة .111

وذكره ابن الغضائري في رجاله قائلاً : «أحمد بن محمّد بن خالد بن محمّد بن عليّ البرقيّ : يُكنّى أبا جعفر ، طعن عليه القمّيّون ، وليس الطعن فيه، إنّما الطعن فيمن يروي عنه ؛ فإنّه لا يبالي عمّن يأخذ ، على طريقة أهل الأخبار ، وكان أحمد بن محمّد بن عيسى أبعده عن قمّ ثمّ أعاده إليها واعتذر إليه ».112

والحاصل، أنّ جميع رجال السند من ثقات الإمامية، إلاّ ابن فضّال، فإنّه فطحي، فالرواية بهذا السند موثّقة.

تحقيق السند الرابع

ذكرنا إسناد الشيخ المفيد في مزاره عن ابن قُولَوَيه، عن أبيه وابن الوليد، عن الحسن بن مَتّيل، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبي أيّوب الخزّاز، عن محمّد بن مسلم.

وتعرّضنا لتوثيق بعض رجال السند ، وبقي أن نتعرّض لوثاقة الشيخ المفيد، والحسن بن مَتّيل:

وثاقة الشيخ المفيد

أورده النجاشيّ في رجاله بعنوان «محمّد بن محمّد بن النعمان»، وذكر أنّ فضله أشهر من أن يوصف في الفقه والكلام والرواية والثقة والعلم.113

وذكره الشيخ الطوسيّ في فهرسته قائلاً: «انتهت إليه رئاسة الإمامية في وقته، وكان مقدّماً في العلم وصناعة الكلام».114

وثاقة الحسن بن مَتّيل

أورده النجاشيّ في رجاله قائلاً: «الحسن بن مَتّيل: وجه من وجوه أصحابنا، كثير الحديث، له كتاب نوادر».115

وذكره الشيخ في فهرسته قائلاً : «الحسن بن مَتّيل: وجه من وجوه أصحابنا، كثير الحديث، وله كتاب نوادر».116

وذكره في رجاله فيمن لم يروِ عن الأئمّة عليهم السلام قائلاً: «الحسن بن مَتّيل القمّيّ: روى عنه ابن الوليد».117

فجميع رجال السند من ثقات الإمامية، إلاّ ابن فضّال118، فالرواية موثّقة بابن فضّال.

تحقيق السند الخامس

ذكرنا إسناد الشيخ الطوسيّ119 عن محمّد بن أحمد بن داود، عن ابن الوليد، عن الحسن بن مَتّيل وغيره من الشيوخ، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبي أيّوب الخزّاز، عن محمّد بن مسلم.

وقد تعرّضنا لتوثيق بعض رجال السند ، والآن نتعرّض لوثاقة من بقي منهم:

وثاقة الشيخ الطوسيّ

ذكره النجاشيّ في رجاله، وصرّح بإنّه كان جليلاً في أصحابنا، ثقة، عين.120

وهو رئيس الطائفه، جليل القدر، ولقد أجاد ابن داود حين قال: «أوضح من أن يوضّح حاله».121

وثاقة محمّد بن أحمد بن داود

أورده النجاشيّ في رجاله قائلاً: «محمّد بن أحمد بن داود بن عليّ:

أبو الحسن، شيخ هذه الطائفة وعالمها، وشيخ القمّيّين في وقته وفقيههم، حكى أبو عبد اللّه الحسين بن عبيد اللّه أنّه لم يرَ أحداً أحفظ منه ولا أفقه ولا أعرف بالحديث... ورد بغداد فأقام بها وحدّث».122

وذكره الشيخ في فهرسته وكذلك في رجاله.123

وقد سبق الكلام في أنّ اعتماد قدمائنا في تقييم الحديث _ فضلاً عن وثاقة الراوي _ كان على ذكر الحديث في الكتب المعتبرة، وهذه الرواية ذُكرت في كتاب الزيارات للحسن بن عليّ بن فضّال وكان من الكتب المعتمدة عند أصحابنا.

وإليك تفصيل الكلام من هذه الجهة:

إذا راجعنا رجال النجاشيّ وجدنا أنّه ذكر كتاب الزيارات من جملة كتب الحسن بن عليّ بن فضّال، فإنّ ابن فضّال سمع هذا الحديث من أبي أيّوب الخزّاز وذكره في كتاب الزيارات. وكتاب ابن فضّال هذا اُلّف في الكوفة، ولمّا سافر أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعريّ إلى الكوفة سمعه من ابن فضّال، وبعد ذلك سمعه أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ من ابن فضّال.124

فكان كتاب الزيارات لابن فضّال من الكتب المشهورة عند أصحابنا،إذ قام أجلاّء أصحابنا في كلّ طبقة منهم بتحمّله، كما ان أحمد بن محمّد بن عيسى وأحمد بن محمّد بن خالد قد روياه أيضاً.

ولذا نستظهر أنّ أصل كتاب الزيارات كان عند الشيخ الصدوق والشيخ المفيد والشيخ الطوسيّ، وأنّهم أخذوا الرواية من هذا الكتاب وأدرجوها في كتبهم.

فتحصّل من جميع ما ذكرنا أنّ رواية محمّد بن مسلم بسندها الأوّل من أصحّ ما عندنا من الروايات، كما أنّها بسندها الثاني والثالث والرابع من الروايات الموثّقة.

وقد عرفت أنّ هذه الرواية ذُكرت في مصدرين من المصادر الأُولى، وهما: كتاب النوادر لأحمد بن محمّد بن عيسى، وكتاب الزيارات للحسن بن عليّ بن فضّال، وهما

من الكتب المعتبرة عند قدماء أصحابنا.

بعد أن ثبت بصحيحة محمّد بن مسلم أنّ زيارة الإمام الحسين عليه السلام عهد لازم على كلّ مؤن ومؤنة، نذكر الأحاديث التي تؤيّد هذا المعنى تتميماً للفائدة:

الحديث الأوّل: روى الشيخ الكلينيّ عن أحمد بن إدريس، عن عبيد اللّه بن موسى، عن الحسن بن علي الوشّاء، قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: إنّ لكلّ إمام عهداً في عنق أوليائه وشيعته، وإنّ من تمام الوفاء بالعهد وحسن الأداء زيارة قبورهم، فمن زارهم رغبة في زيارتهم وتصديقاً لما رغبوا فيه، كان أئمّتهم شفعاءهم يوم القيامة.125

وروى ابن قُولَوَيه عن أبيه وأخيه وعليّ بن الحسين بن بابويه ومحمّد بن الحسن بن الوليد جميعاً، عن أحمد بن إدريس، عن عبيد اللّه بن موسى، عن الحسن بن عليّ الوشّاء مثله.126

الحديث الثاني: روى ابن قُولَوَيه عن محمّد بن جعفر الرزّاز، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن أبي داود المُستَرِقّ، عن اُمّ سعيد الأَحمَسيّة، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قالت: قال لي: يا اُمّ سعيد، تزورين قبر الحسين؟ قالت: قلت: نعم، فقال لي: زوريه، فإنّ زيارة قبر الحسين واجبة على الرجال والنساء.127

الحديث الثالث: روى ابن قُولَوَيه عن أبيه ومحمّد بن الحسن بن الوليد جميعاً، عن الحسن بن مَتّيل، عن الحسن بن عليّ الكوفيّ، عن عليّ بن حسّان الهاشمي، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: لو أنّ أحدكم حجّ دهره ثمّ لم يزر الحسين بن عليّ، لكان تاركاً حقّاً من حقوق رسول اللّه صلى الله عليه و آله ؛ لأنّ حقّ الحسين عليه السلام فريضة من اللّه واجبة على كلّ مسلم.128

وروى الشيخ الطوسيّ بإسناده عن محمّد بن أحمد بن داود، عن الحسن بن عليّ بن عَلاّن، عن حميد بن زياد،

عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن يزيد، عن عليّ بن الحسن، عن عبد الرحمن بن كثير مثله.129

صحيحة سعيد الأعرج

اشارة

روى سعيد الأعرج رواية صحيحة في لزوم إتيان قبر الإمام الحسين عليه السلام ولهذه الرواية سندان:

السند الأوّل: روى ابن قُولَوَيه عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن عامر بن عُمَير وسعيد الأعرج.

السند الثاني: روى ابن قُولَوَيه عن أبي العبّاس الرزّاز130، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب الزيّات، عن جعفر بن بشير، عن حمّاد بن عثمان، عن مسلم131، عن عامر بن عُمَير وسعيد الأعرج.

نصّ الرواية : روى سعيد الأعرج وعامر بن عُمَير عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال:

اِئتوا قبر الحسين عليه السلام في كلّ سنة مرّة.132

وذكرها العلاّمة المجلسيّ، والحرّ العامليّ.133

والآن نبدأ بالتحقيق في هذه الرواية بسنديها، فنقول:

تحقيق السند الأوّل

ذكرنا إسناد ابن قُولَوَيه عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن عامر بن عُمَير وسعيد الأعرج.

وقد تعرّضنا لوثاقة ابن قُولَوَيه وسعد وأحمد بن محمّد بن عيسى، والآن نتعرّض لبقيّة رجال السند:

وثاقة عليّ بن الحكم

ذكر الكشّيّ أنّه كان ابن اُخت داود بن النعمان.134

وأورده النجاشيّ في رجاله بعنوان «عليّ بن الحَكم بن الزبير» .135

وذكره الشيخ في فهرسته قائلاً : «عليّ بن الحَكم الكوفي : ثقة ، جليل القدر ، له كتاب».136

وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الرضا عليه السلام قائلاً : «عليّ بن الحَكم بن الزبير : مولى النخع ، كوفيّ» .

واُخرى في أصحاب الجواد عليه السلام مقتصرا على قوله : «عليّ بن الحَكم» .137

وثاقة سعيد الأعرج

عدّه البرقيّ في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام بعنوان «سعيد السمّان» .138

وأورده النجاشيّ في رجاله قائلاً: «سعيد بن عبد الرحمن، وقيل: ابن عبد اللّه، الأعرج السمّان، أبو عبد اللّه التيميّ، مولاهم، كوفيّ ثقة».139

وذكره الشيخ

في فهرسته140.

وذكره في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : «سعيد بن عبد الرحمن الأعرج السمّان : ويقال له : ابن عبد اللّه ، له كتاب ».141

وأمّا عامر بن عُمَير، فليس له توثيق صريح في كتب الرجال، نعم عدّه البرقيّ في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام142، وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق.143

ولكن هذا لا يضرّ بصحّة السند ؛ لأنّ عامر بن عُمَير وسعيد الأعرج رويا في هذه الطبقة جميعاً عن الإمام الصادق عليه السلام، وقد ذكرنا وثاقة سعيد الأعرج.

والحاصل، أنّ الحديث بهذا السند يكون صحيحاً أعلائيّاً.

وقد سبق الكلام في أنّ اعتماد قدمائنا في تقييم الحديث _ فضلاً عن وثاقة الراوي _ كان على ذكر الحديث في الكتب المعتبرة، وهذه الرواية ذُكرت في كتاب عليّ بن الحكم وكان من الكتب المعتمدة عند أصحابنا.

وإليك تفصيل الكلام من هذه الجهة:

إذا راجعنا ترجمة عليّ بن الحكم في فهرست الطوسيّ وجدنا أنّه ذكر له كتاب، وأنّ أحمد بن محمّد بن عيسى روى هذا الكتاب، والشيخ الصدوق روى عن طريق ابن أبي جيد، عن ابن الوليد، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم.

وبالجملة: أنّ عليّ بن الحكم سمع هذا الحديث في الكوفة من سعيد الأعرج وعامر بن عُمَير، وذكره في كتابه، وأمّا أحمد بن محمّد بن عيسى فإنّه لمّا سافر إلى الكوفة لطلب الحديث، سمع هذا الكتاب وتحمّله من عليّ بن الحكم، ونقله إلى قمّ، ثمّ سمعه سعد بن عبد اللّه الأشعريّ من أحمد بن محمّد بن عيسى. كما أنّ والد صاحب كامل الزيارات سمعه من اُستاذه سعد ونقله إلى ولده، فلمّا أراد ابن قُولَوَيه أن يكتب كتابه كامل الزيارات، أخذ الحديث من

كتاب عليّ بن الحكم الذي كان عنده بطريق صحيح.

فتحصّل أنّ رواية سعيد الأعرج بسندها الأوّل من الروايات الصحيحة رجالياً وفهرستياً.

تحقيق السند الثاني

ذكرنا إسناد ابن قُولَوَيه عن أبي العبّاس محمّد بن جعفر الرزّاز، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن جعفر بن بشير عن حمّاد بن عثمان، عن مسلم، عن مسلم، عن عامر وسعيد الأعرج.

وقد تعرّضنا لوثاقة ابن قُولَوَيه، والآن نتعرّض لشرح حال سائر رجال السند:

وثاقة محمّد بن جعفر الرزّاز

ليس لمحمّد بن جعفر الرزّار توثيق صريح، وإلاّ أنّه من مشايخ ابن قُولَوَيه، وقد ذكر ابن قُولَوَيه في مقدّمة كامل الزيارات كذا:

وأنا مبيّن لك _ أطال اللّه بقاك _ ما أثاب اللّه به الزائر لنبيّه وأهل بيته صلوات اللّه عليهم أجمعين ، بالآثار الواردة عنهم ... لكن ما وقع لنا من جهة الثقات من أصحابنا رحمهم اللّه برحمته ، ولا أخرجتُ فيه حديثا روي عن الشذاذ من الرجال .144

ونتناول هنا ثلاث أقوال طبق قول ابن قولويه: «ما وقع من جهة الثقات من أصحابنا ...»:

القول الأوّل : وثاقة جميع من وقع في الأسانيد .

ذهب الحرّ العاملي إلى أنّ ظاهر كلام ابن قُولَوَيه توثيق كلّ مَن ذُكر في أسانيد كتابه ، بل كونهم من المشهورين بالحديث والعلم .145

كما أنّ السيّد الخوئيّ وافق الشيخ الحرّ، فحكم بوثاقة كلّ من وقع في أسانيد كامل الزيارات ، وحكم في معجمه بوثاقة من ذُكر في طريق ابن قُولَوَيه في كامل الزيارات ، إلاّ أن يُبتلى بمعارض .146

وإن ثبت دلالة كلام ابن قُولَوَيه في مقدّمة كامل الزيارات على وثاقة مَن جاء في أسانيد كتابه ، فقد ثبت وثاقة أكثر من 380 راوياً . بنى على هذا المبنى السيّد الخوئيّ في معجمه ،

وصرّح به في مواضع عديدة من كتابه ، لكنّه عدل عن هذا المبنى في أواخر عمره الشريف .

ويتعذّر الأخذ بهذا القول ، لأنّ ابن قُولَوَيه روى عن بعض الضعفاء مثل عمرو بن شمر الجُعفيّ الذي أجمع أصحابنا القدماء على تضعيفه .147

القول الثاني : وثاقة خصوص مشايخ ابن قُولَوَيه .

استظهر المحدّث النوريّ في مستدركه أنّ كلام ابن قولويه نصّ على توثيق كلّ من صدر بهم سند أحاديث كتابه ، لا كلّ من ورد في إسناد الروايات ، وصرّح بهذا الأمر في موضعين ، فقال فى الموضع الأوّل: «إنّ المهمّ في ترجمة هذا الشيخ العظيم استقصاء مشايخه في هذا الكتاب الشريف ، فإنّ فيه فائدة عظيمة لم تكن فيمن قدّمنا من مشايخ الأجلّة ، فإنّه قال في أوّل الكتاب... ».

وقال بعد نقل عبارة ابن قُولَوَيه : «فتراهُ نصّ على توثيق كلّ من روى عنه فيه ، بل كونه من المشهورين في الحديث والعلم ، ولا فرق في التوثيق بين النصّ على أحد بخصوصه أو توثيق جمع محصور بعنوانٍ خاصّ ، وكفى بمثل هذا الشيخ مزكّيا ومعدّلاً» .148

وقال في الموضع الثاني عند البحث عن وثاقة محمّد بن جعفر الرزّاز : «ويشير إلى وثاقته، بل يدلّ عليها كونه من مشايخ الشيخ جعفر بن قُولَوَيه ، وقد أكثر مِن الرواية عنه في كامله، مع تصريحه في أوّله بأنّه لا يروي إلاّ عن ثقات مشايخه» .149

فالحاصل أنّه بناءً على القول الأوّل والثاني فمحمّد بن جعفر الرزّاز ثقة.

وثاقة محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب

ذكره نجاشي في رجاله قائلاً: «محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب : أبو جعفر الزيّات ، الهمداني ، واسم أبي الخطّاب زيد ، جليل ، من أصحابنا ، عظيم

القدر ، كثير الرواية ، ثقة ، عين ، حسن التصانيف ، مسكون إلى روايته».150

وذكره الشيخ في فهرسته قائلاً : «محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب : كوفيّ ، ثقة ».151

وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الجواد عليه السلام قائلاً : «محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب : كوفيّ ، ثقة ».

واُخرى في أصحاب الهادي عليه السلام قائلاً : «محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب الزيّات ، الكوفي : ثقة ، من أصحاب أبي جعفر الثاني عليه السلام ».

وثالثةً في أصحاب العسكريّ عليه السلام قائلاً : «محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب : كوفيّ ، زيّات ».152

وثاقة جعفر بن بشير

ذكر الكشّيّ أنّه مولى بَجِيلة ، وكان كوفيّا.153

وأورده النجاشيّ في رجاله قائلاً: «جعفر بن بشير أبو محمّد البَجَلي الوشّاء : من زهّاد أصحابنا وعبّادهم ونسّاكهم ، وكان ثقة ... كان أبو العبّاس بن نوح يقول : كان يُلقّب فقحة154 العلم ، روى عن الثقات ورووا عنه».155

ذكره الشيخ في فهرسته ووثّقه156 .

وذكره في رجاله في أصحاب الرضا عليه السلام بعنوان «جعفر بن بشير البَجَلي» .157

ثمّ إنّه روى جعفر بن بشير عن مسلم وهو مجهول.

وثاقة حمّاد بن عثمان

عدّه البرقيّ في رجاله تارةً في أصحاب الصادق عليه السلام ، واُخرى في أصحاب الكاظم عليه السلام ، وثالثةً في أصحاب الرضا عليه السلام .158

وذكر الكشّيّ أنّه كان فاضلاً ، خيّراً ، ثقة ، وعدّه ممّن أجمعت العصابة على تصحيح ما صحّ عنهم.159

وأورده النجاشيّ في رجاله ووثّقه ، وذكر أنّه روى عن الكاظم والرضا عليهماالسلام .160

وذكره الشيخ في فهرسته، وذكر أنّه كان ثقة ، جليل القدر .161

وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : «حمّاد بن عثمان : ذو الناب ، مولى ، غني ، كوفيّ ».

واُخرى

في أصحاب الكاظم عليه السلام قائلاً : «حمّاد بن عثمان : لقبه الناب ، مولى الأزد ، كوفيّ ، له كتاب ».

وثالثةً في أصحاب الرضا عليه السلام قائلاً : «حمّاد بن عثمان الناب : من أصحاب أبي عبد اللّه عليه السلام ».162

وذكرنا أنّ مسلم الذي روى في هذا السند مجهول ولم يُذكر في كتب الرجال.

وكيف كان، فالرواية بسندها الثاني ضعيفة.

والظاهر أنّ هذه الرواية بسندها الثاني ذُكرت أيضاً في كتاب النوادر لجعفر بن بشير وكان من الكتب المعتبرة عند قدماء أصحابنا.

وإليك تفصيل الكلام من هذه الجهة:

إذا راجعنا رجال النجاشيّ في ترجمة جعفر بن بشير، وجدنا أنّه ذكر له كتاب النوادر، ورواه محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب.

حيث نرى في هذا السند أنّ ابن قُولَوَيه روى عن محمّد بن جعفر الرزّاز، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن جعفر بن بشير؛ ومعنى ذلك أنّ هذه الرواية كانت مذكورة في كتاب النوادر لجعفر بن بشير.

ويشهد على ذلك أنّ محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب روى عن جعفر بن بشير في الكافي والتهذيب والاستبصار أكثر من مئة مورد.163

وبالجملة، أنّ جعفر بن بشير الكوفي سمع هذا الحديث في الكوفة من اُستاذه حمّاد بن عيسى، وذكره في كتابه النوادر، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب تحمّل هذا الكتاب من مؤلّفه جعفر بن بشير.

ثمّ إنّ محمّد بن جعفر الرزّاز هو الذي نقل هذا الكتاب إلى مدينة قمّ، وبذلك وصلت نسخة منه إلى ابن قُولَوَيه، فابن قُولَوَيه لمّا أراد أن يكتب كتابه كامل الزيارات، كانت عنده نسخة من كتاب جعفر بن بشير عن طريق شيخه واُستاذه محمّد بن جعفر الرزّاز، فأخذ هذا الحديث وذكره في كامل الزيارات.

فتحصّل من جميع ما ذكرنا أنّ رواية سعيد الأعرج

بسندها الأوّل صحيحة، كما انّها كانت مذكورة في مصدرين من المصادر الأُولى لأصحابنا: كتاب عليّ بن الحكم، وكتاب النوادر لجعفر بن بشير، وكانا معتبرين.

تتميماً للفائدة نذكر هنا روايتين وهما: مرسلة ابن أبي عمير وموثقة حنان بن سدير :

الرواية الاُولى: مرسلة ابن أبي عمير

روى ابن قُولَوَيه عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّه، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عُمَير، عن بعض أصحابنا، عن أبي ناب (الحسن بن عطيّة)، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، أنّه قال:

حقٌّ على الغني أن يأتي قبر الحسين بن عليّ عليه السلامفي السنة مرّتين، وحقّ على الفقير أن يأتيه في السنة مرّة.164

وقد تعرّضنا لوثاقة رجال هذا السند، ونتناول هنا في وثاقة يعقوب بن يزيد، وابن أبي عُمَير، والحسن بن عطيّة أبي ناب.

فأمّا يعقوب بن يزيد، فقد وثّقه النجاشيّ في رجاله، وذكر أنّه كان صدوقاً.165

وأمّا محمّد بن أبي عُمَير فوثاقته أشهر من أن تذكر، فلقد أجاد الشيخ حين قال: «وكان من أوثق الناس عند الخاصّة والعامّة ».166

وأمّا الحسن بن عطيّة فقد ذكره العلاّمة في رجاله قائلاً: «الحسن بن عطيّة الحنّاط المحاربيّ الكوفيّ، مولى، ثقة، وأخواه أيضاً محمّد وعلي كلّهم رووا عن أبي عبد اللّه».167

فالرواية مرسلة، إذ نجد أنّ ابن أبي عُمَير قد رواها عن بعض أصحابنا.

ولا بأس بصرف الجهد في التحقيق في حجّية مراسيل ابن أبي عُمَير، فنقول:

اشتُهر عند أصحابنا أنّ مراسيل ابن أبي عُمَير كمسانيدها معتبرة، ويدلّ على ذلك أمران:

الأمر الأوّل: ما ذكره النجاشيّ في ترجمة ابن أبي عُمَير، فإنّه قال: «روي أنّه حبسه المأمون حتّى ولاّه قضاء بعض البلاد، وقيل: إنّ اُخته دفنت كتبه في حال استتاره وكونه في الحبس أربع سنين، فهلكت الكتب، وقيل: بل تركتها في غرفة فسال عليها المطر فهلكت، فحدّث من حفظه وممّا كان سلف له في أيدي الناس، فلهذا أصحابنا يسكنون إلى مراسيله».168

ويصرّح النجاشيّ

بأنّ أصحابنا يعتمدون على مراسيل ابن أبي عُمَير، وهو العمدة في المقام. ويشهد على ذلك ما ذكره الكشّيّ من أنّ محمّد بن أبي عُمَير حُبس بعد الرضا عليه السلام، ونُهب ماله وذهبت كتبه، وكان يحفظ أربعين جلداً، ولذلك أرسل أحاديثه.169

الأمر الثاني: ما ذكره الشيخ في عدّة الاُصول، حيث قال: «وإذا كان أحد الراويين مسنداً والآخر مرسلاً، نُظر في حال المرسل، فإن كان ممّن يعلم أنّه لا يرسل إلاّ عن ثقة موثوق به، فلا ترجيح لخبر غيره على خبره، ولأجل ذلك سوّت الطائفة بين ما يرويه محمّد بن أبي عُمَير، وصفوان بن يحيى، وأحمد بن محمّد بن أبي نصر، وغيرهم من الثقات الذين عُرفوا بأنّهم لا يروون ولا يرسلون إلاّ عمّن يوثق به، وبين ما أسنده غيرهم، ولذلك عملوا بمراسيلهم».170

فمقتضى كلام الشيخ أنّ منشأ اتّفاقهم على قبول مراسيل هذه المشايخ الثلاثة، هو كونهم لا يرسلون إلاّ عن ثقة.

هذا وإنّ فخر المحقّقين صرّح بأنّ الكلّ اتّفق على العمل بمراسيل ابن أبي عُمَير ؛ لأنّه لا يرسل إلاّ عن ثقة، وكذلك صرّح بذلك المحقّق الكَرَكيّ والشيخ البهائي والمحقّق النراقي.171

وقال السيّد الداماد: «إنّ مراسيل محمّد بن أبي عُمَير تُعدّ في حكم المسانيد».172

وكان ابن أبي عُمَير يروي الأحاديث بأسانيد صحيحة، فلمّا ذهبت كتبه أرسل رواياته التي كانت هي المضبوطة المعلومة المسندة عنده بسندٍ صحيح، فمراسيله في الحقيقة مسانيد معلومة الاتّصال والإسناد إجمالاً، وإن فاتته طرق الإسناد على التفصيل، فإنّها مراسيل على المعنى المصطلح حقيقة، والأصحاب يعتمدون عليها كما يعتمدون على المسانيد؛ لجلالة قدر ابن أبي عُمَير.

فظاهر الأصحاب في مراسيل ابن أبي عُمَير أنّها في الحقيقة صحاح معلومة الأسانيد عنده إجمالاً، وإن كانت أسانيدها قد فاتته على التفصيل.

ثمّ إنّ هذه الرواية ذُكرت

في كتاب النوادر لابن أبي عُمَير، فإنّ النجاشيّ والشيخ ذكرا في جملة كتب ابن أبي عُمَير كتاب النوادر، وصرّح النجاشيّ في رجاله أنّ الرواة لكتاب ابن أبي عُمَير كثير، فهي تختلف باختلافهم.173

والشيخ روى في فهرسته كتب ابن أبي عُمَير عن طريق ابن أبي جيد عن ابن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عُمَير، ومعنى ذلك أنّه كان ليعقوب بن يزيد نسخة من كتب ابن أبي عُمَير.

وعليه فهذه الرواية كانت مذكورة في كتاب نوادر ابن أبي عُمَير ؛ فابن قُولَوَيه روى هذه الرواية عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّه، وعن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عُمَير.

والظاهر أنّ سعد بن عبد اللّه الأشعريّ عندما سافر إلى العراق لطلب الحديث، سمع كتاب نوادر ابن أبي عُمَير من يعقوب بن يزيد ونقله إلى قمّ. كما أنّ والد صاحب كامل الزيارات سمع الكتاب من سعد ونقله إلى ابن قُولَوَيه. فتبيّن أنّ هذه الرواية كانت مذكورة في كتاب النوادر لابن أبي عُمَير وكان من أصحّ الكتب عند قدماء أصحابنا والتي عليها المُعوّل.174

الرواية الثانية: موثقة حنان بن سدير

روى الشيخ الصدوق في ثواب الأعمال عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّه، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن إسماعيل بن بَزِيع، عن حَنَان بن سَدير، قال:

قال لي أبو عبد اللّه عليه السلام : زوروه _ يعني الحسين عليه السلام _ ولا تجفوه، فإنّه سيّد الشهداء وسيّد شباب أهل الجنّة.175

وقد تعرّضنا لوثاقة رجال السند، وبقي الكلام في وثاقة حَنَان بن سَدِير، فقد أورده النجاشي في رجاله بعنوان «حَنَان بن سَدِير بن حكيم بن صُهَيب الصيرفي» ، وذكر أنّه عمّر طويلاً .176

وذكره الشيخ في فهرسته قائلاً : «حَنَان بن

سَدِير : له كتاب، وهو ثقة».177

وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : «حَنَان بن سَدِير بن حكيم بن صُهَيب الصيرفي الكوفي ».

واُخرى في أصحاب الكاظم عليه السلام قائلاً : «حَنَان بن سَدِير الصيرفي : واقفيّ ».178

والحاصل، أنّ جميع رواة الرواية من ثقات الإمامية، إلاّ حَنَان بن سَدِير ، فإنّه كان واقفياً، فالرواية موثّقة.

والظاهر أنّ هذه الرواية ذُكرت في كتاب النوادر لمحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب وكان من الكتب المعتبرة، فإنّا إذا راجعنا فهرست الطوسيّ وجدنا أنّه ذكر كتاب النوادر من جملة كتب محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب.

ثمّ إنّا نجد في أحاديث كثيرة أنّ سعد بن عبد اللّه روى عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب.179

فنعتقد أنّه كان عند الشيخ الصدوق نسخة سعد بن عبد اللّه من كتب محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، وأنّ حَنَان بن سَدِير الكوفي سمع هذا الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام، وبعد ذلك سمع محمّد بن إسماعيل بن بَزِيع هذا الحديث في الكوفة من حَنَان بن سَدِير. ولمّا وصل الأمر إلى محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب سمع الحديث في الكوفة من محمّد بن إسماعيل بن بَزِيع، وذكره في كتابه النوادر.

ولمّا سافر سعد بن عبد اللّه الأشعريّ إلى الكوفة لطلب الحديث لقي محمد بن حسين بن أبي الخطّاب وسمع منه كتابه، ونقله إلى مدينة قمّ، وبعد ذلك تحمّله والد الشيخ الصدوق عن سعد، وكذلك تحمّله الشيخ الصدوق من والده.

والحاصل، أنّ الشيخ الصدوق لمّا أراد أن يكتب كتابه ثواب الأعمال، أخذ هذا الحديث من كتاب النوادر لمحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب.

فتبيّن أنّ رواية حَنَان بن سَدِير من الأحاديث الصحيحة رجالياً وفهرستياً، وقد رواها الثقات، كما أنّ

المصدر الذي ذُكرت فيه كان معتبراً أيضاً.

الفصل الثاني: فضل الزيارة الحسينيّة

اشارة

نتناول في هذا الفصل الروايات التي تدلّ على ثواب زيارة الإمام الحسين عليه السلاموفضلها، وسنقتصر على الصحيحة منها خاصّةً، وهي عبارة عن ستّ صحاح: صحيحة عُيَينة بن ميمون، وصحيحة الحسن بن الجَهم، وصحيحة أحمد البَزَنطيّ، وصحيحة ابن أبي يعفور، وصحيحة معاوية بن وهب، وصحيحة زيد الشحّام.

صحيحة عُيَينة بن ميمون

اشارة

ولهذه الرواية سندان:

السند الأوّل: روى ابن قُولَوَيه عن عليّ بن الحسين بن بابويه وجماعة مشايخه، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عُمَير، عن عُيَينة بيّاع القصب.

السند الثاني: روى الشيخ الصدوق في ثواب الأعمال عن حمزة العلوي، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن ابن أبي عُمَير، عن عُيَينة بيّاع القصب.

نصّ الرواية : روى عُيَينة بيّاع القصب عن أبي عبد اللّه عليه السلام :

من أتى الحسين عارفاً بحقّه، كتبه اللّه في أعلى علّيّين.180

ورواها الشيخ الصدوق في كتاب من لا يحضره الفقيه مرسلاً عن الإمام الصادق181. وذكرها ابن المشهديّ، والعلاّمة المجلسيّ، والحرّ العامليّ، والمحدّث النوري.182

والآن نبدأ بالتحقيق في هذه الرواية بسنديها ، فنقول:

تحقيق السند الأوّل

ذكرنا إسناد ابن قُولَوَيه عن عليّ بن الحسين بن بابويه وجماعة مشايخه، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عُمَير، عن عُيَينة بيّاع القصب.

فورد في هذا السند ستّة رجال، تعرّضنا فيما سبق لوثاقة ابن قُولَوَيه وعليّ بن الحسين بن بابويه (والد الشيخ الصدوق)، وبقي الكلام في وثاقة سائر رجال السند:

وثاقة عليّ بن إبراهيم الهاشمي

أورده النجاشيّ في رجاله قائلاً: «عليّ بن إبراهيم بن هاشم أبو الحسن القمّيّ: ثقة في الحديث، ثبت ، معتمد، صحيح المذهب، سمع فأكثر، وصنّف كتباً، وأضرّ183 في وسط عمره».184

وذكره الشيخ في فهرسته قائلاً : «عليّ بن إبراهيم بن هاشم القمّيّ، له كتب، منها كتاب التفسير».185

وقال ابن داود في رجاله: «عليّ بن إبراهيم بن هاشم القمّيّ أبو الحسن، ثقة في الحديث، ثبت ، معتمد، صحيح المذهب».186

ونقل العلاّمة في خلاصة الأقوال: «عليّ بن إبراهيم بن هاشم القمّيّ، أبو الحسن، ثقة في الحديث، ثبت ، معتمد، صحيح المذهب، سمع وأكثر، صنّف كتباً، وأضرّ في وسط عمره».187

وثاقة

إبراهيم بن هاشم القمّيّ

أورده النجاشيّ في رجاله قائلاً: «إبراهيم بن هاشم، أبو إسحاق القمّيّ، أصله كوفيّ، انتقل إلى قمّ، قال أبو عمرو الكشّيّ: تلميذ يونس بن عبد الرحمن، من أصحاب الرضا عليه السلام، هذا قول الكشّيّ، وفيه نظر، وأصحابنا يقولون: أوّل من نشر حديث الكوفيّين بقمّ هو».188

وذكره الشيخ في فهرسته قائلاً : «إبراهيم بن هاشم أبو إسحاق القمّيّ، أصله الكوفة وانتقل إلى قمّ ، وأصحابنا يقولون: إنّه أوّل من نشر حديث الكوفيّين بقمّ، وذكروا أنّه لقي الرضا عليه السلام».189

وذكره في رجاله في أصحاب الرضا عليه السلام قائلاً: «إبراهيم بن هاشم الهاشمي: تلميذ يونس بن عبد الرحمن».190

وقال العلاّمة في خلاصة الأقوال: «لم أقف لأحد من أصحابنا على قول في القدح فيه ولا على تعديله بالتنصيص، والروايات عنه كثيرة، والأرجح قبول قوله».191

ثمّ إنّ هناك كلام في توثيق إبراهيم بن هاشم، فربّما يقال إنّه لم يصرّح الرجاليّون بتوثيقه، ونحن نعتقد أنّ شأن إبراهيم بن هاشم أجلّ من أن يوثّق، وفي الواقع أنّه غنيّ عن التصريح بالتوثيق.

بيان ذلك: ذكر الشيخ والنجاشي أنّه أوّل من نشر حديث الكوفيّين بقمّ، وإن دلّ على هذا شيء دلّ على اعتماد القمّيّين على روايات إبراهيم بن هاشم، إذ كان القمّيّون يتعصّبون للتراث الحديثي، فلو كان على إبراهيم بن هاشم شائبة غمز لما اعتمدوا على رواياته.

والشواهد تشير إلى أنّه لمّا هاجر إبراهيم بن هاشم من الكوفة إلى قمّ وقام بنشر الحديث في هذه المدينة، اعتمد أصحابنا القمّيّون عليه، واهتمّوا برواياته اهتماماً بالغاً؛ لأنّهم وجدوه ثقةً جليلاً معتمداً.

فعدم التصريح بتوثيق إبراهيم بن هاشم لغنائه عن التوثيق، ولقد ادّعى السيّد ابن طاوس الاتّفاق على وثاقة عليّ بن إبراهيم، حيث قال عند ذكر رواية في سندها عليّ بن إبراهيم: «ورواة

الحديث ثقات بالاتّفاق».192

وقال الشهيد الثاني : «إنّ إبراهيم بن هاشم كان من أجلّ الأصحاب وأكبر الأعيان، وحديثه من أحسن مراتب الحسن».193

ولقد أجاد المحقّق الهمداني حين قال: «قد يناقش في وصف حديث إبراهيم بن هاشم بالصحّة، حيث إنّ أهل الرجال لم ينصّوا بتوثيقه، وهذا ممّا لا ينبغي الالتفات إليه، فإنّ إبراهيم بن هاشم باعتبار جلالة شأنه وكثرة رواياته واعتماد ابنه والشيخ الكلينيّ والشيخ وسائر العلماء والمحدّثين، غنيّ عن التوثيق، بل هو أوثق في النفس من أغلب الموثّقين الذين لم يثبت وثاقتهم إلاّ بظنون اجتهادية غير ثابتة الاعتبار. والحاصل، أنّ القدح في روايات إبراهيم في غير محلّه».194

ويجدر الإشارة إلى أنّ الشيخ الكلينيّ في كتابه الكافي نقل عن اُستاذه عليّ بن إبراهيم، عن إبراهيم بن هاشم نحو أكثر من (4800) رواية، وأنت خبير بأنّ الشيخ الكلينيّ أورد في كتابه الكافي ما يقارب (15000) حديث، ممّا يعني أنّ ما يقرب من ثلث التراث الحديثيّ عند الشيخ الكلينيّ هو عن طريق إبراهيم بن هاشم.

وإليك كلام السيّد الداماد في هذا المقام: «الأشهر الذي عليه الأكثر عدّ الحديث من جهة إبراهيم بن هاشم حسناً، ولكن في أعلى درجات الحسن التالي لدرجة الصحّة. والصحيح الصريح عندي أنّ الطريق من جهته صحيح، فأمره أجلّ، وحاله أعظم من أن يعدل بمعدل، أو يوثق بموثق، حكى القول بذلك جماعة من أعاظم الأصحاب ومحقّقيهم، وعن شيخنا البهائي، عن أبيه أنّه كان يقول : إنّي لأستحيي أن لا أعدّ حديثه صحيحاً، يفهم توثيقه من تصحيح العلاّمة طرق الصدوق».195

ولقد صرّح السيّد الخوئي بأنّه لا ينبغي الشكّ في وثاقة إبراهيم بن هاشم.196

فتحصّل من جميع ما ذكرنا أنّ إبراهيم بن هاشم أجلّ من أن يوثّق بكلام غيره، بل غيره يوثّق به.

وثاقة

محمّد بن أبي عُمَير

عدّه البرقيّ في رجاله في أصحاب الكاظم عليه السلام قائلاً : «محمّد بن أبي عُمَير : الأزدي ».197

وذكر الكشّيّ مدحه وفضله ، ونقل أنّ ابن أبي عُمَير اُخذ وحُبس واُخذ كلّ شيء كان له ، وذهبت كتبه فلم يخلص كتب أحاديثه ، فكان يحفظ أربعين مجلّدا، فسمّاه نوادر ، فلذلك توجد أحاديث منقطعة الأسانيد.198

وأورده النجاشيّ في رجاله قائلاً: «محمّد بن أبي عُمَير زياد بن عيسى : أبو أحمد الأزدي ، من موالي المُهلّب بن أبي صفرة ، وقيل : مولى بني اُميّة ؛ والأوّل أصحّ ، بغداديّ الأصل والمقام ، لقي أبا الحسن موسى عليه السلام وسمع منه أحاديث ، كنّاه في بعضها، فقال : يا أبا أحمد ، وروى عن الرضا عليه السلام ، جليل القدر ، وعظيم المنزلة فينا وعند المخالفين ».199

ذكره الشيخ في فهرسته قائلاً : «محمّد بن أبي عُمَير : يُكنّى أبا أحمد ، من موالي الأزد ، واسم أبي عُمَير زياد ، وكان من أوثق الناس عند الخاصّة والعامّة ».200

وذكره في رجاله في أصحاب الرضا عليه السلام قائلاً : «محمّد بن أبي عُمَير : يُكنّى أبا أحمد ، واسم أبي عُمَير زياد ، مولى الأزد ، ثقة ».201

وثاقة عُيَينة بن ميمون

أورده النجاشيّ في رجاله قائلاً : «عُيَينَة بن ميمون ، بيّاع القصب : ثقة ، عين ، مولى بَجِيلة ، روى عن أبي عبد اللّه عليه السلام ».202

وذكره الشيخ في فهرسته بعنوان «عُتبة بيّاع القصب ».203

وذكره في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام تارةً بعنوان «عُتبة بيّاع القصب» ، واُخرى بعنوان «عُيَينَة بن ميمون : البَجَلي ، مولاهم ، القَصَباني ، كوفيّ» .204

والحاصل، أنّ رجال هذا السند كلّهم من الثقات الأجلاّء وعليه

فالحديث بهذا السند صحيح.

تحقيق السند الثاني

ذكرنا إسناد الشيخ الصدوق عن حمزة بن محمّد العلويّ، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن ابن أبي عُمَير، عن عُيَينة بيّاع القصب.

وقد تعرّضنا لوثاقة رجال هذا السند وبقي الكلام في حمزة بن محمّد العلوي ، فنقول:

ذكره الشيخ في رجاله قائلاً: «حمزة بن محمّد القزويني العلوي: يروي عن عليّ بن إبراهيم، روى عنه محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه».205

وكيف كان، ليس لحمزة بن محمّد العلوي توثيق صريح، وأمّا سائر رجال السند فقد ذكرنا أنّهم من الثقات والأجلاّء.

وقد سبق الكلام في أنّ اعتماد قدمائنا في تقييم الحديث _ فضلاً عن وثاقة الراوي _ كان على ذكر الحديث في الكتب المعتبرة، وهذه الرواية ذُكرت في كتاب النوادر لابن أبي عُمَير، وهو كتاب معتمد عند أصحابنا.

وإليك تفصيل الكلام من هذه الجهة:

إذا راجعنا رجال النجاشيّ وفهرست الطوسيّ وجدنا أنّهما ذكرا من جملة كتب ابن أبي عُمَير كتاب النوادر206. كما وروى الشيخ الطوسيّ هذا الكتاب عن طريق جماعة عن مشايخه، عن الشيخ الصدوق، عن أبيه وابن الوليد، عن سعد والحِميَري، عن إبراهيم بن هاشم، عن ابن أبي عُمَير.

وفي سند هذه الراوية نجد أنّ إبراهيم بن هاشم روى عن ابن أبي عُمَير، وأنّ إبراهيم بن هاشم هو أوّل من نشر حديث الكوفيّين بقمّ، والظاهر أنّه أوّل من نقل كتاب ابن أبي عُمَير إلى قمّ207 أيضاً. وكانت عند إبراهيم بن هاشم نسخة من كتاب النوادر، وتلقّاها القمّيون بالقبول والرضى.

وقد نقل سعد بن عبد اللّه والحِميَريّ وعليّ بن إبراهيم هذه النسخة إلى مدينة قم، ومن ثمّ تحمّل والد الشيخ الصدوق وابن الوليد وغيرهما من مشايخ ابن قُولَوَيه هذا الكتاب من عليّ بن إبراهيم.

وبالجملة، أنّ

كتاب النوادر لابن أبي عُمَير كان عند ابن قُولَوَيه بطريقٍ صحيح، فأخذ هذه الرواية من هذا الكتاب وأدرجها في كامل الزيارات.

فتبيّن أنّ رواية عُيَينة بيّاع القصب من الروايات المصحّحة رجالياً، كما أنّ المصدر الذي ذُكرت فيه كان معتبراً أيضاً.

تتميم

روى ابن قُولَوَيه قول الإمام الصادق عليه السلام : «مَن أتى قبر الحسين عليه السلام عارفاً بحقّه، كتبه اللّه في علّيّين» بسبعة أسانيد اُخر، نذكرها تتميماً للفائدة:

السند الأوّل: روى عن محمّد بن جعفر الرزّاز، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن أبي داود سليمان بن سفيان المُستَرِقّ، عن عبد اللّه بن مُسكان، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد اللّه عليه السلام.208

السند الثاني: روى عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن عبد اللّه بن مُسكان، عن أبي عبد اللّه عليه السلام.209

السند الثالث: روى عن محمّد بن الحسن بن الوليد عن محمّد بن الحسن الصفّار وسعد بن عبد اللّه جميعاً، عن عليّ بن إسماعيل، عن محمّد بن عمرو الزيّات، عن هارون بن خارجة، عن أبي عبد اللّه عليه السلام.210

السند الرابع: روى عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّه، عن الحسن بن عليّ بن عبد اللّه بن المغيرة، عن العبّاس بن عامر، عن أبان، عن ابن مُسكان، عن أبي عبد اللّه عليه السلام.211

السند الخامس: روى عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن فضّال، عن عبد اللّه بن مُسكان، عن أبي عبد اللّه عليه السلام.212

السند السادس: روى عن أبيه وجماعة مشايخه، عن سعد بن عبد اللّه، عن الحسن بن علي الكوفيّ، عن عبّاس بن عامر، عن ربيع بن محمّد المُسلِيّ، عن عبد اللّه بن مُسكان، عن أبي

عبد اللّه عليه السلام.213

السند السابع: روى عن أبيه ومحمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحِميَري، عن أبيه عبد اللّه بن جعفر الحِميَري، عن عبد اللّه بن محمّد بن خالد الطَّيالِسِي، عن ربيع بن محمّد، عن عبد اللّه بن مُسكان، عن أبي عبد اللّه عليه السلام.214

صحيحة الحسن بن الجَهم

اشارة

ولهذه الرواية سندان:

السند الأوّل: روى ابن قُولَوَيه في كامل الزيارات عن أبيه وابن الوليد، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد وعبد اللّه ابني محمّد بن عيسى، عن موسى بن القاسم، عن الحسن بن الجَهم.

السند الثاني: روى الشيخ الصدوق في ثواب الأعمال، عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن موسى بن القاسم، عن الحسن بن الجَهم.

نصّ الرواية : قال الحسن بن الجَهم:

قلت لأبي الحسن عليه السلام : ما تقول في زيارة قبر الحسين عليه السلام؟

فقال لي: ما تقول أنت فيه؟

فقلت: بعضنا يقول حجّة، وبعضنا يقول عمرة.

فقال: هي عمرة مقبولة.215

وذكرها العلاّمة المجلسيّ، والحرّ العامليّ، والمحدّث النوري.216

والآن نبدأ بالتحقيق في هذه الرواية بسنديها، فنقول:

تحقيق السند الأوّل

ذكرنا إسناد ابن قُولَوَيه في كامل الزيارات عن أبيه وابن الوليد، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد وعبد اللّه ابني محمّد بن عيسى جميعاً، عن موسى بن القاسم، عن الحسين بن الجَهم.

وليس لعبد اللّه بن محمّد بن عيسى (المعروف ببنان) توثيق صريح، إلاّ أنّ هذا لا يضرّ بصحّة السند ؛ لأنّ في المقام أحمد بن محمّد بن عيسى وعبد اللّه بن محمّد بن عيسى، عن موسى بن القاسم، وقد تقدّم توثيق أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعريّ.

وقد سبق توثيق رجال السند، وبقي الكلام في وثاقة موسى بن القاسم والحسن بن الجَهم:

وثاقة موسى بن القاسم

عدّه البرقيّ في رجاله في أصحاب الجواد عليه السلام بعنوان «موسى بن القاسم البَجَليّ».217

وأورده النجاشيّ في رجاله قائلاً: «موسى بن القاسم بن معاوية بن وهب البَجَليّ، أبو عبد اللّه، يلقّب البَجَلي، ثقة ثقة، جليل، واضح الحديث، حسن الطريقة».218

وذكره الشيخ في فهرسته219.

وذكره في رجاله، تارةً في أصحاب الرضا عليه السلام قائلاً : «موسى بن القاسم بن معاوية بن وهب : عربيّ

، بَجَليّ ، كوفيّ ، ثقة» .

واُخرى في أصحاب الجواد عليه السلام قائلاً : «موسى بن القاسم بن معاوية بن وهب : البَجَلي ، من أصحاب الرضا عليه السلام ».220

وثاقة الحسن بن الجَهم

عدّه البرقيّ في رجاله في أصحاب الكاظم عليه السلام، تارةً بعنوان «الحسن بن جَهم بن أعيَن»، واُخرى بعنوان «الحسن بن الجَهم الرازي».221

وأورده النجاشيّ في رجاله قائلاً: «الحسن بن الجَهم بن بكير بن أعيَن، أبو محمّد الشيباني، ثقة».222

وذكره الشيخ في فهرسته223 .

وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الكاظم عليه السلام قائلاً: «الحسن بن الجَهم بن بكير بن أعين: ثقة» .

واُخرى في أصحاب الرضا عليه السلام بعنوان «الحسن بن الجهم الرازي».224

فتحصّل، أنّ رجال هذا السند كلّهم من الثقات، فالحديث صحيح أعلائي.

تحقيق السند الثاني

ذكرنا إسناد الشيخ الصدوق عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن موسى بن القاسم، عن الحسن بن الجَهم.

وقد مضى منّا وثاقة جميع رجال هذا السند، وعليه فالحديث بسنده الثاني أيضاً صحيح أعلائي.

ثمّ إنّا ذكرنا أنّ اعتماد قدمائنا في تقييم الحديث _ فضلاً عن وثاقة الراوي _ كان على ذكر الحديث في الكتب المعتبرة التي تحمّلها المشايخ، ونتعرّض لبيان منهج قدمائنا في تقييم هذا الحديث الشريف، فنقول:

إنّ هذه الرواية ذُكرت في كتاب موسى بن القاسم، وهو من الكتب المعتبرة عند أصحابنا. وإليك تفصيل الكلام من هذه الجهة:

إذا راجعنا فهرست الطوسيّ في ترجمة موسى بن القاسم وجدنا أنّه ذكر له ثلاثين كتاباً، والظاهر أنّ من جملة هذه الكتب كتاب الزيارات.225

وذكر الشيخ الطوسيّ طريقين إلى كتب موسى بن القاسم:

الطريق الأوّل: عن جماعة، منهم الشيخ المفيد، عن الشيخ الصدوق، عن ابن الوليد عن الصفّار وسعد بن عبد اللّه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن موسى بن

القاسم.

الطريق الثاني: عن ابن أبي جيد، عن ابن الوليد، عن الصفّار وسعد بن عبد اللّه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن موسى بن القاسم.226

وإذا راجعت إلى سند صحيحة ابن الجَهم وجدت أنّ ابن قُولَوَيه روى عن ابن الوليد، عن سعد، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن موسى بن القاسم، ومعنى ذلك أنّ هذا السند هو نفس الطريق الذي ذُكر في فهرست الطوسيّ.

وبالجملة، أنّ موسى بن القاسم سمع هذا الحديث في الكوفة من الحسن بن الجَهم وأدرجه في كتابه الزيارات، فأصل الكتاب كان كوفياً، ثمّ إنّ أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعريّ لمّا خرج من مدينة قمّ لطلب الحديث، دخل الكوفة فتحمّله من شيوخ الحديث في الكوفة.

فالظاهر أنّ أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعريّ تحمّل كتاب الزيارات من موسى بن القاسم، ونقله إلى مدينة قمّ، وقام سعد بن عبد اللّه الأشعريّ بتحمّله منه ، ثمّ إنّ ابن الوليد تحمّله من اُستاذه سعد بن عبد اللّه الأشعريّ.

وكان عند ابن قولويه كتاب الزيارات لموسى بن القاسم بطريقٍ صحيح، فأخذ منه الحديث وأدرجه في كتابه.

فتبيّن أنّ رواية ابن الحسن بن الجَهم من أصحّ ما عندنا من الروايات رجالياً وفهرستياً.

تتميم

روى ابن قُولَوَيه أحاديثاً تؤيّد صحيحة ابن الجَهم، نذكرها تتميماً للفائدة:

الحديث الأوّل: روى عن أبيه وعليّ بن الحسين ومحمّد بن يعقوب رحمهم اللّه جميعاً، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: سأل بعض أصحابنا أبا الحسن الرضا عليه السلام عمّن أتى قبر الحسين عليه السلام ؟ قال: تعدل عمرة.227

الحديث الثاني: روى عن أبيه ومحمّد بن عبد اللّه جميعاً، عن عبد اللّه بن جعفر الحِميَري، عن إبراهيم بن مهزيار، عن

أخيه عليّ بن مهزيار، عن محمّد بن سنان، قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: إنّ زيارة قبر الحسين عليه السلام تعدل عمرة مبرورة متقبّلة.228

الحديث الثالث: روى عن محمّد بن جعفر الرزّاز، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن سنان، قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: زيارة قبر الحسين عليه السلامتعدل عمرة مبرورة متقبّلة.229

الحديث الرابع: روى عن محمّد بن جعفر الرزّاز، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن صفوان بن يحيى، عن أبي الحسن عليه السلام قال: سألته عن زيارة قبر الحسين عليه السلام، أيّ شيء فيه من الفضل ؟ قال: تعدل عمرة.230

الحديث الخامس: روى عن جماعة من أصحابنا، عن أحمد بن إدريس ومحمّد بن يحيى العطّار، عن العَمرَكي بن عليّ، عن بعض أصحابه، عن بعضهم عليهم السلام، قال: أربع عمر تعدل حجّة، وزيارة قبر الحسين عليه السلام تعدل عمرة.231

الحديث السادس: روى بهذا الإسناد، عن العَمرَكي بن البُوفَكي، عمّن حدّثه، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الناب، قال: سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن زيارة قبر الحسين عليه السلام، قال: نعم، تعدل عمرة، ولا ينبغي أن يتخلّف عنه أكثر من أربع سنين.232

صحيحة أحمد البَزَنطيّ

اشارة

ولهذه الرواية سندان:

السند الأوّل: روى الشيخ الصدوق في ثواب الأعمال، عن أبيه، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن البَزَنطيّ.

السند الثاني: روى ابن قُولَوَيه في كامل الزيارات، عن أبيه وعليّ بن الحسين بن بابويه والشيخ الكلينيّ جميعاً، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن البَزَنطيّ.

نصّ الرواية: قال البَزَنطيّ:

سأل بعض أصحابنا أبا الحسن الرضا عليه السلام عمّن أتى قبر الحسين صلوات اللّه عليه؟ قال: تعادل حجّة وعمرة.233

ورواها ابن المشهديّ في مزاره، وذكرها العلاّمة المجلسيّ، والحرّ العامليّ.234

والآن نبدأ بتحقيق الرواية بسنديها، فنقول:

تحقيق السند الأوّل

ذكرنا إسناد الشيخ الصدوق في ثواب الأعمال عن أبيه، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن البَزَنطيّ.

وقد تعرّضنا لوثاقة رجال السند، وبقي الكلام في وثاقة أحمد البَزَنطيّ:

وثاقة أحمد بن محمّد البَزَنطيّ

عدّه الكشّيّ ممّن أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصحّ عنهم، وروى أيضا مدحه.235

وعدّه البرقيّ في رجاله في أصحاب الرضا عليه السلام مرّتين ، تارةً فيمن أدرك الكاظم عليه السلامبعنوان «أحمد بن محمّد بن أبي نصر»، وقال : «ولقبه البَزَنطيّ» ، واُخرى فيمن نشأ في عصر الرضا عليه السلام بنفس العنوان .236

وأورده النجاشيّ في رجاله قائلاً: «أحمد بن محمّد بن عمرو بن أبي نصر زيد ، مولى السَّكوني ، أبو جعفر ، المعروف بالبَزَنطيّ ، كوفيّ ، لقي الرضا وأبا جعفر عليهماالسلام ، وكان عظيم المنزلة عندهما ، وله كتب ... ومات أحمد بن محمّد سنة إحدى وعشرين ومئتين بعد وفاة الحسن بن عليّ بن فضّال بثمانية أشهر ، ذكر محمّد بن عيسى بن عُبَيد أنّه سمع منه سنة عشر ومئتين ».237

وذكره الشيخ في فهرسته قائلاً : «أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، زيد : مولى السَّكُوني ، أبو جعفر ، وقيل : أبو عليّ ، المعروف بالبَزَنطيّ

، كوفيّ ، ثقة ، لقي الرضا عليه السلام، وكان عظيم المنزلة عنده، وروى عنه كتابا ».238

وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الكاظم عليه السلام قائلاً : «أحمد بن محمّد بن أبي نصر البَزَنطيّ : مولى السَّكُوني، ثقة ، جليل القدر ».

واُخرى في أصحاب الرضا عليه السلام قائلاً : «أحمد بن محمّد بن أبي نصر البَزَنطيّ : ثقة ، مولى السَّكُوني، له كتاب الجامع ، روى عن أبي الحسن موسى عليه السلام ».

وثالثةً في أصحاب الجواد عليه السلام قائلاً : «أحمد بن محمّد بن أبي نصر البَزَنطيّ : من أصحاب الرضا عليه السلام ».239

فتحصّل من جميع ما ذكرنا أنّ رجال هذا السند كلّهم من الثقات، فالحديث صحيح.

تحقيق السند الثاني

ذكرنا إسناد ابن قُولَوَيه في كامل الزيارات عن أبيه وعليّ بن الحسين بن بابَوَيه (والد الشيخ الصدوق) والكلينيّ جميعاً، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن البَزَنطيّ.

وقد تعرّضنا لوثاقة رجال هذا السند، وبقي الكلام في وثاقة الشيخ الكلينيّ:

وثاقة الشيخ الكلينيّ

أورده النجاشيّ في رجاله قائلاً: «محمّد بن يعقوب بن إسحاق : أبو جعفر ، الكلينيّ ، وكان خاله عَلاّن الكلينيّ الرازي شيخ أصحابنا في وقته بالري ووجههم ، وكان أوثق الناس في الحديث وأثبتهم ، صنّف الكتاب الكبير المعروف بالكلينيّ ، يُسمّى الكافي في عشرين سنة ».240

وذكره الشيخ في فهرسته قائلاً : «محمّد بن يعقوب الكلينيّ : يُكنّى أبا جعفر ، ثقة ، عارف بالأخبار».241

وذكره في رجاله فيمن لم يروِ عن الأئمّة عليهم السلام قائلاً : «محمّد بن يعقوب الكلينيّ : يُكنّى أبا جعفر الأعور ، جليل القدر ، عالم بالأخبار ، وله مصنّفات يشتمل عليها الكتاب المعروف بالكافي ».242

وقال الذهبيّ: «الكلينيّ: شيخ الشيعة وعالم الإمامية، صاحب التصانيف، أبو جعفر محمّد بن يعقوب الرازي الكلينيّ».243

فتحصّل من

جميع ما ذكرنا أنّ رجال هذا السند كلّهم من الثقات الأجلاّء، وعليه فالحديث صحيح.

وقد سبق الكلام في أنّ اعتماد قدمائنا في تقييم الحديث _ فضلاً عن وثاقة الراوي _ كان على ذكر الحديث في الكتب المعتبرة، وهذه الرواية ذُكرت في كتاب النوادر لإبراهيم بن هاشم، وهو كتاب معتمد عند أصحابنا.

وإليك تفصيل الكلام من هذه الجهة:

إذا راجعنا رجال النجاشيّ وفهرست الطوسيّ نجد أنّهما ذكرا كتاب النوادر في عداد كتب إبراهيم بن هاشم،244 وقد رويا هذا الكتاب بالإسناد عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم.

هذا وأنّ إبراهيم بن هاشم سمع هذا الحديث الشريف من أحمد بن أبي نصر البَزَنطيّ فأدرجه في كتابه النوادر، ثمّ قام ابنه عليّ بن إبراهيم بتحمّل هذا الكتاب من أبيه، كما أنّ والد الشيخ الصدوق تحمّله من شيخه عليّ بن إبراهيم، وبعد ذلك تحمّله ثلاثة من مشايخ قمّ (والد الشيخ الصدوق، ووالد صاحب كامل الزيارات، والكلينيّ) من عليّ بن إبراهيم، ثمّ سمعه صاحب كامل الزيارات من هذه المشايخ الثلاثة.

فابن قُولَوَيه لمّا أراد أن يكتب كتاب كامل الزيارات أخذ هذا الحديث من كتاب النوادر لإبراهيم بن هاشم، وأدرجه في كتابه. والظاهر أنّه كان عند الشيخ الصدوق نسخة من كتاب النوادر لإبراهيم بن هاشم، وهي نسخة ابنه عليّ.

إذا راجعت التراث الحديثيّ للشيخ الصدوق، وجدت أنّه روى في أحاديث كثيرة عن أبيه، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، ممّا يؤيّد ما ذكرنا أنّ والد الشيخ الصدوق روى كتاب النوادر لإبراهيم بن هاشم القمّي.245

والحاصل، أنّ كتاب النوادر لإبراهيم بن هاشم كان عند الشيخ الصدوق تحمّله من والده عن عليّ بن إبراهيم، عن إبراهيم بن هاشم.

فتحصّل من جميع ما ذكرنا صحّة هذا الحديث رجالياً وفهرستياً، كما

أنّ المصدر الذي ذُكرت فيه هذه الرواية كان معتبراً أيضاً.

وهناك روايتان معتبرتان تؤيّدان صحيحة أحمد البزنطيّ،ّ ونذكرهما هنا تتميماً للفائدة:

الحديث الأوّل: موثّقة فضيل بن يَسَار

روى ابن قُولَوَيه عن ابن الوليد، عن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن حَرِيز بن عبد اللّه، عن فضيل بن يَسَار، عن أبي جعفر عليه السلام :

زيارة قبر رسول اللّه صلى الله عليه و آله وزيارة قبور الشهداء وزيارة قبر الحسين بن عليّ عليه السلام ، تعدل حجّة مبرورة مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله.246

وقد تعرّضنا لوثاقة ابن الوليد، والصفّار، وأحمد بن محمّد بن عيسى، والحسن بن عليّ بن فضّال.

أمّا حَرِيز بن عبد اللّه فقد أدرجه النجاشيّ في رجاله مع وصفه بالسِّجستانيّ247، وذكره الشيخ في فهرسته ووثّقه.248

وأمّا فضيل بن يَسَار فقد عدّه الكشّيّ ممّن أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصحّ عنهم249، وأورده النجاشيّ في رجاله مع وصفه بالنَّهدي، وذكر أنّه كان بصرياً وثقة.250

والحاصل، أنّ رجال السند من ثقات الإمامية، إلاّ ابن فضّال، فإنّه كان فطحياً، لكنّه ثقة، فالرواية موثّقة بابن فضّال.

والظاهر أنّ فضيل بن يَسَار (الذي كان يسكن البصرة) سمع هذا الحديث عن الإمام الباقر عليه السلام عندما سافر إلى المدينة المنوّرة، فالحديث في أصله كان من البصرة، ولمّا سافر فضيل إلى الكوفة سمع حَرِيز منه، فصار الحديث كوفيّاً.

ثمّ سمع ابن فضّال الحديث من حَرِيز، وأدرجه في كتابه الزيارات، فإنّا إذا راجعنا رجال النجاشيّ وجدنا أنّه ذكر كتاب الزيارات من جملة كتب الحسن بن عليّ بن فضّال.

وأنت خبير بأنّ كتاب الزيارات لابن فضّال اُلّف في الكوفة، ولمّا سافر أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعريّ إليها لأخذ الحديث، سمع هذا الكتاب من ابن فضّال، ونقله إلى مدينة قمّ، ثمّ تحمّله سعد

بن عبد اللّه الأشعريّ من أحمد بن محمّد بن عيسى، كما أنّ ابن الوليد سمعه من الصفّار.

وأمّا ابن قُولَوَيه، فإنّه سمع هذا الكتاب من اُستاذه وشيخه ابن الوليد.

فتحصّل أنّ كتاب الزيارات لابن فضّال كان عند ابن قُولَوَيه، وأنّه ذكر هذا الحديث من هذا الكتاب.

الحديث الثاني: مصحّحة عبد اللّه بن ميمون

روى ابن قُولَوَيه عن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعريّ، عن أبيه محمّد بن عيسى الأشعريّ، عن عبد اللّه بن المغيرة، عن عبد اللّه بن ميمون القدّاح، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال:

قلت له: ما لمن أتى قبر الحسين عليه السلام زائراً عارفاً بحقّه غير مستكبر ولا مستنكف؟ قال عليه السلام :

يُكتب له ألف حجّة وألف عمرة مبرورة، وإن كان شقياً كُتب سعيداً، ولم يزل يخوض في رحمة اللّه عزّ وجلّ.

وقد سبق الكلام وثاقة ابن الوليد، والصفّار، وأحمد بن محمّد بن عيسى.

أمّا محمّد بن عيسى الأشعريّ، فقد ذكر النجاشيّ في رجاله أنّه كان شيخ القمّيّين251، ونحن نعتقد أنّ وصفه بلقب «شيخ القمّيّين» يكفي في إثبات وثاقته، كما أنّ الشهيد الثاني وثّقه في مسالك الأفهام252، وكذلك صحّح العلاّمة الروايات التي ذُكر فيها محمّد بن عيسى الأشعريّ.253

وأمّا عبد اللّه بن المغيرة البَجَلي، فقد وثّقه النجاشيّ مرّتين في رجاله، وقال: «لا يعدل به أحد من جلالته ودينه وورعه».254

وأمّا عبد اللّه بن ميمون القدّاح، فقد وثّقه النجاشيّ في رجاله.255

والحاصل، أنّ رجال السند كلّهم من الثقات الأجلاّء الذين صرّح الرجاليّون بوثاقتهم، إلاّ محمّد بن عيسى الأشعريّ، ونحن استظهرنا وثاقته تبعاً للشهيد الثاني، وعليه فالرواية مصحّحة.256

تتميم

نذكر بعض الأحاديث التي وردت في فضيلة الحجّ ؛ للمقارنة فيها بين ثواب زيارة الإمام الحسين

عليه السلام وثواب الحجّ ، فاذا ما اطّلعنا على ثواب الحجّ تجلّت لنا عظمة ثواب زيارة الإمام الحسين عليه السلام أكثر من ذي قبل.

وإليك بعض الأحاديث الواردة في بيان فضل الحجّ:

1 _ عن أبي عبد اللّه عليه السلام : كان أبي يقول: من أمّ هذا البيت حاجّاً أو معتمراً مبرّءاً من الكِبر، رجع من ذنوبه كهيئة يوم ولدته اُمّه.257

_ عن أبي جعفر عليه السلام : إنّ الحاجّ إذا أخذ في جهازه، لم يخط خطوة في شيء من جهازه إلاّ كتب اللّه عزّ وجلّ له عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيّئات، ورفع له عشر درجات، حتّى يفرغ من جهازه متى ما فرغ، فإذا استقبلت به راحلته لم تضع خفّاً ولم ترفع، إلاّ كتب اللّه عزّ وجلّ له مثل ذلك، حتّى يقضي نسكه، فإذا قضى نسكه غفر اللّه له ذنوبه، وكان ذا الحجّة والمحرّم وصفر وشهر ربيع الأوّل أربعة.258

_ عن أبي عبد اللّه عليه السلام : الحاجّ والمعتمر وفد اللّه، إن سألوه أعطاهم، وإن دعوه أجابهم، وإن شفعوا شفّعهم، وإن سكتوا ابتدأهم، ويُعوّضون بالدرهم ألف ألف درهم.259

_ عن أبي عبد اللّه عليه السلام : إنّ العبد ليخرج من بيته فيُعطي قِسماً، حتّى إذا أتى المسجد الحرام طاف طواف الفريضة، ثمّ عدل إلى مقام إبراهيم فصلّى ركعتين، فيأتيه ملك فيقوم عن يساره، فإذا انصرف ضرب بيده على كتفيه فيقول: يا هذا، أمّا ما مضى فقد غُفر لك، وأمّا ما يستقبل فجدّ.260

_ عن أبي عبد اللّه عليه السلام : حجّة خير من بيت مملوء ذهباً يتصدّق به حتّى يفنى.261

_ عن أبي عبد اللّه عليه السلام : حجّة أفضل من سبعين رقبة لي. قلت : ما يعدل الحجّ شيء؟ قال: ما يعدله شيء،

والدرهم في الحجّ أفضل من ألف ألف فيما سواه في سبيل اللّه.262

وفيما يلي بعض الأحاديث المروية عن طرق العامّة في فضل الحجّ:

1 _ عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله: من جاء يؤّ البيت الحرام فركب بعيره، فما يرفع البعير خفّاً ولا يضع خفّاً، إلاّ كتب اللّه له بها حسنة، وحطّ بها عنه خطيئة، ورفع له بها درجة، حتّى إذا انتهى إلى البيت فطاف وطاف بين الصفا والمروة، ثمّ حلق أو قصّر، إلاّخرج من ذنوبه كيوم ولدته اُمّه، فهلمّ يستأنف العمل.263

_ عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله: مَن أضحى يوماً محرماً ملبّياً حتّى غربت الشمس، غربت بذنوبه، فعاد كما ولدته اُمّه.264

_ عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إنّ للحاجّ الراكب بكلّ خطوة تخطوها راحلته سبعين حسنة، وللماشي بكلّ خطوة يخطوها سبعمئة حسنة.265

_ عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله: إنّ الملائكة لتصافح ركاب الحجّاج وتعتنق المشاة.266

_ عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله: حجّوا ؛ فإنّ الحجّ يغسل الذنوب كما يغسل الماء الدَّرَن.267

صحيحة ابن أبي يعفور

اشارة

روى ابن قُولَوَيه في كامل الزيارات عن ابن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن محمّد بن عيسى اليقطيني، عن أبي سعيد القمّاط، عن عبد اللّه بن أبي يعفور، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول:

لو أنّ رجلاً أراد الحجّ ولم يتهيّأ له ذلك، فأتى الحسين عليه السلام فعرف عنده، يجزيه ذلك من الحجّ.268

وذكرها العلاّمة المجلسيّ، والمحدّث النوري.269

وقد تعرّضنا لوثاقة بعض رجال السند وبقي الكلام في وثاقة محمّد بن عيسى اليقطيني، وأبي سعيد القمّاط، وابن أبي يعفور:

وثاقة محمّد بن عيسى اليقطينيّ

عدّه البرقيّ في رجاله تارةً في أصحاب الهادي عليه السلام قائلاً : «محمّد بن عيسى بن عُبَيد : يقطينيّ قال له إسحاق : أقعد ، حتّى قال : لم أؤر بذلك ».

واُخرى

في أصحاب العسكريّ عليه السلام.270

وأدرجه الكشّيّ في جملة العدول والثقات من أهل العلم.271

وأورده النجاشيّ في رجاله قائلاً: «محمّد بن عيسى بن عُبَيد بن يقطين بن موسى : مولى أسد بن خزيمة ، أبو جعفر ، جليل في أصحابنا ، ثقة ، عين ، كثير الرواية ، حسن التصانيف ، روى عن أبي جعفر الثاني عليه السلام مكاتبةً ومشافهةً . وذكر أبو جعفر بن بابويه عن ابن الوليد أنّه قال : ما تفرّد به محمّد بن عيسى من كتب يونس وحديثه لا يُعتمد عليه ، ورأيت أصحابنا ينكرون هذا القول ويقولون : مَن مثلُ أبي جعفر محمّد بن عيسى ؟ سكن بغداد ».272

ذكره الشيخ في فهرسته قائلاً : «ضعيفٌ ، استثناه أبو جعفر محمّد بن عليّ بن بابويه عن رجال نوادر الحكمة».273

وذكره في رجاله في أصحاب الهادي عليه السلام، تارةً قائلاً : «محمّد بن عيسى بن عُبَيد : بغداديّ ».

واُخرى قائلاً : «محمّد بن عيسى بن عُبَيد اليقطينيّ : يونسيّ ، ضعيف ».

وثالثةً في أصحاب العسكريّ عليه السلام، ورابعةً فيمن لم يروِ عن الأئمّة عليهم السلام، وذكر أنّه كان ضعيفاً.274

وقد عرفت أنّ الشيخ الطوسيّ صرّح بأنّ محمّد بن عيسى ضعيف، ولا بأس بصرف الجهد في تحقيق كلامه في هذا المجال، فنقول:

إنّ محمّد بن أحمد بن يحيى الأشعريّ القمّيّ قام بتأليف كتاب نوادر الحكمة ، ووصف النجاشيّ هذا الكتاب بأنّه كان كتابا حسنا كبيرا، يعرفه القمّيّون بدبّة شَبيب، وأنّ شَبيب فاميّ (بيّاع الفوم) كان بقمّ، له دبّة ذات بيوت يعطي منها ما يُطلب منه من دهن ، فشبّهوا هذا الكتاب بذلك .275

ثمّ إنّ لابن الوليد قولين بشأن محمّد بن عيسى، نتعرّض لهما بإجمال ، فنقول: إنّ هناك مقالتين:

المقالة الأولى: صرّح كلّ

من النجاشيّ والشيخ بأنّ ابن الوليد استثنى من رجال نوادر الحكمة ما رواه محمّد بن عيسى بن عُبَيد بإسنادٍ منقطع.276

فها هنا مسلكان في مراد ابن الوليد من ذلك:

المسلك الأوّل : التضعيف الرجاليّ، وهو مسلك الشيخ الطوسيّ ، حيث فهم من هذا الاستثناء التضعيف الرجاليّ ، بمعنى أنّه لا يمكن الاعتماد على رواياته .

ونذكر لكم المورد الذي فهم الشيخ الطوسيّ من هذا الاستثناء التضعيف الرجاليّ فقال في فهرسته في ترجمة محمّد بن عيسى بن عُبَيد : «محمّد بن عيسى بن عُبَيد اليقطينيّ : ضعيف ، استثناه أبو جعفر محمّد بن عليّ بن بابويه عن رجال نوادر الحكمة ».277

المسلك الثاني : التضعيف الفهرستيّ، وهو مسلك النجاشي ؛ لأنّه صرّح أنّ محمّد بن عيسى بن عُبَيد جليل ثقة عين ، مع أنّه يذكر أنّ ابن الوليد استثناه من روايات صاحب نوادر الحكمة .

فابن الوليد كان يستشكل على روايات كتاب نوادر الحكمة، التي وردت فيه عن طريق محمّد بن عيسى بن عُبَيد خاصّة.

فليس مراد ابن الوليد تضعيف كلّ روايات محمّد بن عيسى، بل مراده هو تضعيف الروايات التي رواها صاحب نوادر الحكمة في كتابه عن طريق محمّد بن عيسى خاصّة.

والإنصاف أنّ هذا المسلك هو الصحيح ؛ لأنّه إذا دقّقنا في هذا الاستثناء وجدنا أنّ السياق فيه سياق فهرستيّ ، وليس سياقا رجاليّا .278

والظاهر أنّ ابن الوليد كان يستشكل على روايات محمّد بن عيسى بن عُبَيد التي انفرد بروايتها يونس بن عبد الرحمن.279

ثمّ إنّ النجاشيّ بعد ذكر استثناءات ابن الوليد في رجال نوادر الحكمة قال في رجاله : «قال أبو العبّاس بن نوح : وقد أصاب شيخنا أبو جعفر محمّد بن الحسن بن الوليد في ذلك كلّه ،

وتبعه أبو جعفر بن بابويه رحمه اللّه ، إلاّ في محمّد بن عيسى بن عُبَيد، فلا أدري ما رابه فيه لأنّه كان على ظاهر العدالة والوثاقة ».280

وقد جاء في خاتمة مستدرك الوسائل، وجامع الرواة، ومعجم رجال الحديث، نقلاً عن رجال النجاشيّ «ما رأيه» بدل «ما رابه» .281

والظاهر أنّ «ما رابه» أصحّ ؛ لأنّ المفهوم من «ما رأيه» أنّ الشيخ الصدوق لم يطّلع على رأي ابن الوليد بحيث يقول : «لا أدري ما رأيه ؟» ، ولكن بناءً على «رابه» يصير المعنى : «لا أدري أيّ شيء جعله شاكّا في محمّد بن عيسى بن عُبَيد» ؟282

وكيف كان، فمراد ابن الوليد من استثناء ما رواه محمّد بن عيسى بن عُبَيد بإسنادٍ منقطع، هو تأمّل ابن الوليد في جملة من روايات محمّد بن عيسى بن عُبَيد، متبنيّا أنّها كانت مرسلة أو كانت بالوجادة .283

ولا يخفى عليك أنّ استشكال ابن الوليد على روايات محمّد بن عيسى بن عُبَيد في كلامه هنا ، كان في كتاب نوادر الحكمة خاصة، ونحتمل أنّ بعض الاستشكال إنّما نشأ من صاحب نوادر الحكمة ؛ لأنّه كان يروي عن الضعفاء ويعتمد المراسيل ولا يبالي عمّن أخذ .

المقالة الثانية: إنّ النجاشيّ قال في رجاله في ترجمة محمّد بن عيسى بن عُبَيد : «وذكر أبو جعفر بن بابَوَيه، عن ابن الوليد أنّه قال : ما تفرّد به محمّد بن عيسى من كتب يونس وحديثه لا يُعتمد عليه ».284

وكما هو واضح فإنّ محمّد بن عيسى بن عُبَيد روى تراثا عظيماً من روايات يونس بن عبد الرحمن في الكافي وتهذيب الأحكام والاستبصار.285

إنّ الشيخ الصدوق لم يروِ و حتى رواية واحدة عن محمّد بن عيسى بن عُبَيد عن يونس في

كتاب من لا يحضره الفقيه ، فإنّ لابن الوليد كان يرتاب في الروايات التي رواها محمّد بن عيسى بن عُبَيد عن يونس بن عبد الرحمن .

وإن قلت : لِمَ لم يعتمد ابن الوليد والشيخ الصدوق على الروايات التى روى محمّد بن عيسى عن يونس ، مع أنّ الشيخ الكلينيّ اعتمد اعتماداً بالغاً على هذه الأخبار؟

قلتُ : إنّ روايات محمّد بن عيسى بن عُبَيد عن يونس من الاُمور الأساسيّة التي تبيّن لنا ميزة المدرسة البغداديّة والمدرسة القمّيّة .

بيان ذلك : أنّه كان للمدرسة البغداديّة التي بدأت من زمن يونس بن عبد الرحمن مميّزات خاصّة ، منها : إنّ أربابها لم يؤمنوا بحجّية خبر الواحد ، وأدخلوا في فهم الأحاديث المباحثَ العقلانيّة ، وكان لهم وجهة اُصوليّة ؛ وأمّا المدرسة القمّيّة التي بدأت من زمن محمّد بن عيسى الأشعريّ ، فكانت الصبغة الأخبارية غالبة عليها، وكان بين المدرستين اختلافات جذرية.

ويجدر الإشاره إلى أنّ واضع الحجر الأساس لمدرسة بغداد هو يونس بن عبد الرحمن ، وقام محمّد بن عيسى بن عُبَيد بنقل كتب يونس بن عبد الرحمن ، فالبغداديّون كانوا يعتمدون على تراث يونس الذي وصل إليهم عن طريق محمّد بن عيسى بن عبيد ، ولكنّ القمّيّين كانوا لا يعتمدون على هذا التراث .

ثمّ لا يخفى أنّ الشيخ الصدوق روى في مواضع متعدّدة عن يونس بغير طريق محمّد بن عيسى بن عُبَيد ( طريق صالح بن سعيد الراشدي ويحيى بن أبي عمران وصفوان بن يحيى)286، ولكن لم يروِ عن طريق محمّد بن عيسى بن عُبَيد ، كما أنّه روى في غير كتاب من لا يحضره الفقيه في أكثر من 40 حديثا عن طريق محمّد بن عيسى بن عُبَيد

، عن يونس.287

والوجه في ذلك واضح ؛ لأنّ كتاب الفقيه كان جميع ما فيه حجّة بين الشيخ الصدوق وبين اللّه ، بخلاف كتاب الخصال وكتاب الأمالي وكتاب علل الشرائع وغيرها ، فإنّ تلك الكتب من قبيل المصنّفات ، فيها الحديث المقبول وغيره .

والحاصل ، أنّ استثناء ابن الوليد في روايات رواها محمّد بن عيسى بن عُبَيد عن يونس يرجع في الحقيقة إلى علم الفهرست لا علم الرجال؛ أي أنّ ابن الوليد كان يستشكل على كتب يونس التي رواها محمّد بن عيسى بن عُبَيد ، وليس معنى ذلك أنّ ابن الوليد كان يضعّف محمّد بن عيسى بن عبيد رجاليّا، ولذلك نجد أنّ الصدوق روى موارد متعدّدة عن محمّد بن عيسى بن عُبَيد في كتاب من لا يحضره الفقيه، إلاّ أنّ كلّها رويت عن غير يونس .288

هذا يعني أنّه لم يفهم من استثناء اُستاذه تضعيف محمّد بن عيسى بن عُبَيد رجاليّا، بل فهم منه أمرا فهرستيّا، وهو ضعف كتب يونس بنسخة محمّد بن عيسى بن عُبَيد ، ولذلك لم يروِ في كتاب من لا يحضره الفقيه حتّى رواية واحدة عن كتب يونس بنسخة محمّد بن عيسى بن عُبَيد .

فتحصّل من جميع ما ذكرنا أنّ ابن الوليد استشكل على محمّد بن عيسى بن عبيد في أمرين، ولكن هذين الإمرين لا يخصّان تضعيف محمّد بن عيسى بن عُبَيد ، بل هما استثناءان في علم الفهرست ، ويشهد على ذلك ما ذكره النجاشيّ من أنّ محمّد بن عيسى بن عُبَيد كان جليلاً، ثقة ، عيناً.

وثاقة أبي سعيد القمّاط

عدّه البرقيّ في رجاله في أصحاب الكاظم عليه السلام بعنوان «أبو سعيد القمّاط» .289

وأورده النجاشيّ في رجاله قائلاً: «خالد بن سعيد : أبو سعيد

القمّاط ، كوفيّ ، ثقة ، روى عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، له كتاب أخبرناه ابن شاذان ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى، عن سعد ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سِنان ، عن أبي سعيد بكتابه ».290

وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم عليه السلام قائلاً : «أبو سعيد القمّاط».291

وأبو سعيد القمّاط كنيةٌ لخالد بن سعيد ، وكذلك كنية لأخيه صالح الذي أورده النجاشي في رجاله .292

فوقع الكلام في المراد من أبي سعيد القمّاط عند الإطلاق مَن هو ؟

ذهب السيّد الخوئي إلى أنّ المراد من أبي سعيد القمّاط عند الإطلاق هو خالد بن سعيد .293 ومال إلى هذا القول السيّد التفرشي.294

وأفاد المحقّق التستري إلى أنّ الصحيح في المقام أنّ أبا سعيد القمّاط منحصر في خالد بن سعيد ، ووقع هناك سهوٌ من النجاشيّ حيث ذهب إلى أنّ كنية صالح أيضا أبو سعيد القمّاط.295

ويشهد على كلام المحقّق التستري ما رواه الشيخ الكلينيّ في الكافي حينما قال : «عن إسماعيل بن مهران ، عن أبي سعيد القمّاط وصالح بن سعيد ».296

وثاقة عبد اللّه بن أبي يعفور

عدّه البرقيّ في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام297، ومدحه الكشّيّ مدحاً عظيماً ووثّقه.298

وأورده النجاشيّ في رجاله قائلاً: «عبد اللّه بن أبي يعفور العبدي، واسم أبي يعفور واقد، وقيل : وقدان، يُكنّى أبا محمّد، ثقة ثقة، جليل في أصحابنا، كريم على أبي عبد اللّه عليه السلام، ومات في أيّامه، وكان قارئاً يُقرئ في مسجد الكوفة».299

ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام، تارةً مع وصفه بالعبدي، واُخرى ذكر أنّه كان مولى عبد القيس.300

فتحصّل من جميع ما ذكرنا أنّ رجال هذا السند كلّهم من الثقات الأجلاّء،

وعليه فالحديث صحيح.

وقد سبق الكلام في أنّ اعتماد قدمائنا في تقييم الحديث _ فضلاً عن وثاقة الراوي _ كان على ذكر الحديث في الكتب المعتبرة، وهذه الرواية ذُكرت في كتاب المزار لمحمّد بن الحسن الصفّار وكان من الكتب المعتمدة عند أصحابنا.

وإليك تفصيل الكلام من هذه الجهة:

إذا راجعنا رجال النجاشيّ في ترجمة محمّد بن الحسن الصفّار، وجدنا أنّه ذكر كتاب المزار من جملة كتب الصفّار، ثمّ إنّ الشيخ الطوسيّ روى جميع كتب الصفّار عن طريق جماعة من مشايخه عن الشيخ الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفّار.

وهذا يعني أنّ ابن الوليد روى كتاب المزار للصفّار أيضاً، إذ نجد في السند رواية ابن قُولَوَيه عن ابن الوليد عن الصفّار.

ثمّ، إنّ كتاب المزار للصفّار كان عند ابن قُولَوَيه فأخذ منه هذا الحديث وأدرجه في كتابه كامل الزيارات.

فأصل الحديث كان كوفياً ؛ لأنّ عبد اللّه بن أبي يعفور كان من أهل الكوفة، والظاهر أنّه سمع هذا الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام في سفره إلى الحجّ، ثمّ إنّ أبا سعيد القمّاط سمع هذا الحديث من ابن أبي يعفور، وسمعه محمّد بن عيسى البغدادي عن أبي سعيد القمّاط.

ولمّا سافر محمّد بن الحسن الصفّار إلى بغداد تحمّل كتاب ثواب الأعمال لمحمّد بن عيسى ونقله إلى قمّ، وبعد ذلك ذكر الحديث في كتابه المزار.

ثمّ إنّ ابن الوليد تحمّل كتاب المزار للصفّار، وسمع ابن قُولَوَيه هذا الكتاب من ابن الوليد.

فتبيّن أنّ رواية ابن أبي يعفور من أصحّ ما عندنا من الروايات رجاليّاً وفهرستيّاً، فرجال الرواية كلّهم من الأجلاّء، كما أنّ المصدر الذي ذُكرت فيه كان معتبراً أيضاً.

تتميم

إنّ ابن قُولَوَيه روى في المقام حديثان، ونحن نذكرهما تتميماً للفائدة:

الحديث الأوّل: روى عن جعفر بن محمّد الموسويّ،

عن عبد اللّه بن نَهيك، عن ابن أبي عُمَير، عن هشام بن الحكم، عن عبد الكريم بن حسّان، قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام : ما يقال إنّ زيارة قبر أبي عبد اللّه الحسين عليه السلام تعدل حجّة وعمرة؟ فقال: إنّما الحجّ والعمرة ها هنا، ولو أنّ رجلاً أراد الحجّ ولم يتهيّأ له فأتاه، كتب اللّه له حجّة، ولو أنّ رجلاً أراد العمرة ولم يتهيّأ له فأتاه، كتب اللّه له عمرة.301

الحديث الثاني: روى عن يونس، عن الرضا عليه السلام، قال: من زار قبر الحسين عليه السلام فقد حجّ واعتمر، قال: قلت: يُطرح عنه حجّة الإسلام؟ قال: لا، هي حجّة الضعيف حتّى يقوى ويحجّ إلى بيت اللّه الحرام، أما علمت أنّ البيت يطوف به كلّ يوم سبعون ألف ملكٍ حتّى إذا أدركهم الليل صعدوا ونزل غيرهم فطافوا بالبيت حتّى الصباح، وإنّ الحسين عليه السلام لأكرم على اللّه من البيت، وإنّه في وقت كلّ صلاة لينزل عليه سبعون ألف ملكٍ شُعثٌ غُبرٌ، لا تقع عليهم النوبة إلى يوم القيامة.302

صحيحة معاوية بن وهب

اشارة

روى معاوية بن وهب رواية في فضيلة زيارة الإمام الحسين عليه السلام ولهذه الرواية ثمانية أسانيد:

السند الأوّل: روى ابن قُولَوَيه عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّه الأشعريّ، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عُمَير، عن معاوية بن وهب.

السند الثاني: روى الشيخ الصدوق في ثواب الأعمال عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّه الأشعريّ، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عُمَير، عن معاوية بن وهب.

السند الثالث: روى ابن قُولَوَيه عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّه، عن موسى بن عمر بن ذُبيان، عن حسّان البصري، عن معاوية بن وهب.

السند الرابع: روى الشيخ الكلينيّ عن محمّد بن يحيى وغيره، عن محمّد بن أحمد

ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب جميعاً، عن موسى بن عمر بن ذُبيان، عن غسّان البصري، عن معاوية بن وهب.

السند الخامس: روى الشيخ الكلينيّ عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابنا، عن إبراهيم بن عُقبَة ، عن معاوية بن وهب.

السند السادس: روى ابن قُولَوَيه عن أبيه وعليّ بن الحسين بن بابويه وجماعة مشايخه، عن أحمد بن إدريس ومحمّد بن يحيى العطّار جميعاً، عن العَمرَكي بن عليّ البُوفَكي، عن يحيى خادم أبي جعفر الثاني عليه السلام، عن ابن أبي عُمَير، عن معاوية بن وهب.

السند السابع: روى ابن قُولَوَيه عن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحِميَري، عن أبيه، عن عليّ بن محمّد بن سالم، عن عبد اللّه بن حمّاد البصري، عن عبد اللّه بن عبد الرحمن الأصمّ، عن معاوية بن وهب.

السند الثامن: روى ابن قُولَوَيه عن أبيه وجماعة من مشايخه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عبد اللّه بن حمّاد، عن عبد اللّه بن عبد الرحمن الأصمّ البصري، عن معاوية بن وهب.

نصّ الرواية: قال معاوية بن وهب: دخلت علي أبي عبد اللّه عليه السلام، وهو في مصلاّه، فجلست حتّى قضى صلاته، فسمعته وهو يناجي ربّه ويقول:

يا من خصّنا بالكرامة، ووعدنا الشفاعة، وحمّلنا الرسالة، وجعلنا ورثة الأنبياء، وختم بنا الاُمم السالفة، وخصّنا بالوصية، وأعطانا علم ما مضى وعلم ما بقي، وجعل أفئدة من الناس تهوى إلينا، اغفر لي ولإخواني وزوّار قبر أبي الحسين بن عليّ صلوات اللّه عليهما، الذين أنفقوا أموالهم وأشخصوا أبدانهم رغبةً في برّنا، ورجاءً لما عندك في صلتنا، وسروراً أدخلوه على نبيّك محمّد صلى الله عليه و آله، وإجابةً منهم لأمرنا، وغيظاً أدخلوه على عدوّنا، أرادوا بذلك رضوانك. فكافِهِم عنّا بالرضوان، واكلأهم بالليل والنهار،

واخلف على أهاليهم وأولادهم الذين خُلِّفوا بأحسن الخَلَف، واصحبهم واكفهم شرّ كلّ جبّارٍ عنيد، وكلّ ضعيفٍ من خلقك أو شديد، وشرّ شياطين الإنس والجنّ، وأعطهم أفضل ما أمّلوا منك في غربتهم عن أوطانهم، وما آثرونا على أبنائهم وأهاليهم وقراباتهم.

اللّهمّ إنّ أعداءنا عابوا عليهم خروجهم، فلم ينههم ذلك عن النهوض والشخوص إلينا خلافاً عليهم، فارحم تلك الوجوه التي غيّرتها الشمس، وارحم تلك الخدود التي تُقلّبُ على قبر أبي عبد اللّه عليه السلام، وارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمةً لنا، وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا، وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا، اللّهمّ إنّي أستودعك تلك الأنفس وتلك الأبدان حتّى ترويهم من الحوض يوم العطش.

فما زال صلوات اللّه عليه يدعو بهذا الدعاء وهو ساجد، فلمّا انصرف قلت له: جُعلت فداك، لو أنّ هذا الذي سمعته منك كان لمن لا يعرف اللّه، لظننت أنّ النار لا تطعم منه شيئاً أبداً، واللّه لقد تمنّيت أنّي كنت زرته ولم أحجّ.

فقال لي: ما أقربك منه! فما الذي يمنعك من زيارته؟ يا معاوية لا تدع ذلك.

قلت: جُعلت فداك، فلم أدر أنّ الأمر يبلغ هذا كلّه.

فقال:

يا معاوية، ومن يدعو لزوّاره في السماء أكثر ممّن يدعو لهم في الأرض، لا تدعه لخوفٍ من أحد، فمن تركه لخوفٍ رأى من الحسرة ما يتمنّى أنّ قبره كان بيده303، أما تحبّ أن يرى اللّه شخصك وسوادك فيمن يدعو له رسول اللّه صلى الله عليه و آله؟ أما تحبّ أن تكون غداً ممّن تصافحه الملائكة؟ أما تحبّ أن تكون غداً فيمن يأتي وليس عليه ذنب فيُتبَع به؟ أما تحبّ أن تكون غداً فيمن يصافح رسول اللّه صلى الله عليه و آله؟304

وذكرها ابن المشهديّ، والعلاّمة المجلسيّ، والحرّ العامليّ، والمحدّث النوري.305

والآن نبدا بتحقيق الرواية بأسانيدها الثمانية، فنقول

:

تحقيق السند الأوّل

ذكرنا إسناد ابن قُولَوَيه عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّه الأشعريّ، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عُمَير، عن معاوية بن وهب.

وقد تعرّضنا لوثاقة رجال السند، وبقي الكلام في وثاقة يعقوب بن يزيد ومعاوية بن وهب:

وثاقة يعقوب بن يزيد الأنباري

عدّه البرقيّ في رجاله تارةً في أصحاب الكاظم عليه السلام بعنوان «يعقوب بن يزيد الكاتب» ، واُخرى في أصحاب الهادي عليه السلام.306

وذكر الكشّيّ أنّه كان كاتباً لأبي دُلَف القاسم.307

وأورده النجاشيّ في رجاله قائلاً: «يعقوب بن يزيد بن حمّاد الأنباري السُّلَمي: أبو يوسف... وكان ثقة ، صدوقاً ».308

وذكره الشيخ في فهرسته قائلاً : «يعقوب بن يزيد الكاتب الأنباري : كثير الرواية ، ثقة ».309

وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الرضا عليه السلام قائلاً : «يعقوب بن يزيد الكاتب ، يزيد أبوه ، ثقتان ».

واُخرى في أصحاب الهادي عليه السلام قائلاً : «يعقوب بن يزيد الكاتب: ثقة ».310

وثاقة معاوية بن وهب

عدّه البرقيّ في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : «معاوية بن وهب البَجَلي : كوفي ، عربي ، وكان معاوية يُكنّى أبا القاسم ».311

وأورده النجاشيّ في رجاله قائلاً: «معاوية بن وهب البَجَلي : أبو الحسن ، عربي ، صميمي ، ثقة ، حسن الطريقة ، روى عن أبي عبد اللّه وأبي الحسن عليهماالسلام ».312

وذكره الشيخ في فهرسته313.

وذكره في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : «معاوية بن وهب البَجَلي الكوفي : أبو الحسن ».314

فتحصّل أنّ رجال هذا السند كلّهم من الثقات الأجلاّء، فالحديث صحيح أعلائي.

تحقيق السند الثاني

ذكرنا إسناد الشيخ الصدوق عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّه الأشعريّ، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عُمَير، عن معاوية بن وهب.

وقد تعرّضنا لوثاقة جميع رجال هذا السند، وعليه فالحديث صحيح

أعلائي.

وقد سبق الكلام في أنّ اعتماد قدمائنا في تقييم الحديث _ فضلاً عن وثاقة الراوي _ كان على ذكر الحديث في الكتب المعتبرة، وهذه الرواية ذُكرت في كتاب معاوية بن وهب وكان من الكتب المعتمدة عند أصحابنا.

وإليك تفصيل الكلام من هذه الجهة:

إذا راجعنا رجال النجاشيّ وجدنا أنّه ذكر في ترجمة معاوية بن وهب أنّ له كتباً، وروى بإسناده عن الحِميَري، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عُمَير، عن معاوية بن وهب. والظاهر أنّه لمّا سافر معاوية إلى المدينة سمع هذا الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام، ولمّا رجع إلى الكوفة ذكره في كتابه.

ثمّ إنّ ابن أبي عُمَير قام بتحمّل هذا الكتاب، فاستنسخ منه نسخة، وبذلك دخل الكتاب في بغداد. ثمّ قام يعقوب بن يزيد بتحمّل هذه النسخة، ولمّا سافر سعد بن عبد اللّه القمّيّ إلى العراق لطلب الحديث، تحمّله من يعقوب بن يزيد، ونقله إلى مدينة قمّ.

ومن ثمّ سمع كلّ من والد صاحب كامل الزيارات ووالد الشيخ الصدوق هذا الكتاب من سعد بن عبد اللّه ولمّا وصل الأمر إلى صاحب كامل الزيارات أخذه من كتاب معاوية بن وهب، وقد كان وصل إليه بطريقٍ صحيح.

وكان كتاب معاوية بن وهب عند الشيخ الصدوق أن يكتب كتابه علل الشرائع بطريقٍ صحيح، فأخذ منه الحديث وأدرجه في كتابه.

فكتاب معاوية بن وهب كان عند ابن قُولَوَيه والشيخ الصدوق، وأنّهما قاما بذكر هذا الحديث منه.

فتبيّن هنا أنّ رواية معاوية بن وهب من أصحّ ما عندنا من الروايات رجاليّاً وفهرستياً، فرجال الرواية كلّهم من الأجلاّء، كما أنّ المصدر الذي ذُكرت فيه هذه الرواية كان معتبراً أيضاً.

تحقيق السند الثالث

ذكرنا إسناد ابن قُولَوَيه عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّه، عن موسى بن عمر بن

ذُبيان، عن حسّان البصري، عن معاوية بن وهب.

وهذا السند ضعيف بجهالة حسّان البصري؛ إذ ليس له ذكر في كتب الرجال.315

والظاهر أنّ هذه الرواية ذُكرت في كتاب النوادر لموسى بن عمر بن ذُبيان، فإنّا إذا راجعنا رجال النجاشيّ وجدنا أنّه ذكر لموسى بن عمر بن ذُبيان كتاب نوادر، مسنداً عن سعد بن عبد اللّه، عن موسى بن عمر بن ذُبيان.316

هذا يعنى أنّ سعد بن عبد اللّه الأشعريّ روى كتاب النوادر لموسى بن عمر بن ذُبيان، ومن ثمّ قام بنقله إلى قمّ. ثمّ إنّ والد صاحب كامل الزيارات تحمّله من سعد بن عبد اللّه، ورواه لولده، فلمّا أراد ابن قُولَوَيه أن يكتب كتابه كامل الزيارات أخذ هذا الحديث من نوادر موسى بن عمر بن ذُبيان وذكره في كتابه كامل الزيارات.

ولم يذكر ابن قُولَوَيه من هذا الطريق صدر الرواية، بل نقل ذيلها، من قوله : «يا معاوية، لا تدع زيارة الحسين لخوفٍ...».

تحقيق السند الرابع

ذكرنا إسناد الشيخ الكلينيّ عن محمّد بن يحيى وغيره، عن محمّد بن أحمد بن يحيى الأشعريّ ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب جميعاً، عن موسى بن عمر بن ذُبيان، عن غسّان البصري، عن معاوية بن وهب.

وهذا السند ضعيف بجهالة غسّان البصري ؛ إذ ليس له ذكر في كتب الرجال.

والظاهر أنّ هذه الرواية ذُكرت في كتاب النوادر لموسى بن عمر بن ذُبيان ؛ لأنّا ذكرنا أنّ النجاشيّ ذكر لموسى بن عمر بن ذُبيان كتاب النوادر.

فروى محمّد بن أحمد بن يحيى (صاحب نوادر الحكمة) ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب كتاب موسى بن عمر بن ذُبيان، كما أنّ سعد بن عبد اللّه الأشعريّ رواه على ما صرّح بذلك النجاشيّ في رجاله.317

وذكرنا أنّه لم يذكر صدر الرواية في نسخة

سعد من كتاب موسى بن عمر بن ذُبيان، ولذلك قام الشيخ الكلينيّ بإخراج الحديث من نسخة محمّد بن أحمد بن يحيى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ؛ لأنّه ذكر في هاتين النسختين تمام الرواية.

ثمّ وصل كتاب موسى بن عمر بن ذُبيان إلى الكلينيّ عن طريق محمّد بن يحيى العطّار.

وكيف كان، لمّا أراد الشيخ الكلينيّ أن يكتب كتابه الكافي أخذ هذا الحديث من كتاب النوادر لموسى بن عمر بن ذُبيان وذكره في كتابه.

تحقيق السند الخامس

ذكرنا إسناد الشيخ الكلينيّ عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابنا، عن إبراهيم بن عُقبَة، عن معاوية بن وهب.

وهذا السند ضعيف بجهالة إبراهيم بن عُقبَة ؛ إذ ليس له ذكر في كتب الرجال، كما أنّ الرواية مرسلة.

والظاهر أنّ هذه الرواية ذُكرت في كتاب النوادر، فإنّ النجاشيّ صرّح بأنّ لإبراهيم بن هاشم كتاب النوادر، ورواه ابنه عليّ عنه،318 فوصل كتاب النوادر لإبراهيم بن هاشم إلى الشيخ الكلينيّ عن طريق عليّ بن إبراهيم، فلمّا أراد الشيخ الكلينيّ أن يكتب كتابه الكافي، أخذ هذه الرواية من نوادر إبراهيم وذكرها في كتابه.

تحقيق السند السادس

ذكرنا إسناد ابن قُولَوَيه عن أبيه وعليّ بن الحسين بن بابويه وجماعة مشايخه، عن أحمد بن إدريس ومحمّد بن يحيى العطّار جميعاً، عن العَمرَكي بن عليّ البُوفَكي، عن يحيى خادم أبي جعفر الثاني عليه السلام، عن ابن أبي عُمَير، عن معاوية بن وهب.

وهذه الرواية ضعيفة بجهالة يحيى خادم الرضا عليه السلام ؛ إذ ليس له ذكر في كتب الرجال.

والظاهر أنّ هذه الرواية ذُكرت في كتاب النوادر للعَمرَكي البُوفَكي، فإنّا إذا راجعنا رجال النجاشيّ، وجدنا أنّه ذكر أنّ للعَمرَكي البُوفَكي كتاب النوادر319، الذي تُلقّي بالقبول عند أصحابنا القمّيّين، لذا نرى أنّ أحمد بن إدريس ومحمّد بن يحيى العطّار تحمّلا هذا الكتاب، وذكر النجاشيّ أنّ الحِميَريّ روى كتاب العَمرَكي البُوفَكي.

وكيف كان، أنّ كتاب النوادر للبُوفَكي كان عند ابن قولويه لمّا أراد أن يكتب كتابه كامل الزيارات ووصل إليه عن طريق جماعة من مشايخه.

تحقيق السند السابع

ذكرنا إسناد ابن قُولَوَيه عن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحِميَري، عن أبيه، عن عليّ بن محمّد بن سالم، عن عبد اللّه بن حمّاد، عن عبد اللّه بن عبد الرحمن الأصمّ البصري، عن معاوية بن وهب.

وهذا السند ضعيف بجهالة عليّ بن محمّد بن سالم وعبد اللّه بن حمّاد البصري، كما أنّ النجاشيّ وابن الغضائري ضعّفا عبد اللّه بن عبد الرحمن الأصمّ.320

ثمّ إنّا إذا راجعنا إلى رجال النجاشيّ وجدنا أنّه ذكر لعبد اللّه بن عبد الرحمن الأصمّ البصري كتاب المزار321، وسمّاه ابن الغضائري «كتاب الزيارات».322

فالظاهر أنّ هذا الكتاب وصل إلى ابن قُولَوَيه وقام بإخراج الحديث منه.

تحقيق السند الثامن

ذكرنا إسناد ابن قُولَوَيه عن أبيه وجماعة من مشايخه، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عبد اللّه بن حمّاد البصري، عن عبد اللّه بن عبد الرحمن الأصمّ البصري، عن معاوية بن وهب.

وهذا السند ضعيف بجهالة عبد اللّه بن حمّاد البصري، وقلنا أنّ النجاشيّ وابن الغضائري ضعّفا عبد اللّه بن عبد الرحمن الأصمّ.323

والظاهر أنّ هذه الرواية ذُكرت في كتاب المزار لسعد بن عبد اللّه الأشعريّ، فإنّ النجاشي ذكر كتاب المزار في عداد كتب سعد بن عبد اللّه الأشعريّ، ورواه عن طريق الشيخ المفيد وغيره عن جعفر بن محمّد بن قُولَوَيه، عن أبيه وأخيه، عن سعد.324

وكتاب المزار لسعد كان عند ابن قُولَوَيه، وأنّه قام بإخراج الحديث منه.325

فتحصّل من جميع ما ذكرنا صحّة السند الأوّل والثاني من مجموع الأسانيد الثمانية للرواية، وأنّ هذه الرواية ذُكرت في مصادر مختلفة من مصادر أصحابنا.

تتميم

ذُكر في صحيحة معاوية بن وهب أنّ ملائكة السماء يدعون لزوّار الحسين عليه السلام، ونذكر فيما يلي الأحاديث التي رواها ابن قُولَوَيه وتؤيّد هذا المعنى:

الحديث الأوّل: روى عن أبيه ومحمّد بن الحسن بن الوليد وعليّ بن الحسين بن بابويه، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام : وكّل اللّه تبارك وتعالى بالحسين عليه السلام سبعين ألف ملك يصلّون عليه كلّ يوم شُعثاً غُبراً، ويدعون لمن زاره، ويقولون: يا ربّ هؤاء زوّار الحسين، افعل بهم وافعل بهم.326

الحديث الثاني: روى عن حكيم بن داود، عن سَلَمة، عن موسى بن عمر، عن حسّان البصري، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: لا

تدع زيارة الحسين عليه السلام، أما تحبّ أن تكون فيمن تدعو له الملائكة؟327

الحديث الثالث: روى عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه، نحوه.328

الحديث الرابع: روى عن محمّد الحِميَري، عن أبيه، عن عليّ بن محمّد بن سالم، عن محمّد بن خالد، عن عبد اللّه بن حمّاد البصري، عن عبد اللّه بن عبد الرحمن الأصمّ، عن عبد اللّه بن بُكَير في حديثٍ طويل، عن أبي عبد اللّه عليه السلام : ما من صباحٍ إلاّ وعلى قبره هاتف من الملائكة ينادي: يا طالب الخير أقبل إلى خالصة اللّه ترحل بالكرامة وتأمن الندامة، يسمع أهل المشرق وأهل المغرب إلاّ الثقلين، ولا يبقي في الأرض ملك من الحفظة إلاّ عطف عليه عند رقاد العبد حتّى يسبّح اللّه عنده، ويسأل اللّه الرضا عنه، ولا يبقى ملك في الهواء يسمع الصوت إلاّ أجاب بالتقديس للّه تعالى، فتشتدّ أصوات الملائكة، فيجيبهم أهل السماء الدنيا، فتشتدّ أصوات الملائكة وأهل السماء الدنيا حتّى تبلغ أهل السماء السابعة، فيسمع أصواتهم النبيّون، فيترحّمون ويصلّون على الحسين عليه السلام ويدعون لمن زاره.329

صحيحة زيد الشحّام

اشارة

روى ابن قُولَوَيه عن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحِميَري، عن أبيه عبد اللّه بن جعفر الحِميَري، عن يعقوب بن يزيد الأنباري، عن محمّد بن أبي عُمَير، عن زيد الشحّام، عن أبي عبد اللّه عليه السلام :

من زار قبر الحسبن بن عليّ عليهماالسلام يوم عاشوراء عارفاً بحقّه، كان كمن زار اللّه في عرشه.330

رواها الشيخ الطوسيّ بإسناده عن ابن قُولَوَيه، وذكرها الشيخ المفيد وابن المشهديّ في مزاريهما، وكذا العلاّمة المجلسيّ، والحرّ العامليّ، والمحدّث

النوري.331

وقبل الدخول في تحقيق سند الحديث نذكر كلام الشيخ الصدوق، حيث قال في معنى الحديث: «إنّ معنى قوله عليه السلام : "كان كمن زار اللّه في عرشه" ليس بتشبيه، والملائكة تزور العرش وتلوذ به وتطوف حوله وتقول: "نزور اللّه في عرشه"، كما نقول: "نحجّ بيت اللّه ونزور اللّه"؛ لأنّ اللّه تعالى ليس بموصوف بمكان، تعالى عن ذلك علوّاً كبيراً».332

ونقل الشيخ الطوسيّ من اُستاذه أنّه قال في معنى الحديث: «معنى قول الصادق عليه السلام : "كمن زار اللّه فوق عرشه": إنّ للزائر من المثوبة والأجر العظيم والتبجيل في يوم القيامة، كمن رفعه اللّه إلى سمائه وأدناه من عرشه الذي تحمله الملائكة، وأراه من خاصّة ملائكته ما يكون به توكيد كرامته، وليس على ما تظنّه العامّة من مقتضى التشبيه».333

ولقد ذكرنا وثاقة رجال السند، وبقي الكلام في وثاقة زيد الشحّام:

وثاقة زيد الشحّام

عدّه البرقيّ في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : «أبو اُسامة : زيد الشحّام ، كوفيّ ، مولى الأزد ».334

وذكر الكشّيّ مدحه.335

وأورده النجاشيّ في رجاله بعنوان «زيد بن يونس : أبو اُسامة ، الشحّام» ، وذكر أنّ له كتابا يرويه جماعة.336

وذكره الشيخ الطوسيّ في فهرسته قائلاً: «زيد الشحّام : يُكنّى أبا اُسامة ، ثقة ».337

وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الباقر عليه السلام قائلاً : «زيد بن محمّد بن يونس : أبو اُسامة ، الشحّام ، الكوفي ».

واُخرى في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : «زيد بن يونس : أبو اُسامة ، الأزدي ، مولاهم ، الشحّام ، الكوفي ».338

فتحصّل من جميع ما ذكرنا أنّ رجال هذا السند كلّهم من الثقات الأجلاّء، وعلى هذا فالحديث صحيح أعلائي.

وقد سبق الكلام في أنّ اعتماد قدمائنا في تقييم الحديث _ فضلاً عن

وثاقة الراوي _ كان على ذكر الحديث في الكتب المعتبرة، وهذه الرواية ذُكرت في كتاب النوادر ليعقوب بن يزيد الأنباري وكان من الكتب المعتمدة عند أصحابنا.

وإليك تفصيل الكلام من هذه الجهة:

إذا راجعنا ترجمة يعقوب بن يزيد في فهرست الطوسيّ، وجدنا أنّه ذكر ليعقوب بن يزيد كتاب النوادر، ورواه عن طريق ابن أبي جيد عن ابن الوليد، عن الحِميَري، عن يعقوب بن يزيد، ومعنى ذلك أنّ الحِميَريّ روى نسخة من كتاب النوادر ليعقوب بن يزيد.

فزيد الشحّام الكوفي سمع هذا الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام، وبعد ذلك سمع منه ابن أبي عُمَير، ثمّ إنّ يعقوب بن يزيد الأنباري سمع هذا الحديث من ابن أبي عُمَير وذكره في كتابه النوادر، ولمّا سافر الحميري اّءلى العراق تحمّل هذا الكتاب من يعقوب بن يزيد ونقله إلى مدينة قمّ، وبعد ذلك تحمّله محمّد بن الحِميَريّ من والده، وتحمّله ابن قُولَوَيه منه ولمّا أراد ابن قولويه أن يكتب كتاب كامل الزيارات أخذ هذا الحديث من كتاب النوادر ليعقوب بن يزيد وأدرجه في كتابه.

فتبيّن أنّ رواية زيد الشحّام من أصحّ ما عندنا من الروايات رجاليّاً وفهرستياً، كما أنّ المصدر الذي ذُكرت فيه كان معتبراً أيضاً.

تتميم

ذُكر في صحيحة زيد الشحّام أنّ من زار الإمام الحسين في يوم عاشوراء كان كمن زار اللّه في عرشه، وهذا المعنى ورد في أحاديث اُخرى، غير أنّه ليس فيها تقييد بيوم عاشوراء، نذكرها هنا تتميماً للفائدة:

الحديث الأوّل: روى ابن قُولَوَيه عن أبيه وعليّ بن الحسين بن بابَوَيه وجماعة مشايخه، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن إسماعيل بن بَزِيع، عن صالح بن عُقبَة، عن زيد

الشحّام، قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام : ما لمن زار قبر الحسين عليه السلام؟ قال: كان كمن زار اللّه في عرشه.339

الحديث الثاني: روى الشيخ الكلينيّ عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّدبن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن إسماعيل، عن صالح بن عُقبَة، عن زيد الشحّام، قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام : ما لمن زار رسول اللّه صلى الله عليه و آله؟ قال: كمن زار اللّه عزّ وجلّ فوق عرشه؟ قال: قلت: فما لمن زار أحداً منكم؟ قال: كمن زار رسول اللّه صلى الله عليه و آله.340

الحديث الثالث: روى ابن قُولَوَيه عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن إسماعيل بن بَزِيع، عن الخيبري، عن الحسين بن محمّد القمّيّ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام : من زار قبر أبي عبد اللّه عليه السلامبشطّ الفرات، كان كمن زار اللّه فوق عرشه.341

الحديث الرابع: روى ابن قُولَوَيه عن محمّد بن جعفر الرزّاز، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن إسماعيل بن بَزِيع، عن الخيبري، عن الحسين بن محمّد القمّيّ ، قال: قال لي الرضا عليه السلام : من زار قبر أبي ببغداد، كان كمن زار رسول اللّه صلى الله عليه و آله وأمير المؤنين، إلاّ أنّ لرسول اللّه وأمير المؤنين فضلهما. قال: ثمّ قال لي: من زار قبر أبي عبد اللّه بشطّ الفرات، كان كمن زار اللّه فوق كرسيّه.342

الحديث الخامس: روى ابن قُولَوَيه عن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحِميَري، عن أبيه، عن محمّد بن الحسن بن شَمّون البصري، عن محمّد بن سِنان، عن بشير الدهّان، قال: كنتُ أحجّ في كلّ سنة، فأبطأت سنة عن الحجّ، فلمّا كان من قابل حججت ودخلت على أبي عبد

اللّه عليه السلام، فقال لي: يا بشير، ما أبطأك عن الحجّ في عامنا الماضي؟ قال: قلت: جُعلت فداك، مال كان لي على الناس خفت ذهابه، غير أنّي عرفت عند قبر الحسين عليه السلام، قال: فقال لي: ما فاتك شيء ممّا كان فيه أهل الموقف، يا بشير مَن زار قبر الحسين عليه السلام عارفاً بحقّه، كان كمن زار اللّه في عرشه.343

الحديث السادس: روى ابن قُولَوَيه عن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحِميَري، عن أبيه، عن محمّد بن الحسن بن شَمّون، عن جعفر بن محمّد الخُزَاعي، عن بعض أصحابه، عن جابر، عن أبي عبد اللّه عليه السلام مثله.344

الحديث السابع: روى ابن قُولَوَيه عن محمّد بن جعفر الرزّاز، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن إسماعيل بن بَزِيع، عن عمّه، عن رجل، عن جابر نحوه.345

الحديث الثامن: روى الشيخ الصدوق عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّه، عن ابن أبي الخطّاب، عن محمّد بن إسماعيل، عن الخيبري، عن الحسين بن محمّد القمّيّ، عن الرضا عليه السلام، قال: من زار قبر الحسين عليه السلام بشطّ فرات، كان كمن زار اللّه فوق عرشه.346

صحيحة أبي خديجة

اشارة

روى ابن قُولَوَيه هذه الرواية بأربعه أسانيد:

السند الأوّل: روى عن أبيه وجماعة من أصحابنا، عن سعد بن عبد اللّه الأشعريّ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن أحمد بن عائذ، عن أبي خديجة.

السند الثاني: روى عن ابن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الوشّاء، عن أحمد بن عائذ، عن أبي خديجة.

السند الثالث: روى عن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحِميَري، عن أبيه، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن أبي جَهم، عن أبي خديجة.

السند الرابع: روى عن

محمّد بن جعفر الرزّاز، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم البزّاز، عن أبى خديجة.

نصّ الرواية : روى أبو خديجة، عن أبي عبد اللّه عليه السلام: قال: سألته، عن زيارة قبر الحسين عليه السلام؟ قال:

إنّه أفضل ما يكون من الأعمال.347

وذكرها العلاّمة المجلسيّ، والحرّ العامليّ.348

والآن نبدأ بالتحقيق في هذه الرواية بأسانيدها الأربعة، فنقول:

تحقيق السند الأوّل

ذكرنا إسناد ابن قُولَوَيه عن أبيه وجماعة من أصحابنا، عن سعد بن عبد اللّه الأشعريّ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن أحمد بن عائذ، عن أبي خديجة.

وقد تعرّضنا لوثاقة رجال السند، وبقي الكلام في وثاقة الحسن بن عليّ الوشّاء، وأحمد بن عائذ، وأبي خديجة:

وثاقة الحسن بن عليّ الوشّاء

عدّه البرقيّ في رجاله تارةً في أصحاب الكاظم عليه السلام قائلاً : «أبو محمّد الحسن بن عليّ الوشّاء بن زياد : ابن بنت إلياس ».

واُخرى في أصحاب الرضا عليه السلام قائلاً : «الحسن بن عليّ الوشّاء : يُلقّب بربيع ».349

وأورده النجاشيّ في رجاله بعنوان «الحسن بن عليّ بن زياد الوشّاء» ، وذكر أنّه كان من وجوه هذه الطائفة .350

وذكره الشيخ في فهرسته351.

وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الرضا عليه السلام قائلاً : «الحسن بن عليّ الخزّاز : ويُعرف بالوشّاء ، وهو ابن بنت إلياس ، يُكنّى أبا محمّد ، وكان يدّعي أنّه عربيّ كوفيّ ، له كتاب ».

واُخرى في أصحاب الهادي عليه السلام بعنوان «الحسن بن عليّ الوشّاء» .352

وثاقة أحمد بن عائذ

أورده النجاشيّ في رجاله مع وصفه بالبَجَلي ووثّقه، وذكر أنّه صحب أبا خديجة سالم بن مُكرَم وأخذ عنه.353

وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً: «أحمد بن عائذ بن حبيب العبسيّ الكوفيّ، أبو عليّ، اُسند عنه».354

وثاقة

أبي خديجة

عدّه البرقيّ في رجاله تارةً في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : «سالم ، أبو خديجة : صاحب الغنم ، ويُكنّى أيضا أبا سَلَمة ، ابن مُكرَم ».

واُخرى بعنوان «سالم بن مُكرَم» ،355 وذكر الكشّيّ أنّه كان صالحا.356

وأورده النجاشيّ في رجاله قائلاً : «سالم بن مُكرَم بن عبد اللّه : أبو خديجة، ويقال : أبو سَلَمة الكُنَاسي ، يقال : صاحب الغنم ، مولى بني أسد ، الجمّال ، يقال : كُنيته كانت أبا خديجة، وأنّ أبا عبد اللّه عليه السلام كنّاه أبا سلمة ، ثقة ثقة ».357

وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : «سالم بن مُكرَم : أبو خديجة الجمّال ، الكوفي ، مولى بني أسد ».358

فتبيّن ممّا ذكرنا أنّ جميع رجال هذه الرواية ثقة، وعليه فالحديث صحيح أعلائي.

تحقيق السند الثاني

ذكرنا إسناد ابن قُولَوَيه عن ابن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الوشّاء، عن أحمد بن عائذ، عن أبي خديجة.

وقد تقدّم الكلام في وثاقة جميع رجال هذا السند، فالحديث بسنده الثاني أيضاً صحيح أعلائي.

وسبق منّا الكلام في أنّ اعتماد قدمائنا في تقييم الحديث _ فضلاً عن وثاقة الراوي _ كان على ذكر الحديث في الكتب المعتبرة، وكانت هذه الرواية بسندها الأوّل والثاني مذكورة في كتاب أبي خديجة.

بيان ذلك: إذا راجعنا فهرست الطوسيّ في ترجمة أبي خديجة، نجد أنّ الشيخ صرّح بأنّ له كتابا ورواه عن طريق جماعة من أصحابنا، عن الشيخ الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن أحمد بن عائذ، عن أبي خديجة.

كما نجد أنّ ابن قُولَوَيه روى أيضاً عن أبيه بنفس الطريق عن أبي

خديجة، ومعنى ذلك أنّ هذه الرواية كانت مذكورة في كتاب أبي خديجة.

ففي الواقع أنّ أبا خديجة لمّا سمع هذا الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام أدرجه في كتابه، وتحمّل تلميذه أحمد بن عائذ هذا الكتاب، وتحمّله الوشّاء عنه، ولمّا خرج أحمد بن محمّد بن عيسى من مدينة قمّ إلى الكوفة لطلب الحديث، تحمّله من الحسن بن عليّ الوشّاء ونقله إلى قمّ، ثمّ تحمّله سعد بن عبد اللّه (كما ترى في السند الأوّل) ومحمّد بن الحسن الصفّار (كما ترى في السند الثاني).359

فكتاب أبي خديجة كان عند ابن قُولَوَيه، وأنّه قام بإخراج الحديث منه.

تحقيق السند الثالث

ذكرنا إسناد ابن قُولَوَيه عن محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحِميَري، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ، عن أبي جَهم _ هارون بن الجَهم _ ، عن أبي خديجة.

وقد تعرّضنا لوثاقة رجال السند، وبقي الكلام في وثاقة هارون بن الجَهم .

وثاقة هارون بن الجَهم

عدّه البرقيّ في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام بعنوان «هارون بن الجَهم بن ثُوَير بن أبي فاخِتَة» .360

وأورده النجاشيّ في رجاله ووثّقه361 .

وذكره الشيخ في فهرسته، 362 وذكره في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام، مع وصفه بالقرشي الكوفي .363

فالحديث بسنده الثالث أيضاً صحيح أعلائي.

تحقيق السند الرابع

ذكرنا إسناد ابن قُولَوَيه عن محمّد بن جعفر الرزّاز، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم البزّاز، عن أبي خديجة.

وقلنا أنّه ليس لمحمّد بن جعفر الرزّار توثيق صريح، غير أنّه كان من مشايخ ابن قُولَوَيه، واذا قلنا بوثاقة مشايخ ابن قُولَوَيه فهو ثقة، والعكس بالعكس.

وأمّا عبد الرحمن بن أبي هاشم البزّاز فقد ذكر النجاشيّ أنّه كان جليلاً من أصحابنا ووثّقه مرّتين.364

والظاهر أنّ الرواية كانت مذكورة في كتاب النوادر لمحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب.

بيان ذلك: إذا راجعنا فهرست الطوسيّ في ترجمة محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، وجدنا أنّه ذكر أنّ له كتاب النوادر365، فمحمّد بن جعفر الرزّاز تحمّل كتاب النوادر لمحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ونقله لابن قُولَوَيه. ففي الواقع لمّا أراد أن يكتب كتابه كامل الزيارات أخذ هذه الرواية من كتاب النوادر لمحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب وذكره في كتابه.

فتبيّن من جميع ما ذكرنا أنّ هذه الرواية بسندها الأوّل والثاني والثالث صحيحة، كما أنّها كانت مذكورة في مصدرين من المصادر الأُولى: كتاب أبي خديجة،

وكتاب النوادر لمحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب.

تتميم : موثقة إسحاق بن عمّار

اشارة

روى إسحاق بن عمّار رواية في فضيلة زيارة الإمام الحسين عليه السلام، نذكرها تتميماً للفائدة، ويجدر بنا قبل ذلك أن نذكر أنّ لهذه الرواية ثلاثة أسانيد:

السند الأوّل: روى الشيخ الصدوق في كتاب من لا يحضره الفقيه بإسناده عن إسحاق بن عمّار.

السند الثاني: روى الشيخ الصدوق في ثواب الأعمال عن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن الحِميَري، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن إسحاق بن عمّار.

السند الثالث: روى ابن قُولَوَيه في كامل الزيارات عن الحسن بن عبد اللّه بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن إسحاق بن عمّار.

نصّ الرواية : قال إسحاق بن عمّار: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول:

«موضع قبر الحسين بن عليّ صلوات اللّه عليهما منذ دُفن فيه، روضة من رياض الجنّة».

وقال عليه السلام: «موضع قبر الحسين ترعة من ترع الجنّة».366

وذكرها العلاّمة المجلسيّ، والحرّ العامليّ، والمحدّث النوري.367

والآن نبدأ بالتحقيق في هذه الرواية بأسانيدها الثلاثة، فنقول:

تحقيق السند الأوّل

ذكرنا إسناد الشيخ الصدوق بإسناده عن إسحاق بن عمّار، وإذا راجعنا مشيخة كتاب من لا يحضره الفقيه وجدنا أنّه قال: «ما كان فيه عن إسحاق بن عمّار فقد رويته عن أبي، عن عبد اللّه بن جعفر الحِميَري، عن عليّ بن إسماعيل، عن صفوان بن يحيى، عن إسحاق بن عمّار».368

وقد تعرّضنا لوثاقة رجال السند، وبقي الكلام في توثيق عليّ بن إسماعيل، وصفوان بن يحيى، وإسحاق بن عمّار:

وثاقة عليّ بن إسماعيل

وثّقه الكشّيّ في رجاله قائلاً: «عليّ بن إسماعيل: ثقة، هو عليّ بن السندي، لقّب إسماعيل بالسدّي».369

وثاقة صفوان بن يحيى

عدّه البرقيّ في رجاله تارةً في أصحاب الرضا عليه السلام بعنوان «صفوان بن يحيى» ، واُخرى في أصحاب الجواد عليه السلام قائلاً : «صفوان بن يحيى :

بيّاع السابِرِي ، مولى بَجِيلة ، كوفيّ ».370

وذكر الكشّيّ في شأنه مدائح عظيمة، وكذلك ذكر ذمّه، وعدّه ممّن أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصحّ عنهم.371

وأورده النجاشيّ في رجاله مع وصفه بالبَجَلي ، وذكر أنّه كان بيّاع السابِرِي ، ووثّقه مرّتين ، وذكر أنّه كانت له منزلة شريفة عند الرضا عليه السلام ، وأنّه صنّف ثلاثين كتابا .372

وذكره الشيخ في فهرسته قائلاً : «صفوان بن يحيى : مولى بَجِيلة ، يُكنّى أبا محمّد ، بيّاع السابِرِي ، أوثق أهل زمانه عند أصحاب الحديث وأعبدهم ... وروى عن أبي الحسن الرضا وأبي جعفر عليهماالسلام ».373

وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الكاظم عليه السلام قائلاً : «صفوان بن يحيى : وكيل الرضا عليه السلام ، ثقة ».

واُخرى في أصحاب الرضا عليه السلام قائلاً : «صفوان بن يحيى البَجَلي : بيّاع السابِرِي ، مولى ، ثقة ، وكيله عليه السلام ، كوفيّ ».

وثالثةً في أصحاب الجواد عليه السلام قائلاً : «صفوان بن يحيى البَجَلي : بيّاع السابِرِي ».374

وثاقة إسحاق بن عمّار

عدّه البرقيّ في رجاله تارةً في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : «إسحاق بن عمّار الصيرفي : مولى بني تغلب ، كوفيّ ».

واُخرى في أصحاب الكاظم عليه السلام بنفس العنوان .375

وذكر الكشّيّ مدحه بعنوان «إسحاق بن عمّار».376

وأورده النجاشيّ في رجاله قائلاً: «إسحاق بن عمّار بن حيّان : مولى بني تغلب ، أبو يعقوب ، الصيرفي ، شيخ من أصحابنا ، ثقة ».377

ذكره الشيخ في فهرسته بعنوان «إسحاق بن عمّار الساباطي»، وقال: «وكان فطحيّاً، إلاّ أنّه ثقة».378

وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : «إسحاق بن عمّار : الكوفي ، الصيرفي ».

واُخرى في أصحاب الكاظم عليه السلام قائلاً : «إسحاق بن عمّار : ثقة ثقة ،

له كتاب ».379

ثمّ وقع الكلام في أنّ إسحاق بن عمّار الصيرفي متّحد مع إسحاق بن عمّار الساباطي أم لا ؟

تعرّض الشيخ في فهرسته لإسحاق بن عمّار الساباطي وذكر أنّه كان فطحياً ، وتعرّض النجاشيّ في رجاله لإسحاق بن عمّار بن حيّان وذكر أنّه كان شيخ أصحابنا.380

وظاهر كلام العلاّمة وابن داود الاتّحاد بين العنوانين381، وكذا ذهب السيّد الخوئي إلى اتّحادهما حين قال: «ثمّ الظاهر اتّحاد إسحاق بن عمّار الساباطي مع سابقه (أي إسحاق بن عمّار الصيرفي)؛ وذلك لبعد أن يكون هناك شخصان معروفان في طبقة واحدة، وكان لكلّ منهما كتاب، فيتعرّض النجاشيّ لأحدهما ويتعرّض الشيخ للآخر».382

ويشهد على الوحدة اقتصار البرقيّ في رجاله على عنوان إسحاق بن عمّار الصيرفي ، كما أنّ الشيخ في رجاله لم يتعرّض للساباطي .

ثمّ بعد الاعتماد على اتّحاد العنوانين، فوقع الكلام في أنّ إسحاق بن عمّار كان فطحياً أم لا؟

وقد عرفت أنّ الشيخ الطوسيّ انفرد في نسبة الفطحية إلى إسحاق بن عمّار، وكلامه يخالف ما ذكره النجاشيّ كما عرفت، مصرّحاً بأنّ إسحاق بن عمّار كان شيخ أصحابنا.

ونحن نميل إلى مختار النجاشي . وعليه فالرواية صحيحة، ولكن إن أبيت ذلك وذهبت إلى قول الشيخ الطوسيّ، فالرواية موثّقة.

وقد سبق الكلام في أنّ اعتماد قدمائنا في تقييم الحديث _ فضلاً عن وثاقة الراوي _ كان على ذكر الحديث في الكتب المعتبرة، وكانت هذه الرواية مذكورة في كتاب النوادر لإسحاق بن عمّار.

بيان ذلك: إذا راجعنا رجال النجاشيّ في ترجمة إسحاق بن عمّار، وجدنا أنّه ذكر: «له كتاب نوادر، يرويه عنه عدّة من أصحابنا»383، وهذه العبارة ظاهرة بأنّ هذا الكتاب قد تُلقّي بالقبول عند أصحابنا، وقد رواه غير واحدٍ من أصحابنا.

ونجد في هذا السند أنّ صفوان يروي

عن إسحاق بن عمّار، فمن المحتمل أن يكون عند صفوان نسخة من كتاب النوادر لإسحاق بن عمّار، ومن ثمّ فقد وصلت هذه النسخة إلى الشيخ الصدوق، وأنّه لمّا أراد أن يكتب كتاب من لا يحضره الفقيه، أخذ الحديث من نوادر إسحاق بن عمّار وذكره فيه.

تحقيق السند الثاني

ذكرنا إسناد الشيخ الصدوق عن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن الحِميَري، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن إسحاق بن عمّار.

وقد تعرّضنا لوثاقة رجال السند، وبقي الكلام في وثاقة محمّد بن موسى المتوكّل، والحسن بن محبوب:

وثاقة محمّد بن موسى المتوكّل

ذكره الشيخ الطوسيّ في رجاله قائلاً: «محمّد بن موسى بن المتوكّل: روى عن عبد اللّه بن جعفر الحِميَري، روى عنه ابن بابويه».384

ووثّقه ابن داود في رجاله قائلاً: «محمّد بن موسى المتوكّل: ثقة».385

وكذا العلاّمة وثّقه في خلاصة الأقوال386.

وترحّم عليه الشيخ الصدوق في أكثر من 120 موضعاً.387

ثمّ إنّ الشيخ الصدوق أكثر الرواية عنه، فقد ورد في مشيخة كتاب من لا يحضره الفقيه وأنّه روى أكثر من أربعين موضعاً عن هذا الشيخ.388

فالحق أنّ محمّد بن موسى المتوكّل ذو شأن عظيم في نقل التراث الحديثيّ إلى الشيخ الصدوق.

كما أنّ السيّد ابن طاوس قال عند ذكر رواية في طريقها محمّد بن موسى المتوكّل: «ورواة الحديث ثقات بالاتّفاق».389

وقال السيّد الخوئي عند تعرّضه لطريق الشيخ الصدوق إلى إسماعيل بن مهران: «والطريق صحيح، فإنّ محمّد بن موسى المتوكّل ثقة بالاتّفاق».390

وثاقة الحسن بن محبوب

عدّه البرقيّ في رجاله في أصحاب الكاظم عليه السلام، تارةً مع وصفه بالسرّاد ، واُخرى مع وصفه بالزرّاد .391

ومدحه الكشّيّ ، وعدّه ممّن أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصحّ عنهم.392

وذكره الشيخ في فهرسته قائلاً : «الحسن بن محبوب السرّاد، ويقال له

: الزرّاد ، ويُكنّى أبا عليّ ، مولى بَجِيلة ، كوفيّ ، ثقة ، روى عن أبي الحسن الرضا عليه السلام ، وروى عن ستّين رجلاً من أصحاب أبي عبد اللّه عليه السلام ، ويعدّ في الأركان الأربعة في عصره ».393

وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الكاظم عليه السلام، واُخرى في أصحاب الرضا عليه السلامقائلاً : «الحسن بن محبوب السرّاد : مولىً لبَجِيلة ، كوفيّ ، ثقة ».394

فتحصّل من جميع ما ذكرنا أنّ رجال هذا السند كلّهم من الثقات، وعليه فالرواية بسندها الثاني صحيحة.

وقد سبق الكلام في أنّ اعتماد قدمائنا في تقييم الحديث _ فضلاً عن وثاقة الراوي _ كان على ذكر الحديث في الكتب المعتبرة، وهذه الرواية بسندها الثاني والثالث ذُكرت في كتاب النوادر للحسن بن محبوب وكان من الكتب المعتمدة عند أصحابنا.

وإليك تفصيل الكلام من هذه الجهة:

إذا راجعنا ترجمة الحسن بن محبوب في فهرست الطوسيّ، وجدنا أنّه ذكر للحسن بن محبوب كتاب النوادر، كما ويستفاد من كلام الشيخ أنّ أحمد بن محمّد بن عيسى روى كتب الحسن بن محبوب.

فإسحاق بن عمّار سمع هذا الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام، وبعد ذلك رواه للحسن بن محبوب، ولمّا أراد الحسن بن محبوب أن يكتب كتابه النوادر ذكره في كتابه.

وكتاب النوادر للحسن بن محبوب اُلّف في الكوفة، ولمّا سافر أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعريّ إليها لطلب الحديث، لقي هناك الحسن بن محبوب وتحمّل هذا الكتاب ونقله إلى قمّ، وبعد ذلك تحمّله الحِميَريّ من أحمد بن محمّد بن عيسى، ثمّ إنّ محمّد بن موسى بن المتوكّل تحمّله من الحِميَريّ ونقله إلى الشيخ الصدوق.

والحاصل، أنّه كانت عند الشيخ الصدوق نسخة من كتاب النوادر للحسن بن محبوب بطريق صحيح، وأنّه لمّا أراد أن

يكتب كتابه ثواب الأعمال ذكر هذا الحديث من نوادر الحسن بن محبوب.

تحقيق السند الثالث

ذكرنا إسناد ابن قُولَوَيه عن الحسن بن عبد اللّه بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن إسحاق بن عمّار.

أمّا الحسن بن عبد اللّه بن محمّد بن عيسى (هو ابن أخي أحمد بن محمّد بن عيسى الشعري) فليس له توثيق صريح، نعم هو من مشايخ ابن قُولَوَيه، فإن أثبتنا وثاقة مشايخه ثبتت وثاقته، والعكس بالعكس.

وكذلك عبد اللّه بن محمّد بن عيسى المعروف ببُنان أيضاً ليس له توثيق صريح.

ولقد ذكرنا سابقاً أنّ كتاب النوادر للحسن بن محبوب، وصل إلى ابن قُولَوَيه عن طريق الحسن بن عبد اللّه بن محمّد بن عيسى، عن أبيه عبد اللّه بن محمّد بن عيسى.

والظاهر أنّ عبد اللّه بن محمّد بن عيسى الأشعريّ (أخا أحمد بن محمّد بن عيسى) سافر إلى الكوفة وتحمّل الكتاب من الحسن بن محبوب، ونقله إلى قمّ.

ففي الواقع أنّ هذه الرواية ذُكرت في نسختين من كتاب النوادر للحسن بن محبوب: نسخة أحمد بن محمّد بن عيسى (كما نجده في السند الثاني)، ونسخة عبد اللّه بن محمّد بن عيسى (كما نجده في السند الثالث).

فتحصّل من جميع ما ذكرنا أنّ الرواية صحيحة، وإن قلنا إنّ إسحاق بن عمّار كان فطحياً فالرواية موثّقة.

كما أنّ الرواية ذُكرت في نسختين من كتاب النوادر للحسن بن محبوب الذي يعدّ من الكتب المشهورة المعتبرة.

الفصل الثالث: آثار الزيارة الحسينيّة

اشارة

نذكر في هذا الفصل الروايات الصحيحة التي تبيّن آثار زيارة الإمام الحسين عليه السلام؛ من طول العمر، والبركة، ودفع البلاء وغير ذلك .

وكما قلنا سابقاً فإنّا سنقتصر على الروايات الصحيحة خاصّة، ولذلك نذكر في المقام ثلاثاً منها وهي: صحيحة منصور بن حازم، ومصححّة الريّان بن شَبيب، وصحيحة أبي حمزة الثُّماليّ.

صحيحة منصور بن حازم

اشارة

روى ابن قُولَوَيه في كامل الزيارات عن محمّد بن عبد اللّه الحِميَري، عن أبيه، عن محمّد بن عبد الحميد، عن سيف بن عُمَيرة، عن منصور بن حازم، قال: سمعناه يقول:

من أتى عليه حول لم يأتِ قبر الحسين، أنقص اللّه من عمره حولاً، ولو قلت: إنّ أحدكم ليموت قبل أجله بثلاثين سنة، لكنت صادقاً؛ وذلك أنّكم تتركون زيارته، فلا تَدَعوا زيارته يمدّ اللّه في أعماركم ويزيد في أرزاقكم، وإذا تركتم زيارته نَقَص اللّه من أعماركم وأرزاقكم، فتنافسوا في زيارته ولا تَدَعوا ذلك، فإنّ الحسين بن عليّ شاهد لكم عند اللّه وعند رسوله وعند عليّ وفاطمة.

ورواها الشيخ المفيد عن ابن قُولَوَيه بنفس الإسناد، وذكرها الشيخ الطوسيّ بإسناده عن ابن قُولَوَيه.395

وذكرها ابن المشهديّ في مزاره، والمجلسيّ، والحرّ العامليّ.396

وقد تعرّضنا لوثاقة رجال السند، وبقي الكلام في وثاقة محمّد بن عبد الحميد، وسيف بن عُمَيرة، ومنصور بن حازم:

وثاقة محمّد بن عبد الحميد

عدّه البرقيّ في رجاله في أصحاب الرضا عليه السلام بعنوان «محمّد بن عبد الحميد العطّار» .397

وأورده النجاشيّ في رجاله بعنوان «محمّد بن عبد الحميد بن سالم العطّار» ، وذكر أنّه كان ثقةً من أصحابنا الكوفيّين .398

وذكره الشيخ في فهرسته399.

وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الرضا عليه السلام قائلاً : «محمّد بن عبد الحميد العطّار : أبوه عبد الحميد بن سالم العطّار ، مولىً لبَجِيلة ».

واُخرى في أصحاب العسكريّ عليه السلام قائلاً

: «محمّد بن عبد الحميد العطّار : كوفيّ ، مولى بَجِيلة ».

وثالثةً فيمن لم يروِ عن الأئمّة عليهم السلام قائلاً : «محمّد بن عبد الحميد : روى عنه ابن الوليد ».400

وثاقة سيف بن عَميرة

عدّه البرقيّ في رجاله تارةً في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : «سيف بن عَميرة ، النَّخَعي : عربيّ ، كوفيّ ».

واُخرى في أصحاب الكاظم عليه السلام بعنوان «سيف بن عَميرة» .401

وأورده النجاشيّ في رجاله قائلاً: «سيف بن عَميرة النَّخَعي: عربي، كوفيّ، ثقة».402

وذكره الشيخ في فهرسته قائلاً : «سيف بن عَميرة : ثقة ، كوفيّ ، نخعيّ ، عربيّ ».403

وذكره في رجاله تارةً بعنوان «سيف بن عَميرة النَّخَعي الكوفي» ، واُخرى دون لقب قائلاً : «سيف بن عَميرة : له كتاب، روى عن أبي عبد اللّه عليه السلام ».404

وثاقة منصور بن حازم

عدّه البرقيّ في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام بعنوان «منصور بن حازم» .405

وذكر الكشّيّ مدحه.406

وأورده النجاشيّ في رجاله مع وصفه بالبَجَلي ، وذكر أنّه ثقة، عين، صدوق ، من أجلّة أصحابنا وفقهائهم .407

وذكره الشيخ في فهرسته.408

وذكره في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : «منصور بن حازم البَجَلِي : مولاهم ، كوفيّ أسند عنه ».409

فتحصّل من جميع ما ذكرنا أنّ رجال هذا السند كلّهم من الثقات الأجلاّء، وعليه فالحديث صحيح أعلائي.

وقد سبق الكلام في أنّ اعتماد قدمائنا في تقييم الحديث _ فضلاً عن وثاقة الراوي _ كان على ذكر الحديث في الكتب المعتبرة، وهذه الرواية ذُكرت في كتاب النوادر لمحمّد بن عبد الحميد وكان من الكتب المعتمدة عند أصحابنا.

وإليك تفصيل الكلام من هذه الجهة:

إذا راجعنا رجال النجاشيّ، وجدنا أنّه ذكر في ترجمة محمّد بن عبد الحميد أنّ له كتاب النوادر، ولقد رواه النجاشيّ عن طريق

ابن شاذان، عن أحمد بن محمّد بن يحيى، عن عبد اللّه بن جعفر الحِميَري، عن محمّد بن عبد الحميد.

وهذا يعني أنّ عبد اللّه بن جعفر الحِميَريّ روى نسخة من كتاب محمّد بن عبد الحميد، ونجد في تراثنا الحديثيّ خلال مواضع متعدّدة رواية الحِميَريّ عن محمّد بن عبد الحميد.410

وعندما سافر منصور بن حازم الكوفيّ إلى المدينة سمع هذا الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام، ونقله في الكوفة إلى سيف بن عُمَيرة الكوفيّ، ولمّا أراد محمّد بن عبد الحميد أن يكتب كتاب نوادره، ذكر فيه هذا الحديث الذي سمعه من شيخه واُستاذه سيف بن عُمَيرة.

فالمصدر الأوّل لهذا الحديث هو كتاب النوادر لمحمّد بن عبد الحميد، ولمّا خرج عبد اللّه بن جعفر الحِميَريّ من مدينة قمّ إلى الكوفة لأخذ الحديث، تحمّل هذا الكتاب من محمّد بن عبد الحميد، ونقله إلى مدينة قمّ. فأصل الكتاب كان كوفياً، غير أنّه صار في هذه الطبقة قمّياً.

وبعد ذلك تحمّل محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحِميَريّ هذا الكتاب من والده، وسمعه ابن قُولَوَيه منه.

فكتاب محمّد بن عبد الحميد كان عند ابن قُولَوَيه، وكان له طريق صحيح إليه ولمّا أراد أن يكتب كامل الزيارات، أخذ هذا الحديث من كتاب محمّد بن عبد الحميد.

فتبيّن أنّ رواية منصور بن حازم من أصحّ ما عندنا من الروايات رجاليّاً وفهرستياً، فرجال هذه الرواية كلّهم من الثقات الأجلاّء، كما أنّ المصدر الذي ذُكرت فيه هذه الرواية كان معتبراً أيضاً.

تتميم

هناك أحاديث عديدة رواها ابن قُولَوَيه، ومضمونها يؤيّد صحيحة منصور بن حازم، نذكرها تتميماً للفائدة:

الحديث الأوّل: صحيحة محمّد بن مسلم الذي بسطنا الكلام حول صحّتها وشرحنا أسانيدها الخمسة في الفصل الأوّل من كتابنا هذا. حيث ذكر في صدر الرواية أنّه

قال أبو عبد اللّه عليه السلام : مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين بن عليّ عليه السلام؛ فإنّ إتيانه يزيد في الرزق، ويمدّ في العمر، ويدفع مدافع السوء.411

الحديث الثاني: روى عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن إسماعيل، عمّن حدّثه، عن عبد اللّه بن وضّاح ، عن داود الحمار، عن أبي عبد اللّه عليه السلام : من لم يزر قبر الحسين عليه السلام، فقد حُرم خيراً كثيراً، ونَقَص من عُمُره سنةً.412

الحديث الثالث: روى عن الحسن بن عبد اللّه بن محمّد بن عيسى، عن أبيه عبد اللّه بن محمّد بن عيسى الأشعريّ، عن الحسن بن محبوب، عن صبّاح الحذّاء، عن محمّد بن مروان، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: سمعته يقول: زوروا الحسين عليه السلام ولو كلّ سنة، فإنّ كلّ من أتاه عارفاً بحقّه غير جاحدٍ، لم يكن له عوض غير الجنّة، ورُزق رزقاً واسعاً، وآتاه اللّه من قِبَله بفرجٍ عاجل.413

الحديث الرابع: روى عن أبيه وجماعة مشايخه، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن بعض أصحابنا، عن أبان، عن عبد الملك الخَثعَمي، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال لي: يا عبد الملك، لا تدع زيارة الحسين بن عليّ عليهماالسلام ، ومر أصحابك بذلك، يمدّ اللّه في عمرك، ويزيد اللّه في رزقك، ويحييك اللّه سعيداً، ولا تموت إلاّ سعيداً، ويكتبك سعيداً.414

صحيحة الريّان بن شَبيب

اشارة

روى الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام والأمالي، عن اُستاذه محمّد بن عليّ ماجِيلَوَيه، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن الريّان بن شَبيب (في حديثٍ طويل أخذنا منه موضع الحاجة)، عن الإمام الرضا عليه السلام :

يابن شَبيب، إن بكيت على

الحسين عليه السلام حتّى تصير دموعك على خدّيك، غفر اللّه لك كلّ ذنبٍ أذنبته، صغيراً كان أو كبيراً، قليلاً كان أو كثيراً.

يابن شَبيب، إن سَرّك أن تلقى اللّه عزّ وجلّ ولا ذنبَ عليك ، فزر الحسين عليه السلام.

يابن شَبيب، إن سَرّك أن تسكن الغرف المبنية في الجنّة مع النبيّ وآله صلوات اللّه عليهم، فالعن قتلة الحسين عليه السلام.

يابن شَبيب إن سَرّك أن يكون لك من الثواب مثلما لمن استشهد مع الحسين عليه السلام، فقل متى ما ذكرته: «يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظيماً».

يابن شَبيب إن سَرّك أن تكون معنا في الدرجات العُلى من الجنان، فاحزن لحزننا، وافرح لفرحنا، وعليك بولايتنا، فلو أنّ رجلاً تولّى حجراً لحشره اللّه معه يوم القيامة.415

ذكرها السيّد ابن طاوس، والعلاّمة المجلسيّ، والحرّ العامليّ.416

وقد تعرّضنا لوثاقة رجال السند، وبقي الكلام في حال محمّد بن عليّ ماجِيلَوَيه، والريّان بن شَبيب:

حال محمّد بن عليّ، ماجِيلَوَيه

هناك رجلان معروفان بماجيلَوَيه؛ أوّلهما: محمّد بن عبيد اللّه بن عمران البرقي، وثانيهما: محمّد بن عليّ بن محمّد بن عبيد اللّه بن عمران البرقي.

ففي الواقع أنّ ماجيليويه الثاني هو حفيد الأوّل، ونحن نعبّر عن الأوّل بماجيلويه الجدّ، وعن الثاني بماجيلويه الحفيد. أمّا ماجيلويه الجدّ فقد ذكره النجاشيّ في رجاله قائلاً: «محمّد بن أبي القاسم عبيد اللّه بن عمران...سيّد من أصحابنا القمّيّين، ثقة عالم فقيه...»417 .

وأمّا ماجيلويه الحفيد فلم يُذكر له في كتب الرجال توثيق صريح، وربّما يُستدلّ على وثاقته بكونه من مشايخ الصدوق، كما أنّ العلاّمة صحّح طريق كتاب الفقيه إلى منصور بن حازم ومعاويه بن وهب، وفيه ذكر ماجيلويه الحفيد.418

والحاصل، إنّ ماجيلويه الحفيد كان طريقاً إلى تراث على ّ بن إبراهيم القمّيّ، فالشيخ الصدوق روى عن طريق ماجيلويه

الحفيد كتاب على ّ بن إبراهيم، وسنذكر فيما بعد أنّ على ّ بن إبراهيم ألّف كتاب النوادر، وكان هذا الكتاب معتبراً ومشهوراً عند قدماء أصحابنا، وكان اعتماد الشيخ الصدوق على ماجيلويه الحفيد لأنّه كان مجرّد طريق إلى كتابٍ مشهور.

وثاقة الريّان بن شَبيب

مدحه الكشّيّ في رجاله419.

وأورده النجاشيّ في رجاله قائلاً: «ريّان بن شَبيب، خال المعتصم، ثقة، سكن قمّ، روى عنه أهلها».420

ووثّقه العلاّمة في خلاصة الأقوال421 وذكره ابن داود في رجاله.422

فتحصّل أنّ الشواهد تدلّ على قبول رواية رجال هذا الحديث، وعليه يكون الحديث مصححّاً.

وقد سبق الكلام في أنّ اعتماد قدمائنا في تقييم الحديث _ فضلاً عن وثاقة الراوي _ كان على ذكر الحديث في الكتب المعتبرة، وهذه الرواية ذُكرت في كتاب النوادر لإبراهيم بن هاشم، وهو كتاب معتمد عند أصحابنا.

وإليك تفصيل الكلام من هذه الجهة:

إذا راجعنا رجال النجاشيّ وفهرست الطوسيّ، نجد أنّهما ذكرا كتاب النوادر في عداد كتب إبراهيم بن هاشم، كما رويا هذا الكتاب بالإسناد عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم.423

فإنّ إبراهيم بن هاشم سمع هذا الحديث من ريّان بن شَبيب فأدرجه في كتابه النوادر، ثمّ قام ابنه عليّ بن إبراهيم بتحمّله من أبيه، ثمّ تحمّله ماجِيلَوَيه من شيخه عليّ بن إبراهيم.

والحاصل أنّه عند ماجِيلَوَيه نسخة من كتاب النوادر لإبراهيم هاشم، وهي نسخة ابنه علي.

وإذا راجعت إلى التراث الحديثيّ للشيخ الصدوق، وجدت أنّه روى في أكثر من أربعين حديثاً عن ماجِيلَوَيه، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه. وهذه الأخبار تؤيّد ما ذكرنا من أنّ ماجِيلَوَيه روى كتاب النوادر لإبراهيم بن هاشم القمّيّ424.

وكتاب النوادر لإبراهيم بن هاشم كان عند الشيخ الصدوق، فإنّه قد تحمّله من اُستاذه ماجِيلَوَيه، عن عليّ بن إبراهيم، عن إبراهيم بن

هاشم.

فتبيّن أنّ مصححّة الريّان بن شَبيب من الروايات المعتبرة، كما أنّ المصدر الذي ذُكرت فيه كان معتبراً أيضاً.

وبعد أنّ ثبت بمصححّة ابن شَبيب أنّ زيارة الإمام الحسين عليه السلام توجب غفران الذنوب، نذكر الأحاديث التي تؤيّد هذا المعنى تتميماً للفائدة:

الحديث الأوّل: روى الشيخ الصدوق عن أبيه وابن الوليد، عن أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمّد بن عيسى الأشعريّ، عن عليّ بن إسماعيل، عن محمّد بن عمرو الزيّات، عن فائِدٍ الحنّاط، عن أبي الحسن موسى عليه السلام، قال: من زار قبر الحسين عليه السلام عارفاً بحقّه، غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر.425

الحديث الثاني: روى ابن قولويه عن محمّد بن جعفر الرزّاز، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن الحكم بن مِسكين، عن هِند الحنّاط، عن أبي عبد اللّه عليه السلام مثله.426

الحديث الثالث: روى الشيخ الصدوق عن القطّان، عن السُّكَّري، عن الجوهري، عن أحمد بن عيسى، عن عمّه محمّد بن عبد اللّه، عن زيد بن عليّ عليه السلام، قال: من أتى قبر الحسين عليه السلام عارفاً بحقّه، غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر.427

الحديث الرابع: روى ابن قُولَوَيه عن محمّد بن جعفر الرزّاز، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن صفوان، عن ابن مُسكان، عن أبي عبد اللّه عليه السلام.

وروى الشيخ الصدوق عن ابن الوليد، عن الصفّار، عن يعقوب بن يزيد، عن صفوان، عن ابن مُسكان مثله.428

الحديث الخامس: روى الشيخ الكلينيّ عن الحسين بن محمّد، عن مُعلّىّ بن محمّد، عن أبي داود المُستَرِقّ، عن بعض أصحابنا، عن مثنّى الحنّاط، عن أبي الحسن موسى عليه السلام مثله.429

الحديث السادس: روى ابن قُولَوَيه عن القاسم بن محمّد بن عليّ، عن أبيه، عن جدّه، عن عبد اللّه بن حمّاد الأنصاري، عن

عبد اللّه بن سنان، عن أبي عبد اللّه عليه السلاممثله.430

الحديث السابع: روى ابن قُولَوَيه عن محمّد بن جعفر الرزّاز، عن ابن أبي الخطّاب، عن محمّد بن إسماعيل، عن صالح بن عُقبَة، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، مثله.431

الحديث الثامن: روى الشيخ الصدوق عن الطالقاني، عن أحمد الهمداني، عن المنذر بن محمّد، عن جعفر بن سليمان، عن عبد اللّه بن الفضل في حديثٍ عن أبي عبد اللّه عليه السلام : من زار قبر أبي عبد اللّه الحسين بن عليّ عليهماالسلام وهو يعلم أنّه إمامٌ مفترض الطاعة على العباد، غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر.432

الحديث التاسع: روى الشيخ الصدوق عن ابن إدريس، عن أبيه، عن الأشعريّ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن ابن فضّال، عن محمّد بن الحسين بن كثير، عن هارون بن خارجة في حديثٍ عن أبي عبد اللّه عليه السلام : واللّه من زاره عارفاً بحقّه، غفر اللّه له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر.433

الحديث العاشر روى ابن قُولَوَيه عن أبيه، عن سعد، عن العبّاس بن عامر، عن يوسف الأنباري، عن فائِدٍ الحنّاط في حديثٍ عن أبي عبد اللّه عليه السلام: من أتى قبر الحسين بن عليّ عليه السلام عارفاً بحقّه، غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر.434

تتميم

صرّحت مصححّة الريّان بن شَبيب بأنّ زيارة الإمام الحسين عليه السلام توجب غفران جميع الذنوب وأرى من المناسب أن اُشير إلى آثار الذنوب وعواقبها ؛ حتّى نعرف مدى عظمة فضيلة زيارة الإمام الحسين عليه السلام بحيث تمحو الذنوب التي تُبعد الإنسان عن اللّه ، فنقول :

1 _ عن أبي عبد اللّه عليه السلام : أما أنّه ليس من عِرقٍ يضرب ولا نَكبَةٍ ولا صَداعٍ ولا مَرضٍ، إلاّ بذنبٍ، وذلك

قول اللّه عزّ وجلّ في كتابه: «وَ مَآ أَصَ_بَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُوا عَن كَثِيرٍ»435.

2 _ عن أبي جعفر عليه السلام : ما من نَكبةٍ تصيب العبد إلاّ بذنبٍ، وما يعفو اللّه عنه أكثر.436

3 _ «عن أبي اُسامة، عن أبي عبد اللّه عليه السلام : تعوّذوا باللّه من سَطوَات اللّه بالليل والنهار. قال: قلت له: وما سطوات اللّه؟ قال: الأخذ على المعاصي».437

4 _ عن أبي جعفر عليه السلام : إنّ العبد ليذنب الذنب فيُزوى عنه الرزق.438

5 _ عن أبي عبد اللّه عليه السلام : إذا أذنب الرجل خرج في قلبه نكتة سوداء، فإن تاب انمحت، وإن زاد زادت حتّى تغلب على قلبه، فلا يفلح بعدها أبداً.439

وبعد أن عرفت آثار الذنوب وتبعاتها، فاعلم أنّ اللّه تعالى أقرّ طرقاً لمحو آثارها وإزالة تبعاتها ، فاللّه تعالى لا تضرّه معصية من عصاه ، وهو غنيّ عن عذاب الخلق، لذا سبقت رحمته غضبه ، فمن آثار رحمته أنّه وضع أسباباً لمحو تبعات هذه الذنوب والتجاوز عنها بعفوه ، منها الاستغفار والتوبة والإنابة إليه ، ومنها تعظيم نبيّه صلى الله عليه و آله والتقرّب إليه وإلى أهل بيته عليهم السلام أئمّة الهدى ، بزيارتهم في حياتهم والاختلاف إلى قبورهم وزيارتها بعد مماتهم.

إنّ النبيّ وأهل بيته هم من ارتضى اللّه شفاعتهم يوم القيامة بصريح القرآن والسنّة ، فهم سفينة النجاة التي من ركبها نجا ، وإنّ ركوبها ليس حكراً على أزمنتهم وليسوا إذا ما ماتوا حرمت الأجيال اللاّحقة من الركوب في هذه السفينة ، فهم منقذو البشرية إلى يوم القيامة ، وهم الشفعاء المرضيّون عند ربّهم، يشفعون لمن ارتضى اللّه ، وينقذون المذنبين من تبعات ذنوبهم ، وإلاّ ما معنى «من تمسّك بهم نجا» ؟

ومن مشيئته تعالى

أنّه جعل زيارة قبور النبيّ صلى الله عليه و آله والأئمّة عليهم السلام من أهمّ أسباب غفران الذنوب . وهذا ما أقرّته تلك الصحيحة من إخبار الإمام الصادق عليه السلام بأنّ اللّه يغفر لزوّار قبر الإمام الحسين عليه السلام ذنوبهم حتّى يلقوا اللّه بلا ذنب.

صحيحة أبي حمزة الثُّماليّ

اشارة

روى ابن قُولَوَيه في كامل الزيارات عن ابن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن الحسن بن عليّ بن المغيرة، عن العبّاس بن عامر، عن أبان بن عثمان، عن أبي حمزة الثُّماليّ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال:

إنّ اللّه وكّل بقبر الحسين عليه السلام أربعة آلاف ملك شُعثاً غُبراً ؛ يبكونه من طلوع الفجر إلى زوال الشمس، فإذا زالت هبط أربعة آلاف ملك، وصعد أربعة آلاف ملك، فلم يزل يبكونه حتّى يطلع الفجر، ويشهدون لمن زاره بالوفاء، ويشيّعونه إلى أهله، ويعودونه إذا مرض، ويصلّون عليه إذا مات.440

وذكرها العلاّمة المجلسيّ، والمحدّث النوري.441

وقد تعرّضنا لوثاقة ابن قُولَوَيه، وابن الوليد، والصفّار، والآن نتعرّض لوثاقة سائر رجال السند:

وثاقة الحسن بن عليّ بن المغيرة

أورده النجاشيّ في رجاله قائلاً: «الحسن بن عليّ بن عبد اللّه بن المغيرة ، البَجَلي : مولى جُندَب بن عبد اللّه ، أبو محمّد ، من أصحابنا الكوفيّين ، ثقة ثقة ».442

وذكره الشيخ في فهرسته ،443 ووثّقه ابن داود في رجاله،444 والعلاّمة في خلاصة الأقوال.445

وثاقة العبّاس بن عامر

أورده النجاشيّ في رجاله قائلاً: «العبّاس بن عامر بن رَبَاح : أبو الفضل الثقفي ، القَصَباني ، الصدوق ، الثقة ، كثير الحديث ».446

وذكره الشيخ في فهرسته447.

وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الكاظم عليه السلام بعنوان «العبّاس بن عامر» ، واُخرى فيمن لم يروِ عن الأئمّة عليهم السلام قائلاً : «العبّاس بن عامر القَصَباني : روى عنه أيّوب بن نوح ».448

وثاقة أبان بن عثمان

عدّه البرقيّ

في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام بعنوان «أبان بن عثمان الأحمر» .449

وأورده النجاشيّ في رجاله قائلاً : «أبان بن عثمان البَجَلي : مولاهم ، أصله كوفيّ، كان يسكنها تارةً والبصرة تارةً ، وقد أخذ عنه أهلها... روى عن أبي عبد اللّه وأبي الحسن موسى عليهماالسلام ».450

وذكره الشيخ في فهرسته.451

وذكره في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام.452

كما ذكره ابن حبّان في الثقات قائلاً : «روى عنه أهل الكوفة» .453

وذكره الذهبيّ في الميزان قائلاً : «لم يُترك بالكلّيّة ، وأمّا العقيلي فاتّهمه» .454

ولقد ذكره الكشّيّ فيمن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ عنهم ، وأنّه كان من أهل البصرة وكان يسكن الكوفة، وكان من الناوسيّة .455

والناوسيّة أتباع رجل يقال له ناوس، وقيل : نُسبوا إلى قريه ناوسا، وذهبوا إلى أنّ الإمام الصادق عليه السلام حيّ بعد، ولن يموت حتّى يظهر أمره وهو القائم المهدي.456

ولذلك ذهب العلاّمة في خلاصة الأقوال إلى أنّ أبان بن عثمان كان فاسد المذهب، ولكنّه صرّح بأنّ الأقرب عنده هو قبول رواية أبان بن عثمان ؛ للإجماع الذي ذكره الكشّيّ.457

وأفاد ابن داود في رجاله: «إنّ أبان كان ناوسياً، فهو بالضعفاء أجدر، لكنّه ذكرته هنا لثناء الكشّيّ عليه، وإحالته على الإجماع المذكور».458

هذا وذكر السيّد الخوئي أنّه ذُكر في بعض نسخ الكشّيّ «كان من القادسيّة» بدل «كان من الناوسيّة» ، حيث قال : «الظاهر أنّ الصحيح هو الأخير ، وقد حُرّف وكُتب : وكان من الناوسيّة ».459

واستشهد على ذلك بشهادة النجاشيّ والشيخ الطوسي على أنّ أبان روى عن أبي الحسن عليه السلام ، ومعه كيف يمكن أن يكون من الناوسيّة وهم الذين وقفوا على أبي عبد اللّه عليه السلام ؟

وإن قلنا بمقالة ابن داود والعلاّمة فالرواية موثّقة، ولكن بناءً

على ما ذكرنا من أنّ أبان بن عثمان لم يكن ناوسياً فالرواية صحيحة.

وثاقة أبي حمزة الثُّماليّ

عدّه البرقيّ في رجاله تارةً في أصحاب السجّاد عليه السلام قائلاً : «أبو حمزة الثُّمالي ّ، ثابت بن دينار : وكُنية دينار أبو صفيّة »، واُخرى في أصحاب الصادق عليه السلام، وثالثةً في أصحاب الكاظم عليه السلام بنفس العنوان .460

ووثّقه الكشّيّ ، وروى رواياتٍ عديدة في مدحه.461

وذكره النجاشيّ بعنوان «ثابت بن أبي صفيّة : أبو حمزة الثُّماليّ» ، ووثّقه ، وذكر أنّه لقي عليّ بن الحسين وأبا جعفر وأباعبد اللّه وأبا الحسن عليهم السلام ، وكان من خيار أصحابنا ومعتمدهم في الرواية والحديث .462

وذكره الشيخ في رجاله تارةً في أصحاب السجّاد عليه السلام قائلاً : «ثابت بن أبي صفيّة دينار الثُّماليّ، الأزدي : يُكنّى أبا حمزة الكوفيّ ، مات سنة مئة وخمسين ».

واُخرى في أصحاب الباقر عليه السلام قائلاً : «ثابت بن دينار : أبو صفيّة الأزدي ، الثُّماليّ ، يُكنّى أبا حمزة ».

وثالثةً في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : «ثابت بن أبي صفيّة : دينار الأزدي ، الثُّماليّ ، الكوفي ، يُكنّى أبا حمزة ، مات سنة خمسين ومئة ».

ورابعةً في أصحاب الكاظم عليه السلام بعنوان «ثابت بن دينار» ، وقال : «اختُلف في بقائه إلى وقت أبي الحسن موسى عليه السلام ، روى عن عليّ بن الحسين ومَن بعده عليهم السلام ، له كتاب ».463

وذكره في فهرسته قائلاً : «ثابت بن دينار : يُكنّى أبا حمزة ، الثُّماليّ ، وكنية دينار أبو صفيّة ، ثقة ».464

والحاصل، أنّ رجال هذا السند كلّهم من الثقات، وعليه فالحديث صحيح أعلائي.

وقد سبق الكلام في أنّ اعتماد قدمائنا في تقييم الحديث _ فضلاً عن وثاقة الراوي _ كان على ذكر الحديث في

الكتب المعتبرة، وهذه الرواية ذُكرت في كتاب المزار للصفّار وكان من الكتب المعتمدة عند أصحابنا فإنّا إذا راجعنا رجال النجاشيّ في ترجمة محمّد بن الحسن الصفّار وجدنا أنّه ذكر كتاب المزار من جملة كتب الصفّار.

ثمّ إنّ الشيخ الطوسيّ روى جميع كتب الصفّار عن طريق جماعة من مشايخه، عن الشيخ الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفّار.

هذا يعنى أنّ ابن الوليد روى كتاب المزار للصفّار أيضاً، ونجد في سند هذا الرواية أنّ ابن قُولَوَيه روى عن ابن الوليد، عن الصفّار.

ولمّا أراد ابن قُولَوَيه أن يكتب كتابه كان كتاب المزار للصفّار عنده، فأخذ منه هذا الحديث وأدرجه في كتابه.

فتبيّن أنّ رواية أبي حمزة الثُّماليّ من الروايات الصحيحة رجاليّاً وفهرستياً، فرجال الرواية كلّهم من الأجلاّء، كما أنّ المصدر الّذي ذُكرت فيه كان معتبراً أيضاً.

تتميم

بعد أن ثبت بصحيحة الثُّماليّ أنّ لزائر الإمام الحسين عليه السلام منزلة عظيمة بحيث إنّ الملائكة يشيّعونه ويعودونه في مرضه ويصلّون في موته، نذكر هنا الأحاديث التي تؤيّد هذا المعنى ، وهي كثيرة ونقتبس منها الأحاديث التالية بطرق مختلفة:

الحديث الأوّل: روى ابن قُولَوَيه عن محمّد بن جعفر الرزّاز، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن ابن بَزِيع، عن أبي إسماعيل السرّاج، عن يحيى بن معمّر العطّار، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام : أربعة آلاف ملك شُعث غُبر يبكون الحسين عليه السلام إلى يوم القيامة، فلا يأتيه أحد إلاّ استقبلوه، ولا يرجع أحد من عنده إلاّ شيّعوه، ولا يمرض أحد إلاّ عادوه، ولا يموت أحد إلاّ شهدوه.465

الحديث الثاني: روى ابن قُولَوَيه عن أبيه، عن سعد، عن محمّد بن الحسين، عن موسى بن سعدان، عن عبد اللّه بن القاسم، عن عمر بن أبان، عن أبي عبد

اللّه عليه السلاممثله.466

الحديث الثالث: روى ابن قُولَوَيه عن جعفر بن محمّد الرزّاز، عن إبراهيم بن عبد اللّه بن نَهيك، عن ابن أبي عُمَير، عن سَلَمة صاحب السابِرِي، عن أبي الصبّاح الكِنانيّ، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: إنّ إلى جانبكم قبراً ما أتاه مكروب إلاّ نفّس اللّه كَربَه وقضى حاجته، وإنّ عنده أربعة آلاف ملك منذ يوم قُبض شُعثاً غُبراً ؛ يبكونه إلى يوم القيامة، فمن زاره شيّعوه، ومن مرض عادوه، ومن مات اتّبعوا جنازته.467

الحديث الرابع: روى ابن قُولَوَيه عن ابن الوليد، عن الصفّار، عن الحسن بن عليّ بن عبد اللّه، عن العبّاس بن عامر، عن أبان، عن أبي حمزة، عن أبي عبد اللّه عليه السلام : إنّ اللّه وكّل بقبر الحسين عليه السلام أربعة آلاف ملك شُعثاً غُبراً يبكونه من طلوع الفجر إلى زوال الشمس، فإذا زالت هبط أربعة آلاف ملك، وصعد أربعة آلاف ملك، فلم يزل يبكونه حتّى يطلع الفجر ، ويشهدون لمن زاره بالوفاء، ويشيّعونه إلى أهله، ويعودونه إذا مرض ، ويصلّون عليه إذا مات.468

الحديث الخامس: روى الشيخ الصدوق عن أبيه، عن الحِميَري، عن محمّد بن الحسين، عن موسى بن سعدان، عن عبد اللّه بن القاسم، عن عمر بن أبان الكَلبي، عن ابن تَغلِب، عن أبي عبد اللّه عليه السلام : إن أربعة آلاف ملك عند قبر الحسين عليه السلام، شُعثاً غُبراً يبكونه إلى يوم القيامة، رئيسهم ملك يقال له: منصور، فلا يزوره زائر إلاّ استقبلوه، ولا يودّعه مُودّع إلاّ شيّعوه، ولا يمرض إلاّ عادوه، ولا يموت إلاّ صلّوا على جنازته واستغفروا له بعد موته.469

الحديث السادس: روى الشيخ الصدوق عن أبيه، عن سعد، عن ابن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمّد، عن إسحاق

بن إبراهيم، عن هارون بن خارجة، عن أبي عبد اللّه عليه السلام : وكّل اللّه بقبر الحسين عليه السلام أربعة آلاف ملك، شُعثاً غُبراً يبكونه إلى يوم القيامة، فمن زاره عارفاً بحقّه شيّعوه حتّى يبلغوه مأمنه، وإن مرض عادوه غُدوةً وعَشيةً، وإن مات شهدوا جنازته واستغفروا له إلى يوم القيامة.470

الخاتمة

اشارة

بعد أن استقصينا الروايات الصحيحة في فضل زيارة الحسين عليه السلام وآثارها، رأينا أنّه من المناسب أن ندقّق فيما روي في باب الزيارات المطلقة للإمام الحسين عليه السلام، ونذكر في المقام ما هو الأصحّ ، فنقول:

روى ابن قُولَوَيه عن أبيه وجماعة مشايخه، عن سعد بن عبد اللّه، عن الحسن بن عليّ بن المغيرة، عن العبّاس بن عامر، عن أبان بن عثمان، عن الحسن بن عطيّة، عن بيّاع السابِرِيّ:

قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام وهو يقول: من أتى قبر الحسين عليه السلام كتب اللّه له حجّة وعمرة أو عمرة وحجّة.

قال: قلت: جُعلت فداك، فما أقول إذا أتيته؟

قال: تقول:

السلام عليك يا أبا عبد اللّه، السلام عليك يا ابن رسول اللّه، السلام عليك يوم ولِدت ويوم تموت ويوم تُبعث حيّاً، أشهد أنّك حيّ شهيد تُرزق عند ربّك، وأتوالَى وليّك وأبرأ من عدوّك، وأشهد أنّ الذين قاتلوك وانتهكوا حرمتك ملعونون على لسان النبيّ الأُمّي. وأشهد أنّك قد أقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، وجاهدت في سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة. أسأل اللّه وليّك ووليّنا أن يجعل تحفتنا من زيارتك الصلاة على نبيّنا، والمغفرة لذنوبنا، اشفع لي يا ابن رسول اللّه عند ربّك».471

وذكرها العلاّمة المجلسيّ في بحار الأنوار.472

وقد تعرّضنا لوثاقة رجال السند، وبقي الكلام في وثاقة الحسن بن عطيّة، وعمر بن يزيد:

توثيق الحسن بن عطيّة

ذكره الشيخ الطوسيّ في رجاله في

أصحاب الصادق عليه السلام، تارةً بعنوان «الحسن بن عطيّة المحاربي الدَّغشِيّ أبو ناب الكوفيّ»، واُخرى قائلاً: «الحسن بن عطيّة، أبو ناب الدَّغشِيّ، أخو مالك وعليّ».473

ووثّقه العلاّمة في رجاله قائلاً: «الحسن بن عطيّة الحنّاط المحاربيّ، الكوفيّ، مولى، ثقة، وأخواه أيضاً محمّد وعليّ، كلّهم رووا عن أبي عبد اللّه».474

توثيق عمر بن يزيد

عدّه البرقيّ في رجاله تارةً في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : «عمر بن يزيد : بيّاع السابريّ ، وكنيته أبو الأسود ، مولى ثقيف ».

واُخرى في أصحاب الكاظم عليه السلام بعنوان «عمر بن يزيد» .475

وروى الكشّيّ مدحه.476

وأورده النجاشيّ في رجاله قائلاً : «عمر بن محمّد بن يزيد : أبو الأسود ، بيّاع السابِريّ ، مولى ثقيف ، كوفيّ ، ثقة ، جليل ، أحد مَن كان يفِدُ في كلّ سنة ، روى عن أبي عبد اللّه وأبي الحسن عليهماالسلام ».477

ووثّقه الشيخ في فهرسته478.

وذكره في رجاله تارةً في أصحاب الصادق عليه السلام قائلاً : «عمر بن يزيد : بيّاع السابِريّ ، كوفيّ ».

واُخرى قائلاً : «عمر بن يزيد : الثقفي ، مولاهم ، البزّاز ، الكوفي ».

وذكره أيضا في أصحاب الكاظم عليه السلام قائلاً : «عمر بن يزيد : بيّاع السابريّ ، ثقة ، له كتاب ».479

فتحصّل من جميع ما ذكرنا أنّ رجال هذا السند كلّهم من الثقات، وعليه فالحديث صحيح.

وقد سبق الكلام في أنّ اعتماد قدمائنا في تقييم الحديث _ فضلاً عن وثاقة الراوي _ كان على ذكر الحديث في الكتب المعتبرة التي تحمّلها المشايخ، وهذه الرواية ذُكرت في كتاب المزار لسعد بن عبد اللّه وكان من الكتب المعتمدة عند أصحابنا.

وإليك تفصيل الكلام من هذه الجهة:

إنّ النجاشيّ ذكر كتاب المزار في عداد كتب سعد بن عبد اللّه الأشعريّ، ورواه عن

طريق الشيخ المفيد وغيره، عن جعفر بن محمّد بن قُولَوَيه، عن أبيه وأخيه، عن سعد.480

كما أنّ الشيخ الطوسيّ روى هذا الكتاب عن طريق الشيخ الصدوق، عن ابن الوليد، عن سعد بن عبد اللّه.

وهذا الطريق نفس الطريق الذي نجده في سند هذه الرواية، فإنّ جماعة من مشايخ ابن قُولَوَيه (ومنهم ابن الوليد) رووا هذه الحديث عن سعد بن عبد اللّه.

وكان سعد بن عبد اللّه ذكر هذه الرواية في كتابه المزار، وبعد ذلك قام جماعة من المشايخ كابن الوليد وغيره بتحمّل الكتاب وسماعه من مؤلّفه.

ففي الواقع أنّه كان عند مشايخ قمّ نسخة من كتاب المزار لسعد بن عبد اللّه، ثمّ تحمّل ابن قُولَوَيه كتاب المزار لسعد من مشايخه، وقام بإخراج الحديث منه.

فتبيّن أنّ رواية بيّاع السابِرِيّ كانت من الأحاديث الصحيحة رجاليّاً وفهرستياً، فرجال الرواية كلّهم من الأجلاّء، كما أنّ المصدر الذي ذُكرت فيه كان معتبراً أيضاً.

تتميم

روى عمّار بن موسى الساباطي زيارة اُخرى للإمام الحسين عليه السلام، ولا بأس بصرف الجهد في تحقيق سندها: فقد روى ابن قُولَوَيه عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّه وعبد اللّه بن جعفر الحِميَري، عن أحمد بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن عمرو بن سعيد المدائني، عن مُصدِّق بن صَدَقة، عن عمّار بن موسى الساباطي، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال:

تقول إذا أتيت إلى قبره: السلام عليك يا ابن رسول اللّه، السلام عليك يا ابن أمير المؤنين، السلام عليك يا أبا عبد اللّه، السلام عليك يا سيّد شباب أهل الجنّة ورحمة اللّه وبركاته، السلام عليك يا من رضاه من رضى الرحمان ، وسخطه من سخط الرحمان. السلام عليك يا أمين اللّه، وحجّة اللّه وباب اللّه، والدليل على اللّه، والداعي إلى

اللّه. أشهد أنّك قد حلّلت حلال اللّه وحرّمت حرام اللّه، وأقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، ودعوت إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة. وأشهد أنّك ومن قُتل معك شهداء أحياء عند ربّك تُرزقون، وأشهد أنّ قاتلك في النار، أدين اللّه بالبراءة ممّن قتلك، وممّن قاتلك وشايع عليك، وممّن جمع عليك، وممّن سمع صوتك ولم يعنك، يا ليتني كنت معكم فأفوز فوزاً عظيماً.481

وقد تعرّضنا لوثاقة ابن قُولَوَيه، وأبيه، وسعد بن عبد اللّه، وعبد اللّه بن جعفر الحِميَريّ، والآن نتعرّض لتوثيق سائر رجال السند:

أمّا أحمد بن الحسن بن عليّ بن فضّال، فقد ذكر الكشّيّ أنّه كان فطحيّا482، وأورده النجاشي في رجاله، وذكر أنّه كان فطحياً أيضاً، وكان ثقةً في الحديث.483

وذكره الشيخ في فهرسته قائلاً : «أحمد بن الحسن بن عليّ بن محمّد بن فضّال بن عمر بن أيمن : مولى عِكْرِمة بن رِبعي الفيّاض ، أبو عبد اللّه ، وقيل : أبو الحسين ، كان فطحيّا ، غير أنّه ثقة في الحديث ».484

وأمّا عمرو بن سعيد المدائني، فقد ذكر الكشّيّ أنّه كان فطحياً485، وأورده النجاشي في رجاله ووثّقه ، وذكر أنّه روى عن الرضا عليه السلام، وأنّ له كتابا يرويه جماعة .486

وأمّا توثيق مُصدِّق بن صَدَقة، فقد ذكره الكشّيّ في جماعة كانوا من الفطحية، وقال: «هؤلاء كلّهم فطحية، وهم من أجلاّء العلماء والفقهاء والعدول ».487

ونقل العلاّمة عن عليّ بن الحسن بن فضّال، أنّ مُصدِّق بن صَدَقة والحسن بن صَدَقة كانا من الثقات.488

وأمّا عمّار بن موسى الساباطي، فقد وثقه النجاشيّ في رجاله.489

والحاصل، أنّ رجال هذا السند كلّهم من الثقات، وعليه فالحديث معتبر، وبما أنّ فيه جماعة من الفطحية فهو موثّق.

ولو راجعنا ترجمة عمّار بن إسحاق في

فهرست الطوسيّ، وجدنا أنّه قال فيه: «له كتاب كبير جيّد معتمد»، ثمّ روى كتابه بالإسناد الأوّل عن سعد والحِميَري، عن أحمد بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن عمرو بن سعيد المدائني، عن مُصدِّق بن صَدَقة، عن عمّار.490

ونجد أنّ ابن قُولَوَيه روى بنفس الإسناد عن عمّار بن موسى، ومعنى ذلك أنّ هذه الرواية كانت مذكورة في كتاب عمّار بن موسى.

وكان عمّار بن موسى سمع هذا الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام وذكره في كتابه، ثمّ تحمّله أحمد بن الحسن بن عليّ بن فضّال عن طريق عمرو بن سعيد، عن مُصدِّق بن صَدَقة، ولمّا سافر سعد بن عبد اللّه والحِميَريّ إلى الكوفة، سمعا وتحمّلاه من أحمد بن الحسن بن عليّ بن فضّال، ونقلاه إلى مدينة قمّ، وبعد ذلك سمعه والد صاحب كامل الزيارات من شيخيه سعد والحِميَريّ ونقله إلى ولده.

فصاحب كامل الزيارات لمّا أراد أن يكتب كتابه كان كتاب عمّار بن موسى عنده، فأخذ الحديث منه وذكره في كتابه.

فتبيّن أنّ رواية عمّار بن موسى من الروايات الموثّقة المعتبرة، كما أنّ المصدر الذي ذُكرت فيه هذه الرواية كان معتبراً أيضاً.

* * *

فتحصّل من جميع ما سردناه لك في هذا الكتاب صحّة 11 حديثاً من الأحاديث الواردة في فضيلة زيارة الإمام الحسين عليه السلام، وقد عرفت أنّه ذُكر في هذه الأحاديث أنّ زيارته عليه السلام تزيد في العمر والرزق، وتدفع البلايا، وتوجب غفران الذنوب، وأنّ من أتى الحسين عارفاً بحقّه كتبه اللّه في أعلى علّيّين، وأنّ زيارته عليه السلام تعادل حجّة وعمرة، وأنّ زائر قبر الإمام الحسين عليه السلام تدعو له ملائكة السماء كما يدعو له رسول للّه، وأنّه يصافح رسول اللّه يوم القيامة، وأنّه كان كمن زار اللّه في عرشه.

وفي الختام أسأل

المولى القدير أن يثيبنا على ما بذلنا من الجهد ، وأن يجعل هذا الكتاب كتاباً ينتفع به المؤمنون ، ويزيل الريب به عن قلوب اُولئك الذين شكّوا في مضامين هذه الروايات التي بذلنا لإثبات صحّتها ما نرجو منه الإثابة، واللّه وليّ المؤمنين.

سيّدي ومولاي ، أيّها الحسين يا ابن رسول اللّه ! لقد اشتقت إلى زيارتك، ولا يطفئ هذه الصبابة غير التقلّب على جنبات قبرك الذي أضحى قبلة الزوّار .

وأنت تعلم يا سيّدي أنّ هذا الحبّ الذي يضطرم في قلبي كان حافزي إلى كتابة هذه السطور وتسويد هذه الوريقات ، ولا همّ لي غير أن أحظى برضاك وقبولك هديتي المزجاة راجياً الشفاعة، وأن أحصل على كلّ ما وُعِدنا بتلك الأحاديث التي أثبتُّ صحّتها لإخواني المؤمنين .

وأحمد اللّه وأشكره على إعداده الفرصة لي لإتمام هذا الكتاب، فوفّقني في هذا الأمر وانقاد لي ما تصعّب منه، وأثني عليه جزيل عطائه وجميل فعاله، أنّه وليّ حميد .

كما أرجو منه تبارك وتعالى _ قبول هذا العمل اليسير خالصاً لوجهه الكريم ، وإثابة قارئيه فننال به رضاه ، وأن يجعل سعينا كلّه ذخيرة للفوز في المعاد والقرب من نبيّه محمّد وآله الأطهار الميامين ، صلوات اللّه عليهم أجمعين ، والحمد للّه ربّ العالمين .

مهدي خدّاميان الآرانيّ

18 ذي الحجّة 1429 ه _ قمّ المقدّسة

قائمة المصادر

1 _ اختيار معرفة الرجال (رجال الكشّيّ) ، أبو جعفر محمّد بن الحسن المعروف بالشيخ الطوسيّ (ت 460 ه ) ، تحقيق : السيّد مهدي الرجائي ، قمّ : مؤسّسة آل البيت ، الطبعة الاُولى ، 1404 ه .

2 _ الاستذكار لمذهب علماء الأمصار ، الحافظ أبو عمر يوسف بن عبد اللّه بن محمّد

بن عبد البرّ القرطبي (ت 368 ه ) ، القاهرة : 1971 م .

3 _ الأعلام ، خير الدين الزركلي ( ت 1976 م ) ، بيروت : دار العلم للملايين ، 1990 م .

4 _ اقبال الأعمال، السيّد ابن طاوس، (ت 664 ه)، تحقيق: جواد القيّوميّ الإصفهانيّ، قمّ : مكتب الإعلام الإسلاميّ، الطبعة الاُولى.

5 _ الأمالي ، أبو عبد اللّه محمّد بن النعمان العُكبَري البغدادي المعروف بالشيخ المفيد (ت 413 ه ) ، بيروت : دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الثانية ، 1414 ه .

6 _ الأمالي ، محمّد بن عليّ بن بابويه القمّيّ (الشيخ الصدوق) (ت 381 ه ) ، تحقيق : مؤسّسة البعثة ، قمّ : مؤسّسة البعثة ، الطبعة الاُولى ، 1417 ه .

7 _ الإمامة والتبصرة من الحيرة، أبو الحسن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّيّ (ت 329 ه ) ، تحقيق : محمّد رضا الحسيني ، قمّ : مؤسّسة آل البيت ، الطبعة الاُولى 1407 ه .

8 _ إمتاع الأسماع فيما للنبيّ من الحفدة والمتاع ، الشيخ تقي الدين أحمد بن عليّ المقريزي (ت 845 ه ) .

9 _ إيضاح الاشتباه في ضبط أسماء الرجال وألقابهم ، الحسن بن يوسف بن عليّ المطهّر الحلّيّ ( ت 726 ه ) ، تحقيق : محمّد الحسّون ، قمّ : جماعة المدرّسين ، الطبعة الاُولى ، 1411 ه .

10 _ إيضاح الفوائد في شرح إشكالات القواعد ، فخر المحقّقين الشيخ أبو طالب محمّد بن العلاّمة الحلّي ( ت 771 ه ) ، تحقيق : حسين الموسوي الكرماني وعلي پناه الاشتهاردي وعبد الرحيم البروجردي ، قمّ : المطبعة العلمية ، الطبعة الاُولى

، 1387 ه .

11 _ بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار ، محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسيّ (ت 1110 ه ) ، تحقيق : دار إحياء التراث ، بيروت : دار إحياء التراث ، الطبعة الاُولى ، 1412 ه .

12 _ بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار ، محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسيّ (ت 1110 ه ) ، تحقيق : دار إحياء التراث ، بيروت : دار إحياء التراث ، الطبعة الاُولى ، 1412 ه .

13 _ تاج العروس من جواهر القاموس ، محمّد بن محمّد مرتضى الحسينيّ الزبيديّ (ت 1205 ه ) ، تحقيق : عليّ الشيري ، بيروت : دار الفكر ، الطبعة الاُولى ، 1414 ه .

14 _ تاريخ المدينة المنوّرة ، أبو زيد عمر بن شبّة النميريّ البصريّ (ت 262 ه ) ، تحقيق : فهيم محمّد شلتوت ، بيروت : دار التراث ، الطبعة الاُولى ، 1410 ه .

15 _ تحفة الأحوذيّ، المباركفوريّ (ت 1282 ه )، بيروت : دار الكتب العلمية، الطبعة الاُولى، 1410 ه .

16 _ تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في تفسير الكشّاف ، محمّد بن عبد اللّه بن يوسف الزيلعيّ ( ت 762 ه ) .

17 _ التفسير الكبير ومفاتيح الغيب (تفسير الفخر الرازيّ) ، أبو عبد اللّه محمّد بن عمر المعروف بفخر الدين الرازيّ (ت 604 ه ) ، بيروت : دار الفكر ، الطبعة الاُولى ، 1410 ه .

18 _ تفسير نور الثقلين ، عبد عليّ بن جمعة العروسيّ الحويزيّ (ت 1112 ه ) ، تحقيق : السيّد هاشم الرسوليّ المحلاّتيّ ، قمّ : مؤسّسة إسماعيليان ، الطبعة الرابعة، 1412 ه

.

19 _ تلخيص الحبير في تخريج الرافعي الكبير ، الإمام أبو الفضل أحمد بن عليّ بن حجر العسقلانيّ (ت 852 ه ) ، بيروت : دار الفكر .

20 _ التمهيد لما في الموطّأ من المعاني والأسانيد ، يوسف بن عبد اللّه القرطبيّ (ابن عبد البرّ) (ت 463 ه ) ، تحقيق : مصطفى العلويّ ومحمّد عبد الكبير البكريّ ، جدّة : مكتبة السواديّ ، 1387 ه .

21 _ تنوير الحوالك شرح على موطّأ مالك ، الإمام جلال الدين بن عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطيّ الشافعيّ ، تحقيق : عبد العزيز الخالديّ ، بيروت : دار الكتب العلمية ، الطبعة الاُولى ، 1418 ه .

22 _ التوحيد ، أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّيّ المعروف بالشيخ الصدوق (ت 381 ه ) ، تحقيق : هاشم الحسينيّ الطهرانيّ ، قمّ : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الاُولى ، 1398 ه .

23 _ توضيح المقال في علم الرجال ، الملاّ علي كنيّ ( ت 1306 ه ) ، تحقيق : محمّد حسين مولويّ ، قمّ : دار الحديث ، الطبعة الاُولى ، 1379 .

24 _ تهذيب الأحكام في شرح المقنعة للشيخ المفيد ، أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسيّ ( ت 460 ه ) ، تحقيق : حسن الموسويّ الخرسان ، طهران : دار الكتب الإسلامية .

25 _ الثقات ، محمّد بن حبّان البستيّ (ت 354 ه ) ، بيروت : مؤسّسة الكتب الثقافية ، الطبعة الاُولى ، 1408 ه .

26 _ ثواب الأعمال وعقاب الأعمال ، أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّيّ المعروف بالشيخ الصدوق (ت 381 ه

) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاريّ ، طهران : مكتبة الصدوق ، الطبعة الثانية ، 1368 ه .

27 _ جامع أحاديث الشيعة، السيّد البروجرديّ (1383ه )، قمّ : المطبعة العلمية.

28 _ الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير ، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطيّ (ت 911 ه ) ، بيروت : دار الفكر ، الطبعة الاُولى ، 1401 ه .

29 _ حاشية مجمع الفائدة والبرهان ، محمّد باقر الوحيد البهبهانيّ ( ت 1205 ه ) ، تحقيق ونشر : مؤسّسة العلاّمة المجدّد الوحيد البهبهانيّ ، الطبعة الاُولى ، 1417 ه .

30 _ الحبل المتين ، الشيخ بهاء الدين محمّد بن الحسين بن عبد الصمد الحارثيّ العامليّ ( ت 1031 ه ) ، قمّ : انتشارات بصيرتيّ .

31 _ الخصال ، أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّيّ المعروف بالشيخ الصدوق (ت 381 ه ) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاريّ ، بيروت : مؤسّسة الأعلميّ ، الطبعة الاُولى ، 1410 ه .

32 _ دراية الحديث ، زين الدين بن علي بن أحمد العاملي (الشهيد الثاني) (ت 965ه ) ، النجف الأشرف، الطبعة الأُولى ، 1379 ه .

33 _ الدُرّ المنثور في التفسير المأثور ، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطيّ (ت 911 ه ) ، بيروت : دار الفكر ، الطبعة الاُولى ، 1414 ه .

34 _ الدروس الشرعيّة في فقه الإماميّة ، محمّد بن مكّيّ العامليّ (الشهيد الأوّل) (ت 786 ه ) ، تحقيق : مؤسّسة النشر الإسلاميّ ، قمّ : مؤسّسة النشر الإسلامي .

35 _ دعائم الإسلام وذكر الحلال والحرام والقضايا والأحكام ، أبو حنيفة

النعمان بن محمّد بن منصور بن أحمد بن حيّون التميمي المغربي (ت 363 ه ) ، تحقيق : آصف بن عليّ أصغر فيضيّ ، مصر : دارالمعارف ، الطبعة الثالثة ، 1389 ه .

36 _ ذخيرة المعاد في شرح الإرشاد ، العلاّمة المولى محمّد باقر السبزواريّ (ت 1090 ه ) ، قمّ : مؤسّسة آل البيت لإحياء التراث .

37 _ ذكر أخبار اصفهان الإمام الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الاصفهانيّ ، مدينة ليدن : مطبعة بريل ، 1934 م .

38 _ ذكرى الشيعة ، محمّد بن مكّي العامليّ (الشهيد الأوّل) (ت 786 ه ) ، قمّ : مكتبة بصيرتي .

39 _ رجال ابن داود ، الحسن بن عليّ الحلّيّ (ت 737 ه ) ، تحقيق : محمّد صادق آل بحر العلوم ، قمّ : منشورات الشريف الرضى ، 1392 ه .

40 _ رجال البرقيّ ، أحمد بن محمّد البرقيّ الكوفيّ (ت 274 ه ) ، طهران : جامعة طهران ، الطبعة الاُولى ، 1342 ش .

41 _ رجال الطوسيّ ، أبو جعفر محمّد بن الحسن المعروف بالشيخ الطوسيّ (ت 460 ه ) ، تحقيق : جواد القيّوميّ ، قمّ : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الاُولى، 1415 ه .

42 _ رجال العلاّمة الحلّي (خلاصة الأقوال) ، حسين بن يوسف الحلّيّ (العلاّمة) ( ت 726 ه ) ، تحقيق : جواد القيّوميّ، قمّ : منشورات الشريف الرضيّ ، الطبعة الاُولى ، 1417 ه .

43 _ رجال النجاشيّ (فهرس أسماء مصنّفي الشيعة) ، أبو العبّاس أحمد بن عليّ النجاشيّ (ت 450 ه ) ، بيروت : دار الأضواء ، الطبعة الاُولى، 1408 ه .

44 _

الرجال ( رجال ابن الغضائري) ، أحمد بن الحسين بن عبد اللّه بن إبراهيم الواسطيّ الغضائريّ ( ق 5 ه) ، تحقيق محمّد رضا الحسينيّ الجلاليّ ، قمّ : دار الحديث ، الطبعة الاُولى ، 1422 ه .

45 _ رسائل المحقّق الكركي ، عليّ بن الحسين الكركيّ ( ت 940 ه )، تحقيق : محمّد الحسّون ، قمّ : مكتبة آية اللّه العظمى المرعشيّ النجفيّ ، الطبعة الاُولى ، 1409 ه .

46 _ الرعاية في علم الدراية ، زين الدين بن عليّ بن أحمد الجبعيّ العامليّ (الشهيد الثاني) ( ت 965 ه ) ، تحقيق : عبد الحسين محمّد علي بقّال ، قمّ : مكتبة آية اللّه العظمى المرعشيّ النجفيّ ، الطبعة الثانية ، 1408 ه .

47 _ رفع المنارة لتخريج أحاديث التوسّل والزيارة ، محمود سعيد ممدوح ، الاُردن : دار الإمام النوويّ ، الطبعة الاُولى ، 1416 ه .

48 _ الرواشح السماوية في شرح الأحاديث الإماميّة، مير محمّد باقر الحسينيّ المرعشيّ الداماد (ت 1041 ه ) ، قمّ : مكتبة آية اللّه المرعشيّ ، الطبعة الاُولى ، 1405 ه .

49 _ روح المعاني في تفسير القرآن (تفسير الآلوسي) ، محمود بن عبد اللّه الآلوسيّ (ت 1270 ه ) ، بيروت : دار إحياء التراث العربيّ .

50 _ روضة الواعظين ، محمّد بن الحسن بن عليّ الفتّال النيسابوريّ (ت 508 ه ) ، تحقيق : حسين الأعلميّ ، بيروت : مؤسّسة الأعلمي ، الطبعة الاُولى ، 1406 ه .

51 _ سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، الإمام محمّد بن يوسف الصالحيّ الشاميّ ( ت 942 ه ) ، تحقيق : عادل أحمد عبد

الموجود وعلي محمّد معوّض ، بيروت : دار الكتب العلمية ، الطبعة الاُولى ، 1414 ه .

52 _ سنن ابن ماجة ، أبو عبد اللّه محمّد بن يزيد بن ماجة القزوينيّ (ت 275 ه ) ، تحقيق : محمّد فؤاد عبد الباقيّ ، بيروت : دار إحياء التراث ، الطبعة الاُولى ، 1395 ه .

53 _ سنن أبي داود ، أبو داود سليمان بن أشعث السجستانيّ الأزديّ (ت 275 ه ) ، تحقيق: سعيد محمّد اللحّام، بيروت : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، الطبعة الاُولى ، 1410 ه .

54 _ سنن الترمذيّ (الجامع الصحيح) ، أبو عيسى محمّد بن عيسى بن سورة الترمذيّ (ت 279 ه ) ، تحقيق : عبد الرحمن محمّد عثمان، بيروت : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الثانية، 1403 ه .

55 _ سنن الدارقطنيّ ، أبو الحسن عليّ بن عمر البغداديّ المعروف بالدارقطنيّ (ت 285 ه ) ، تحقيق : أبو الطيب محمّد اباديّ ، بيروت : عالم الكتب ، الطبعة الرابعة، 1406 ه .

56 _ السنن الكبرى ، أبو بكر أحمد بن الحسين بن عليّ البيهقيّ (ت 458 ه ) ، تحقيق : محمّد عبد القادر عطا ، بيروت : دار الكتب العلمية ، الطبعة الاُولى ، 1414 ه .

57 _ سنن النسائيّ، أبو عبد الرحمن أحمد بن شُعَيب بن عليّ بن بحر النسائيّ (ت 303 ه )، بيروت : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الاُولى، 1348 ه .

58 _ صحيح ابن حبّان ، عليّ بن بلبان الفارسيّ المعروف بابن بلبان (ت 739 ه ) ، تحقيق : شعيب الأرنؤوط ، بيروت : مؤسّسة الرسالة ، الطبعة

الثانية ، 1414 ه .

59 _ صحيح مسلم ، أبو الحسين مسلم بن الحجّاج القُشَيريّ النيسابوريّ (ت 261 ه ) ، تحقيق : محمّد فؤاد عبد الباقي ، القاهرة : دار الحديث ، الطبعة الاُولى ، 1412 ه .

60 _ علل الشرائع ، أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّيّ المعروف بالشيخ الصدوق (ت 381 ه ) ، بيروت : دار إحياء التراث ، الطبعة الاُولى، 1408 ه .

61 _ عمدة القاري شرح البخاريّ ، أبو محمّد بدر الدين أحمد العينيّ الحنفيّ (ت 855 ه ) ، مصر : دار الطباعة المنيرية .

62 _ عوائد الأيام ، المولى أحمد النراقي ( ت 1245 ه ) ، تحقيق مركز الأبحاث والدراسات الإسلامية ، قمّ : مركز النشر التابع لمكتب الإعلام الإسلامي ، الطبعة الاُولى ، 1417 ه .

63 _ عيون أخبار الرضا عليه السلام ، أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّيّ المعروف بالشيخ الصدوق (ت 381 ه ) ، تحقيق : السيّد مهدي الحسينيّ اللاّجورديّ ، طهران : منشورات جهان .

64 _ الغارات ، أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن سعيد المعروف بابن هلال الثقفي (ت 283 ه )، تحقيق : السيّد جلال الدين المحدّث الأرمويّ ، طهران : أنجمن آثار ملّي ، الطبعة الاُولى ، 1395 ه .

65 _ الغدير في الكتاب والسنّة والأدب ، عبد الحسين أحمد الأميني (ت 1390 ه ) ، بيروت : دار الكتاب العربيّ ، الطبعة الثالثة ، 1387 ه .

66 _ غريب الحديث ، القاسم بن سلام الهرويّ (ت 224 ه ) ، بيروت : دار الكتب العلميّة ، الطبعة الاُولى ، 1406

ه .

67 _ فتح الباري ، أحمد بن عليّ العسقلانيّ (ابن حجر) (ت 852 ه ) ، تحقيق : عبد العزيز بن عبد اللّه بن باز ، بيروت : دار الفكر ، الطبعة الاُولى ، 1379 ه .

68 _ فتح العزيز شرح الوجيز ، الإمام أبو القاسم عبد الكريم بن محمّد الرافعيّ (ت 623 ه ) ، بيروت : دار الفكر .

69 _ فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين عليّ ، غياث الدين عبد الكريم بن أحمد الطاوسيّ العلويّ (ت 693 ه ) ، قمّ : منشورات الشريف الرضيّ .

70 _ فلاح السائل ، عليّ بن موسى الحلّيّ (السيّد ابن طاوس) (ت 664 ه ) ، تحقيق : غلامحسين مجيديّ ، قمّ : مكتب الإعلام الإسلاميّ ، الطبعة الاُولى ، 1419 ه .

71 _ الفوائد الرجاليّة (رجال السيّد بحر العلوم) ، آية اللّه السيّد محمّد المهدي بحر العلوم الطباطبائيّ (ت 1212 ه ) ، تحقيق : محمّد صادق بحر العلوم وحسين بحر العلوم ، طهران : مكتبة الصادق ، الطبعة الاُولى ، 1363 ه .

72 _ الفهرست ، محمّد بن الحسن الطوسيّ (ت 460 ه ) ، تحقيق : جواد القيّوميّ ، قمّ : مؤسّسة نشر الفقاهة ، الطبعة الاُولى، 1417 ه .

73 _ قاموس الرجال في تحقيق رواة الشيعة ومحدّثيهم ، محمّد تقيّ بن كاظم التستريّ (ت 1320 ه ) ، قمّ : مؤسّسة النشر الإسلامي ، الطبعة الثانية، 1410 ه .

74 _ الكافي ، أبو جعفر ثقة الإسلام محمّد بن يعقوب بن إسحاق الكلينيّ الرازيّ (ت 329 ه ) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاريّ ، طهران : دارالكتب الإسلامية ، الطبعة

الثانية ، 1389 ه .

75 _ كامل الزيارات ، أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه (ت 367 ه ) ، تحقيق : عبد الحسين الأمينيّ التبريزيّ ، النجف الأشرف : المطبعة المرتضويّة ، الطبعة الاُولى ، 1356 ه .

76 _ الكامل، عبد اللّه بن عديّ، (ت 365 ه )، تحقيق: يحيى مختار غزّاويّ، بيروت : دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الثالثة ، 1409 ه .

77 _ كتاب من لا يحضره الفقيه ، أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّيّ المعروف بالشيخ الصدوق (ت 381 ه ) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاريّ ، قمّ : مؤسّسة النشر الإسلامي .

78 _ كشف الخفاء ومزيل الإلباس ، أبو الفداء إسماعيل بن محمّد العجلونيّ (ت 1162 ه ) ، بيروت : مكتبة دار التراث.

79 _ كمال الدين وتمام النعمة ، أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّيّ المعروف بالشيخ الصدوق (ت 381 ه ) ، تحقيق : علي أكبر الغفّاريّ ، قمّ : مؤسّسة النشر الإسلاميّ ، الطبعة الاُولى ، 1405 ه .

80 _ كنز العمّال في سنن الأقوال والأفعال ، علي المتّقي بن حسام الدين الهنديّ (ت 975 ه ) ، تصحيح : صفوة السقّا ، بيروت : مكتبة التراث الإسلاميّ ، الطبعة الاُولى ، 1397 ه .

81 _ لسان العرب ، أبو الفضل جمال الدين محمّد بن مكرم بن منظور المصريّ (ت 711 ه ) ، بيروت : دار صادر ، الطبعة الاُولى ، 1410 ه .

82 _ لسان الميزان ، أبو الفضل أحمد بن عليّ بن حجر العسقلانيّ (ت 852 ه ) ، بيروت : مؤسّسة الأعلميّ

، الطبعة الثالثة ، 1406 ه .

83 _ مجمع البيان في تفسير القرآن ، أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسيّ (ت 548 ه .) ، تحقيق : السيّد هاشم الرسوليّ المحلاّتي والسيّد فضل اللّه اليزديّ الطباطبائيّ ، بيروت : دار المعرفة ، الطبعة الثانية ، 1408 ه .

84 _ مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ، نور الدين عليّ بن أبي بكر الهيثميّ (ت 807 ه ) ، تحقيق : عبد اللّه محمّد درويش ، بيروت : دار الفكر ، الطبعة الاُولى ، 1412 ه .

85 _ المحلّى ، أبو محمّد عليّ بن أحمد بن سعيد (ابن حزم) ( ت 456 ه ) ، تحقيق : أحمد محمّد شاكر ، بيروت : دار الفكر .

86 _ مختلف الشيعة ، أبو منصور الحسن بن يوسف بن المطهّر الأسديّ الحلّي ( ت 726 ه ) ، تحقيق : مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين ، قمّ : مؤسّسة النشر الإسلاميّ ، الطبعة الاُولى ، 1412 ه .

87 _ المزار الكبير ، أبو عبد اللّه محمّد بن جعفر المشهديّ (ت 610 ه ) ، تحقيق : جواد القيّوميّ الإصفهانيّ ، قمّ : نشر قيّوم ، الطبعة الاُولى ، 1419 ه .

88 _ المزار ، أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان العكبريّ الحارثيّ المعروف بالشيخ المفيد (ت 413 ه ) ، تحقيق : محمّد باقر الأبطحيّ ، قمّ : المؤتمر العالمي لألفيّة الشيخ المفيد ، الطبعة الاُولى ، 1413 ه .

89 _ مسالك الأفهام إلى تنقيح شرائع الإسلام ، زين الدين بن عليّ العامليّ (الشهيد الثاني) (ت 965 ه ) ، تحقيق : مؤسّسة المعارف الإسلاميّة ، قمّ :

مؤسّسة المعارف الإسلامية ، الطبعة الاُولى ، 1413 ه .

90 _ مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل ، الميرزا حسين النوريّ (ت 1320 ه ) ، تحقيق : مؤسّسة آل البيت ، قمّ : مؤسّسة آل البيت ، الطبعة الاُولى ، 1408 ه .

91 _ المستدرك على الصحيحين ، أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الحاكم النيسابوريّ (ت 405 ه )، تحقيق : مصطفى عبد القادر عطا ، بيروت : دار الكتب العلميّة ، الطبعة الاُولى ، 1411 ه .

92 _ مستند الشيعة في أحكام الشريعة ، العلاّمة المولى أحمد بن محمّد مهدي النراقيّ (ت 1245 ه ) ، تحقيق : مؤسّسة آل البيت لإحياء التراث ، مشهد : مؤسّسة آل البيت لإحياء التراث ، 1415 ه .

93 _ مسند أحمد ، أحمد بن محمّد بن حنبل الشيبانيّ (ت 241 ه ) ، تحقيق : عبد اللّه محمّد الدرويش ، بيروت : دار الفكر ، الطبعة الثانية ، 1414 ه .

94 _ مسند أبي حنيفة ، أحمد بن عبد اللّه (أبو نُعيم) الإصفهانيّ ( ت 430 ه ) ، القاهرة : مكتبة الآداب ، 1981 م .

95 _ مصباح الفقيه محمّد رضا بن محمّد هادي الهمدانيّ (ت 1322 ه) .

96 _ المصنّف في الأحاديث والآثار ، أبو بكر عبد اللّه بن محمّد بن أبي شيبة العبسيّ الكوفيّ (ت 235 ه ) ، تحقيق : سعيد محمّد اللّحام ، بيروت : دار الفكر .

97 _ المعجم الأوسط ، أبو القاسم سليمان بن أحمد اللخميّ الطبرانيّ (ت 360 ه ) ، تحقيق : طارق بن عوض اللّه ، وعبد الحسن بن إبراهيم الحسينيّ ، القاهرة : دار الحرمين

، الطبعة الاُولى، 1415 ه .

98 _ المعجم الكبير ، أبو القاسم سليمان بن أحمد اللخميّ الطبرانيّ (ت 360 ه ) ، تحقيق : حمدي عبد المجيد السلفيّ ، بيروت : دار إحياء التراث العربي ، الطبعة الثانية ، 1404 ه .

99 _ معجم رجال الحديث ، أبو القاسم بن عليّ أكبر الخوئيّ (ت 1413 ه ) ، قمّ : منشورات مدينة العلم ، الطبعة الثالثة ، 1403 ه .

100 _ مفردات في غريب القرآن ، أبو القاسم الحسين بن محمّد الراغب الإصفهانيّ (ت 502 ه ) ، تحقيق : صفوان عدنان داودي ، دمشق : دار القلم ، الطبعة الاُولى ، 1412 ه .

101 _ مقباس الهداية في علم الدراية ، الشيخ عبد اللّه المامقانيّ (ت 1351 ه ) ، مؤسّسة آل البيت لإحياء التراث ، قمّ ، 1411 ه .

102 _ مقنعة ، أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان العكبريّ البغداديّ المعروف بالشيخ المفيد (ت 413 ه ) ، تحقيق : مؤسّسة النشر الإسلاميّ ، قمّ : مؤسّسة النشر الإسلاميّ ، الطبعة الثانية ، 1410 ه .

103 _ مكارم الأخلاق ، أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسيّ (ت 548 ه ) ، تحقيق : علاء آل جعفر ، قمّ : مؤسّسة النشر الإسلاميّ ، الطبعة الاُولى ، 1414 ه .

104 _ مناقب آل أبي طالب = مناقب ابن شهراشوب ، أبو جعفر رشيد الدين محمّد بن عليّ بن شهر اشوب المازندرانيّ (ت 588 ه ) ، قمّ : المطبعة العلمية .

105 _ منتقى الجمان في الأحاديث الصحاح والحسان ، جمال الدين أبو منصور الحسن بن زين الدين الشهيد ( ت 1011

ه ) ، تحقيق : علي أكبر الغفاريّ ، قمّ : جامعة المدرّسيّن ، الطبعة الاُولى ، 1362 ه .

106 _ مهذّب البارع في شرح المختصر النافع ، العلاّمة جمال الدين أبو عبّاس أحمد بن محمّد بن فهد الحلّيّ ( ت 841 ه ) ، تحقيق مجتبى العراقي ، قمّ : مؤسّسة النشر الإسلاميّ التابعة لجامعة المدرّسيّن ، الطبعة الاُولى ، 1407 ه .

107 _ ميزان الاعتدال في نقد الرجال ، محمّد بن أحمد الذهبيّ (ت 748 ه ) ، تحقيق : علي محمّد البجاويّ ، بيروت : دار الفكر .

108 _ نقد الرجال ، مصطفى بن الحسين التفرشيّ ( القرن الحادي عشر) ، قمّ : مؤّسة آل البيت لإحياء التراث ، الطبعة الاُولى ، 1418 ه .

109 _ النهاية في غريب الحديث والأثر ، أبو السعادات مبارك بن مبارك الجزري المعروف بابن الأثير (ت 606 ه ) ، تحقيق : طاهر أحمد الزاويّ ، قمّ : مؤسّسة إسماعيليان ، الطبعة الرابعة ، 1367 ه .

110 _ نيل الأوطار من أحاديث سيّد الأخيار ، العلاّمة محمّد بن عليّ بن محمّد الشوكانيّ (ت 1255 ه ) ، بيروت : دار الجيل .

111 _ وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة ، محمّد بن الحسن الحرّ العامليّ (ت 1104ه ) ، تحقيق : مؤسّسة آل البيت لإحياء التراث ، قمّ ، الطبعة الاُولى ، 1409 ه .

1 . وسائل الشيعة 10 : 345 الباب 44 ، المقنعة : 468 باب فضل زيارته عليه السلام ، كامل الزيارات : 236 / 351 . 2 . للاستزادة انظر : توضيح المقال : 245، مقباس الهداية 1 : 155. 3 . فتراسلنا

على صندوق البريد: « إيران _ 311/87415 » . 4 . الحج : 32 . 5 . الكهف : 21 . 6 . النساء : 64 . 7 . مجمع البيان 4 : 120، تفسير الرازي 10 : 162. 8 . إمتاع الأسماع 14 : 617، سبل الرشاد والهدى 11 : 429، الغدير 5 : 135. 9 . انظر: مسند أحمد 1: 145، سنن ابن ماجة 1: 501، سنن الترمذيّ 2: 259، سنن النسائيّ 8 : 311، المستدرك على الصحيحين 1: 374، السنن الكبرى للبيهقيّ 4: 76، 77، مجمع الزوائد 3: 59، فتح الباري 3: 118، عمدة القاري 8 : 69، مسند أبي يعلى 1: 240، صحيح ابن حبّان 3: 261، المعجم الكبير 2: 94، مسند الشاميين 3: 347، سنن الدارقطنيّ 4: 173، كنز العمّال 11: 473. 10 . مسند أحمد 55: 361، مجمع الزوائد 3: 59، المعجم الأوسط 1: 82 ، الاستذكار: 182. 11 . مفردات غريب القرآن : 537 وانظر : لسان العرب 5: 253، غريب الحديث لابن سلاّم 2: 63، النهاية في غريب الحديث 5: 245. 12 . مجمع الزوائد 3: 58 . 13 . مسند أحمد 5: 359، صحيح مسلم 3: 64، سنن ابن ماجة 1: 494، سنن النسائيّ : 94، السنن الكبرى للبيهقيّ 4: 79، السنن الكبرى للنسائي 1: 657. 14 . السنن الكبرى 8 : 311، عمدة القاري 8 : 69، تحفة الأحوذيّ 4: 135، المصنّف لابن أبي شيبة 3: 224، مسند أبي حنيفة: 146، التمهيد لابن البرّ 3: 223 و 225، كنز العمّال : 647 الرقم 42555، الطبقات الكبرى 1: 116. 15 . سنن الترمذيّ 2: 259. 16

. أي في ألف فارسٍ مغطىً بالسلاح الأعلام للزركلي 6 : 320 . 17 . المستدرك على الصحيحين 1: 375، و 2: 605، كنز العمّال 12: 442. 18 . مسند أحمد 2: 44، صحيح مسلم 3: 65، سنن ابن ماجة 1: 501، صحيح ابن حبّان : 440، المحلّى 5: 161، نيل الأوطار 4: 164. 19 . حرّة واقم: موضع حدثت فيه وقعة الحرّة سنة 62 ه بين أهل المدينة المنوّرة _ وكلّهم من الصحابة وأبنائهم _ وبين جيش الحاكم الفاجر يزيد بن معاوية. 20 . مسند أحمد 1: 161، سنن أبي داود 1: 453، السنن الكبرى للبيهقيّ 5: 249، التمهيد 20: 245 و 246. 21 . مسند أحمد 6: 180، صحيح مسلم 3: 63، سنن النسائيّ 4: 94، السنن الكبرى للبيهقيّ 4: 79، السنن الكبرى للنسائي 1: 656، صحيح ابن حبّان 7: 444، تاريخ المدينة لابن شَبّة 1: 9. 22 . تاريخ المدينة لابن شَبّة 1: 132. 23 . المستدرك على الصحيحين 1: 377، السنن الكبرى للبيهقيّ 4: 78. 24 . المستدرك على الصحيحين 1 : 377 . 25 . سنن الدارقطنيّ 2: 244، الجامع الصغير 2: 605، كنز العمّال 15: 651، كشف الخفاء 2: 250، الدرّ المنثور 1: 237، الكامل لابن عديّ 6، ميزان الاعتدال 4: 226، لسان الميزان 6: 135. 26 . مجمع الزوائد 4: 2، المعجم الأوسط 5: 16، المعجم الكبير 12: 225، كنز العمّال 12: 256، الدرّ المنثور 1: 237، ميزان الاعتدال 4: 104، لسان الميزان 6: 29. 27 . كشف الخفاء 2: 251، رفع المنارة: 277، ميزان الاعتدال 1: 53، لسان الميزان 1: 91. 28 . دعائم الإسلام 1: 296،

كامل الزيارات: 47، تهذيب الأحكام 6: 3، المزار للمفيد: 168، المزار لابن المشهديّ: 34، إقبال الأعمال 3: 122، المقنعة: 457، الدروس 2: 5، ذخيرة المعاد 1: 707، الحدائق الناضرة 17: 405. 29 . فتح العزيز 7: 417، تلخيص الحبير 7: 417، نيل الأوطار 5: 178 و 179، سنن الدارقطنيّ 2: 244، تخريج الأحاديث والآثار 1: 199، كنز العمّال 5: 135، الدرّ المنثور 1: 237، ميزان الاعتدال 4: 285، لسان الميزان 6: 180، تاريخ الإسلام للذهبيّ 11: 213، إمتاع الأسماع 14: 617، سبل الهدى والرشاد 12: 376. 30 . رفع المنارة : 286، الغدير 5: 102. 31 . كنز العمّال 5: 136، الدرّ المنثور 1: 237، ميزان الاعتدال 4: 285، لسان الميزان : 180. 32 . الكافي 4: 548، كتاب من لا يحضره الفقيه 2: 565، تهذيب الأحكام 6: 4، وسائل الشيعة 14 : 333، المزار لابن المشهديّ: 33، جامع أحاديث الشيعة 12: 228، تفسير نور الثقلين 1: 541، مجمع الفائدة والبرهان 7: 426، مدارك الأحكام 8 : 278، الحدائق الناضرة 17: 401، مستند الشيعة 13: 328، جواهر الكلام 17: 222. 33 . تهذيب الأحكام 6: 22 و 107، وسائل الشيعة 14: 383، الغارات لإبراهيم بن محمّد الثقفي 2: 855 ، المزار للمفيد: 228، فرحة الغري: 104، بحار الأنوار 97: 121، جامع أحاديث الشيعة 3: 446، جامع السعادات 3: 319. 34 . كامل الزيارات: 237، عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 292، كتاب من لا يحضره الفقيه 2: 577، تهذيب الأحكام 6: 79، روضة الواعظين: 202، وسائل الشيعة 14: 322، 444، المزار للمفيد: 201، بحار الأنوار 97 : 116، جامع أحاديث الشيعة 12: 290، الدروس 2: 8

، مدارك الأحكام 8 : 469، الحدائق الناضرة 17: 433، جامع المدارك 2: 554. 35 . كامل الزيارات : 284، كتاب من لا يحضره الفقيه 2 : 582، الأمالي للصدوق : 206، تهذيب الأحكام 6 : 42، المزار للمفيد : 26. 36 . انظر : روضة الواعظين : 194، مناقب آل أبي طالب 3 : 272، المقنعة للمفيد : 468، المزار لابن المشهديّ : 340، بحار الأنوار 98 : 4، وسائل الشيعة 14 : 414، وراجع : جامع أحاديث الشيعة 12 : 462 . 37 . رجال النجاشي : 123 الرقم 318 . 38 . فهرست الطوسيّ : 91 الرقم 141 . 39 . رجال الطوسيّ : 418 الرقم 6038 . 40 . رجال النجاشي : 123 الرقم 318 . 41 . رجال الطوسيّ : 439 الرقم 6272 . 42 . رجال النجاشي : 177 الرقم 467 . 43 . رجال الطوسيّ : 399 الرقم 5854 ، و 427 الرقم 6141 . 44 . رجال البرقيّ : 60 . 45 . اختيار معرفة الرجال : 605 . 46 . رجال النجاشي : 219 الرقم 573 ، وذكر أبو غالب الزُّرَاريّ في رسالته أنّ ورود الحِميَريّ الكوفة كان سنة سبع وتسعين ومئتين : رسالة في آل أعيَن : 38 . 47 . فهرست الطوسيّ : 167 الرقم 439 . 48 . رجال الطوسيّ : 389 الرقم 5727 و 400 الرقم 5859 . 49 . رجال النجاشي : 353 الرقم 946 . 50 . رجال الطوسيّ : 439 الرقم 6274. 51 . جامع المدارك : 59 . 52 . رجال النجاشي : 81 الرقم 198 . 53

. فهرست الطوسيّ : 68 الرقم 75 . 54 . رجال الطوسيّ : 351 الرقم 5197 ، و 373 الرقم 5519 ، و 383 الرقم 5632 . 55 . رجال البرقيّ : 54، و 56 . 56 . رجال النجاشي : 330 الرقم 893 . 57 . انظر : فهرست الطوسيّ : 215 الرقم 605 ، و 236 الرقم 706 . 58 . رجال الطوسيّ : 344 الرقم 5130 ، و 364 الرقم 5393، و 377 الرقم 5590 . 59 . رجال البرقيّ : 27 . 60 . اختيار معرفة الرجال : 366 . 61 . رجال النجاشي : 20 ، الرقم 25 . 62 . فهرست الطوسيّ : 41 الرقم 13 . 63 . رجال الطوسيّ : 159 الرقم 1775 ، و 167 الرقم 1935 . 64 . رجال البرقيّ : 9 ، و 17 . 65 . اختيار معرفة الرجال : 162 ، و 170. 66 . رجال النجاشي : 323 الرقم 882 . 67 . الدَّحدَاح : القصير من الرجال تاج العروس للزبيديّ 11 : 114 «دعع» . 68 . رجال الطوسيّ : 144 الرقم 1570 ، و 294 الرقم 4293 ، و 342 الرقم 5100 . 69 . انظر : توضيح المقال : 245، مقباس الهداية 1 : 155. 70 . «روى الشيخ الكلينيّ عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن بعض أصحابه، عن أبي سعيد الخيبري، عن المفضّل بن عمر، عن أبي عبد اللّه عليه السلام»: الكافي 1 : 52، وسائل الشيعة 27 : 82 ، جامع أحاديث الشيعة 1 : 235. 71 . «روى الشيخ الكلينيّ

عن الحسين بن محمّد، عن مُعلّىّ بن محمّد، عن الحسن بن علي الوشّاء، عن عاصم بن حميد، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام»: الكافي 1 : 52، وسائل الشيعة 27 : 81 ؛ «وروى الشيخ الكلينيّ عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن ابن بكير، عن عبيد بن بكير، عن زرارة»: الكافي 1 : 52، وسائل الشيعة 27 : 81 ، جامع أحاديث الشيعة 1 : 244. 72 . رجال النجاشي : 231 الرقم 612، وذكره البرقيّ في رجاله : 23 بعنوان «عبيد اللّه بن علي الحلبيّ»، وذكر أنّه ثقة وصحيح وله كتاب، وهو أوّل كتاب صنّفه الشيعة. 73 . «كتب عمر بن عبد العزيز إلى الآفاق: انظروا حديث رسول اللّه صلى الله عليه و آله فاجمعوه، فإنّي أخاف دروس العلم وذهاب العلماء»: ذكر أخبار اصفهان 1 : 312، تنوير الحوالك : 5، فتح الباري 1 : 174، عمدة القاري 2 : 129؛ «وأوّل من دوّن الحديث ابن شهاب الزهري بأمر عمر بن عبد العزيز»: فتح الباري 1 : 185. 74 . قال الشهيد الثاني: «الوجادة _ بكسر الواو _: مصدر وَجَدَ يَجِدُ، مولّد من غير العرب، غير مسموع من العرب الموثّق بعربيتهم، وإنّما ولّده العلماء بلفظ الوجادة لمّا أُخذ من العلم من صحيفة، من غير سماع ولا إجازة ولا مناولة»: دراية الحديث: 107 . 75 . وبعبارة اُخرى: «كتاب الحلبيّ بنسخة حمّاد من طريق محمّد بن أبي عُمير». 76 . كتاب من لا يحضره الفقيه 1 : 2. 77 . المصدر السابق : 1. 78 . كامل الزيارات : 20. 79 . ذكره النجاشيّ في رجاله

: 217 الرقم 566، وذكر أنّه كان ضعيفاً غالياً. 80 . في كامل الزيارات : 206: «عن أبيه، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن عبد اللّه بن المغيرة، عن عبد اللّه بن عبد الرحمن الأصمّ، عن عبد اللّه بن بكير الأرجاني، عن أبي عبد اللّه عليه السلام»؛ وفي : 470 «عن محمّد بن الحسن بن عليّ بن مهزيار، عن جدّه عليّ بن مهزيار، عن الحسن بن سعيد، عن عبد اللّه بن عبد الرحمن الأصمّ...». 81 . انظر : رجال النجاشي : 207 الرقم 550. 82 . وقد تجد في التراث الشيعيّ روايات جرت على الألسن دون أصل مدوّن، ولكنّ الغالب فيه هو النقل عن الكتب كما ذكرنا. 83 . رجال النجاشي : 50 الرقم 107، و 50 الرقم 109، و 52 الرقم 116. 84 . المصدر السابق : 60 الرقم 137 نقلاً عن ابن نوح السيرافيّ. 85 . «... أخبرنا الشيخ الفاضل أبوعبد اللّه الحسين بن عليّ بن سفيان البَزَوفَريّ...»: رجال النجاشي : 59 الرقم 137. 86 . انظر : رجال النجاشي : 81 الرقم 198 . 87 . انظر المصدر السابق : 82 الرقم 198 . 88 . انظر : فهرست الطوسيّ : 68 الرقم 75. 89 . «خرجت إلى الكوفة في طلب الحديث، فلقيت بها الحسن بن عليّ الوشّاء...»: رجال النجاشي: 39الرقم80 . 90 . كتاب من لا يحضره الفقيه 4 : 495 . 91 . رجال النجاشي : 389 الرقم 1049 . 92 . فهرست الطوسيّ : 237 الرقم 710 . 93 . رجال الطوسيّ : 439 الرقم 6275 . 94 . رجال النجاشي : 241 الرقم 1020. 95 .

فهرست الطوسيّ : 157 الرقم 392. 96 . رجال الطوسيّ : 432 الرقم 6191. 97 . انظر : رجال البرقيّ : 54، اختيار معرفة الرجال : 551 ، و 556 . 98 . رجال النجاشي : 34 الرقم 72 . 99 . فهرست الطوسيّ : 97 الرقم 164 . 100 . رجال الطوسيّ : 354 الرقم 5241 . 101 . انظر : ذكرى الشيعة 1 : 48، الرعاية في علم الدراية : 84 ، منتقى الجمان 1 : 4، المهذّب البارع 1 : 66. 102 . حاشيه مجمع الفائدة والبرهان : 223. 103 . رجال النجاشي : 383 الرقم 1042 . 104 . فهرست الطوسيّ : 237 الرقم 709 . 105 . رجال الطوسيّ : 439 الرقم 6273 . 106 . رجال النجاشي : 354 الرقم 948 . 107 . فهرست الطوسيّ : 220 الرقم 621 . 108 . رجال الطوسيّ : 402 الرقم 5900 . 109 . رجال البرقيّ : 57 و 59 . 110 . رجال النجاشي : 76 الرقم 182 . 111 . فهرست الطوسيّ : 62 الرقم 65 . 112 . رجال ابن الغضائري : 39 الرقم 10 . 113 . رجال النجاشي : 399 الرقم 1067 . 114 . فهرست الطوسيّ : 238 الرقم 711 . 115 . رجال النجاشي : 49 الرقم 103 . 116 . فهرست الطوسيّ : 106 الرقم 199 . 117 . رجال الطوسيّ : 424 الرقم 6108 . 118 . ذكرنا سابقاً أنّه كان فطحياً، ولكنّه ثقة . 119 . لا يخفى عليك أنّ الشيخ الطوسيّ يروي عن الشيخ المفيد وغيره، عن محمّد بن أحمد

بن داود، انظر : تهذيب الأحكام 10 : 78؛ وتعرّضنا فيما سبق لوثاقة الشيخ المفيد. 120 . رجال النجاشي : 403 الرقم 1068 . 121 . رجال ابن داود : 306. 122 . رجال النجاشي : 384 الرقم 1045. 123 . انظر : فهرست الطوسيّ : 211 الرقم 603، رجال الطوسيّ : 447 الرقم 6359 . 124 . والحاصل، أنّ لكتاب الزيارات نسختين قمّيتين:

1 _ نسخة سعد بن عبد اللّه الأشعريّ: نقلها من أحمد بن محمّد بن خالد، وسمعها ابن الوليد من سعد بن عبد اللّه، ولذا نرى أنّ الشيخ الصدوق روى عن نسخة سعد التى وصلت إليه بواسطة أبيه عن سعد.

2 _ نسخة أحمد البرقيّ: سمعها الحسن بن مَتّيل والصفّار هذه النسخة من أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ، ورواها الشيخ الصدوق عن طريق ابن الوليد، عن الصفّار، عن البرقيّ . وأمّا الشيخ الطوسيّ فقد روى عن هذه النسخة بطريق محمّد بن أحمد بن داود، عن ابن الوليد، عن الحسن بن مَتّيل، عن البرقيّ.

كما أنّ الشيخ المفيد روى عن هذه النسخة بطريق محمّد بن جعفر بن قُولَوَيه، عن أبيه وابن الوليد، عن الحسن بن مَتّيل، عن البرقيّ. 125 . الكافي 4 : 567. 126 . كامل الزيارات : 237. 127 . المصدر السابق . 128 . المصدر السابق. 129 . تهذيب الأحكام 6 : 42. 130 . رجل مجهول كما سيأتي. 131 . الرجل مجهول . 132 . كامل الزيارات : 490. 133 . انظر : بحار الأنوار 98 : 13، وسائل الشيعة 14 : 532، وراجع جامع أحاديث الشيعة 17 : 445. 134 . اختيار معرفة الرجال : 570 .

135 . رجال النجاشي : 274 الرقم 718 . 136 . فهرست الطوسيّ : 151 الرقم 376 . 137 . رجال الطوسيّ : 361 الرقم 5344 ، و 376 الرقم 5572 . 138 . رجال البرقيّ : 38 . 139 . رجال النجاشي : 181 رقم 477 . 140 . انظر : فهرست الطوسيّ : 137 الرقم 323 . 141 . رجال الطوسيّ : 213 الرقم 2784 . 142 . انظر : رجال البرقيّ : 36 . 143 . انظر : رجال الطوسيّ : 256 الرقم 3608 . 144 . كامل الزيارات : 27. 145 . انظر : وسائل الشيعة 30 : 202 . 146 . معجم رجال الحديث 1 : 50 . 147 . ذكر النجاشيّ في رجاله : 287 الرقم 765 : أّه كان ضعيفا جدّا ، وروى عنه ابن قُولَوَيه في كامل الزيارات : 114 ، و 125 ، و 149 ، و 162 ، و 164 . 148 . خاتمة مستدرك الوسائل 3 : 251 . 149 . المصدر السابق 6 : 352 . 150 . رجال النجاشي : 334 الرقم 897 . 151 . فهرست الطوسيّ : 215 الرقم 607 . 152 . رجال الطوسيّ : 379 الرقم 5615 ، و 391 الرقم 5771 ، و 402 الرقم 5892 . 153 . اختيار معرفة الرجال : 605 . 154 . بالفاء والقاف والحاء المهملة ، وقيل: قُفّة العلم بالقاف المضمومة والفاء المشدّدة ، وقيل : نفحة العلم بالنون والحاء المهملة انظر : إيضاح الاشتباه : 128 الرقم 125 حرف الجيم ، وعوائد الأيّام للمحقّق النراقي : 850 . 155 .

رجال النجاشي : 119 الرقم 304 . 156 . فهرست الطوسيّ : 92 الرقم 142 . 157 . رجال الطوسيّ : 353 الرقم 5238 . 158 . رجال البرقيّ : 21، و 48، و 53 . 159 . اختيار معرفة الرجال : 372 و 375 . 160 . رجال النجاشي : 143 الرقم 371 . 161 . فهرست الطوسيّ : 115 الرقم 24 . 162 . رجال الطوسيّ : 186 الرقم 2281، و334 الرقم 4971 ، و 354 الرقم 5240 . 163 . انظر : الكافي 1 : 310، و 3 : 67، و 298، و 321، و 6 : 21، و 6 : 536، تهذيب الأحكام 1 : 14، و 49، و 135، و 196، و 233، و 350، و 359، و 436، و 2 : 16، و 51، و 54، و 55، و 62، و 150، و 159، و 180، و 193، و 200، و 201، و 231، و 243، و 260، و 279، و 284، و 285، و 302، و 347، و 353، و 382، و 3 : 14، و 17، و 26، الاستبصار 1 : 31، و 54، و 75، و 85 ، و 161، و 224، و 240، و 245، و 269، و 300، و 301. 164 . كامل الزيارات : 490 و 491، تهذيب الأحكام 6 : 42. 165 . رجال النجاشي : 450 الرقم 1215 . 166 . فهرست الطوسيّ : 218 الرقم 617 . 167 . خلاصة الأقوال : 42. 168 . رجال النجاشي : 326 الرقم 887 . 169 . اختيار معرفة الرجال : 590. 170

. عدّة الاُصول 1 : 154. 171 . انظر : إيضاح الفوائد 4 : 162، ورسائل الكَرَكيّ 3 : 43، والحبل المتين : 5، ومستند الشيعة 1 : 56. 172 . الرواشح السماوية : 114. 173 . رجال النجاشي : 326 الرقم 887 . 174 . لا يخفى عليك أنّ لهذه الرواية سندين آخرين:

الأوّل: روى عن جعفر بن محمّد الموسويّ عن عبد اللّه بن نَهيك عن ابن أبي عُمَير عن أبي أيّوب عن أبي عبد اللّه.

أمّا جعفر بن محمّد الموسويّ فقد ذكره الشيخ في رجاله برقم 6052 : 419 فيمن لم يروِ عن الأئمّة عليهم السلامقائلاً: «جعفر بن إبراهيم بن محمّد بن عبيد اللّه بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب العلويّ الحسينيّ الموسويّ المصريّ، روى عنه التلَّعُكبَريّ، وكان سماعه منه سنة أربعين وثلاثمئة بمصر، وله منه إجازة». وليس للرجل توثيق صريح، إلاّ أنّه من مشايخ ابن قُولَوَيه، فإذا قلنا بوثاقة مشايخ ابن قُولَوَيه فهو ثقة.

وأمّا عبيد اللّه بن نَهيك فإنّ النجاشيّ وثّقه في رجاله : 232 الرقم 615، وكذلك أبو أيّوب الخزّاز فقد وثّقه النجاشي في رجاله أيضاً : 20 الرقم 25 ، وقال : «إنّه كان كبير المنزلة».

الثاني: روى الشيخ الشيخ الطوسيّ في تهذيب الأحكام عن محمّد بن أحمد بن داود، عن محمّد بن الحسين بن بابويه والد الشيخ الصدوق، عن محمّد بن يحيى العطّار، عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عُمَير، عن بعض أصحابنا، عن عليّ بن رِئَاب، عن أبي عبد اللّه عليه السلام.

أمّا أحمد بن محمّد بن داود، فقد وثّقه النجاشيّ

في رجاله : 384 الرقم 1045، كما وثّق في رجاله أيضاً محمّد بن يحيى العطّار : 353 الرقم 946، ووثّق الشيخ في فهرسته : 221 الرقم 622 محمّد بن أحمد بن يحيى الأشعريّ، وقال في شأنه: «جليل القدر ، كثير الرواية »، وكذلك عليّ بن رِئَاب، فقد وثّقه الشيخ في فهرسته أيضاً : 151 الرقم 375 . 175 . ثواب الأعمال : 97. 176 . رجال النجاشي : 146 . 177 . فهرست الطوسيّ : 119 الرقم 254 . 178 . رجال الطوسيّ : 119 الرقم 2404 ، و 334 الرقم 4974 . 179 . تهذيب الأحكام 1 : 49، و 128، و 196، و 216، و 371، و 443، و 447، و 448، و 2 : 16، و 38، و 144، و 173، و 4 : 28، و 76، و 124، و 160، و 165، و 167، و 238، و 247، و 277، و 280، و 5 : 124، و 126، و 5 : 155، و 171، و 180، و 208، و 225، و 300، و 340، الاستبصار 1 : 54، و 85 ، و 114، و 203، و 206، و 275، و 289، و 332، و 251، و 430، و 2 : 30، و 45، و 68، و 122، و 180، و 200، و 226، و 246، و 266، و 6 : 269، الأمالي للصدوق : 140، و 181، و 193، و 206، و 209، و 275، و 327، و 355، و 383، و 438، و 481، و 572، و 600، و 645، التوحيد : 67، و 125، و 159، و 351، الخصال

: 5، و 10، و 60، و 81 ، و 117، و 146، و 204، و 215، و 217، و 228، و 229، و 231، و 301، و 325، و 391، و 411، و 423، و 476، و 477، و 485، و 529، و 531، ثواب الأعمال : 82 ، و 83 ، و 85 ، و 90، و 97، عيون أخبار الرضا عليه السلام1 : 10، و 61، و 237، و 288، و 289... . 180 . كامل الزيارات : 279، ثواب الأعمال : 85 . 181 . انظر : كتاب من لا يحضره الفقيه 2 : 581. 182 . انظر : المزار لابن المشهديّ : 325، بحار الأنوار 98 : 70، وسائل الشيعة 14 : 418، مستدرك الوسائل 10 : 250. 183 . أي صار ضريراً . 184 . رجال النجاشي : 260 الرقم 680 . 185 . فهرست الطوسيّ : 152 الرقم 380 . 186 . رجال ابن داود : 237. 187 . خلاصة الأقوال : 100. 188 . رجال النجاشي : 16 الرقم 18. 189 . فهرست الطوسيّ : 35 الرقم 6 . 190 . رجال الطوسيّ : 353 الرقم 5224 . 191 . خلاصة الأقوال : 4. 192 . فلاح السائل: 158. 193 . مسالك الأفهام 9: 75 . 194 . مصباح الفقيه 3: 25. 195 . الرواشح السماوية : 48 نقلاً عن الفوائد الرجاليّة للسيّد بحر العلوم 1 : 450 . 196 . معجم رجال الحديث 1: 317. 197 . رجال البرقيّ : 49 . 198 . اختيار معرفة الرجال : 589 _ 592. 199 . رجال النجاشي : 326

الرقم 887 . 200 . فهرست الطوسيّ : 218 الرقم 617 . 201 . رجال الطوسيّ : 365 الرقم 5413. 202 . رجال البرقيّ : 302 الرقم 825 . 203 . فهرست الطوسيّ : 195 الرقم 554 . 204 . رجال الطوسيّ : الرقم 3733 : 262 . 205 . المصدر السابق : 424 الرقم 6104 . 206 . انظر : رجال النجاشي : 326 الرقم 887 ، فهرست الطوسيّ : 218 الرقم 617 . 207 . انظر : رجال النجاشي : 16 الرقم 18 . 208 . كامل الزيارات : 279 / 4. 209 . المصدر السابق : 279 / 5 . 210 . المصدر السابق : 280 / 6 . 211 . المصدر السابق : 281 / 8 . 212 . المصدر السابق : 281 / 9 . 213 . المصدر السابق : 281 / 10 . 214 . المصدر السابق : 282 / 13 . 215 . المصدر السابق : 291، ثواب الأعمال : 86 وفيه «عمرة مبرورة» بدل «عمرة مقبولة» . 216 . انظر : بحار الأنوار 98 : 29، و 165، وسائل الشيعة 14 : 420، مستدرك الوسائل 10 : 266، و 303، وراجع جامع أحاديث الشيعة 12 : 386، و 403، و 409 . 217 . رجال البرقيّ : 56 . 218 . رجال النجاشي : 405 الرقم 1073 . 219 . انظر : فهرست الطوسيّ : 240 الرقم 714 . 220 . رجال الطوسيّ : 365 الرقم 5424 ، و 378 الرقم 5595 . 221 . رجال البرقيّ : 49، و 52. 222 . رجال النجاشي : 50

الرقم 109 . 223 . انظر : الفهرست للطوسيّ : 97 الرقم 163 . 224 . رجال الطوسيّ : 123 الرقم 4979، و 334 الرقم 5248 . 225 . فإنّ النجاشيّ في رجاله : 58 الرقم 136 صرّح بأنّ لموسى بن القاسم ثلاثين كتاباً مثل كتب الحسين بن سعيد، وأنت خبير بأنّ كتب الحسين بن سعيد كانت ثلاثين كتاباً، وتلقّاها أصحابنا بعين الرضى والقبول، ولذلك قام موسى بن القاسم بتأليف ثلاثين كتاباً مثل كتب الحسين بن سعيد، ثمّ إنّه ذكر في رجاله : 58 الرقم 137 في جملة كتب الحسين بن سعيد كتاب الزيارات، وإذا كان لموسى بن القاسم كتب مثل كتب الحسين بن سعيد، فمعنى ذلك أنّه كان لموسى بن القاسم كتاب الزيارات أيضاً. 226 . فهرست الطوسيّ : 240 الرقم 714 ، وورد في نسخة نشر الفقاهة: «أخبرناه ابن أبي جيد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار» ، فسقطت كلمة «عن» قبل كلمة «الصفّار» ، وقد أثبتناها من نسخة مكتبة الطباطبائي، كما أنّه ذكر في نسخة نشر الفقاهة قبل «وأخبرنا بها ابن أبي جيد» كلمة «عنه»، وهو تصحيف . 227 . كامل الزيارات : 290 / 1 . 228 . المصدر السابق : 291 / 3. 229 . المصدر السابق : 291 / 4 . 230 . المصدر السابق : 292 / 8 . 231 . المصدر السابق : 293 / 9. 232 . المصدر السابق : 293 / 10. 233 . ثواب الأعمال : 86 ، كامل الزيارات : 290 وفيه «تعدل عمرة» بدل «تعادل حجّة وعمرة» . 234 . انظر : المزار : 341، بحار الأنوار 12 : 117، و 98

: 28، وسائل الشيعة 14 : 419، وراجع جامع أحاديث الشيعة 12 : 265. 235 . اختيار معرفة الرجال : 556، و 587. 236 . رجال البرقيّ : 54. 237 . رجال النجاشي : 75 الرقم 180 . 238 . فهرست الطوسيّ : 61 الرقم 63 . 239 . رجال الطوسيّ : 332 الرقم 4954 ، و 351 الرقم 5196 ، و 373 الرقم 5518 . 240 . رجال النجاشي : 377 الرقم 1026 . 241 . فهرست الطوسيّ : 210 الرقم 602 . 242 . رجال الطوسيّ : 439 الرقم 6277 . 243 . سير أعلام النبلاء 15 : 280 . 244 . رجال النجاشي : 260 الرقم 680، فهرست الطوسيّ : 152 الرقم 380 . 245 . انظر : الأمالي للصدوق : 107، و 143، و 159، و 169، و 208، و 210، و 241، و 269، و 309، و 339، و 356، و 362، و 431، و 458، و 474، و 498، و 505، و 506، و 533، و 576، و 590، و 727، و 771، التوحيد : 104، و 108، و 133، و 147، و 178، و 312، و 327، و 329، و 339، و 350، و 410، و 415، و 456، الخصال : 4، و 12، و 20، و 21، و 33، و 34، و 40، و 48، و 52، و 54، 55، ثواب الأعمال : 15، و 20، و 23، و 29، و 34، و 37، و 38، و 39، صفات الشيعة : 3، و 38، علل الشرايع 1 : 52، و 53، و 70، و 170، 2 :

336، و 340، و 344، عيون أخبار الرضا عليه السلام 1 : 14، و 15، و 89 ، و 2 : 22، و 59، فضائل الأشهر الثلاثة : 119، و 120، و 121، و 122، كمال الدين : 170، و 187، و 196، و 198، معاني الأخبار : 1، و 8 ، و 9، و 16 و 35، كتاب من لا يحضره الفقيه 4 : 424، و 427، و 428، و 443 ، الأمالي للمفيد : 157، الخرائج والجرائح 3 : 74. 246 . كامل الزيارات : 295، بحار الأنوار 98 : 30، وسائل الشيعة 14 : 326، و 356، مستدرك الوسائل 10 : 266، جامع أحاديث الشيعة 12 : 238، و 275، و 402. 247 . انظر : رجال النجاشي : 144 الرقم 375 . 248 . انظر : فهرست الطوسيّ : 118 الرقم 249 . 249 . انظر : اختيار معرفة الرجال : 231 ، و 238 . 250 . انظر : رجال النجاشي : 309 الرقم 846 . 251 . رجال النجاشي : 338 الرقم 905 . 252 . انظر : مسالك الأفهام 12 : 31 . 253 . انظر : مختلف الشيعة 1 : 122. 254 . رجال النجاشي : 215 الرقم 561 . 255 . انظر : المصدر السابق : 213 الرقم 557 . 256 . قد عرفت أنّه ذُكر في صحيحة البَزَنطيّ أنّ زيارة الإمام الحسين عليه السلام تعادل حجّة وعمرة، ونحن نذكر هنا الأحاديث التي تؤيّد هذا المعنى:

الحديث الأوّل: روى ابن قُولَوَيه في كامل الزيارات : 296، عن جعفر بن محمّد بن إبراهيم الموسوي، عن عبد اللّه بن أحمد

بن نَهيك، عن محمّد بن أبي عُمَير، عن الحسين الأحمَسي، عن اُمّ سعيد الأحمَسية، قالت: سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن زيارة قبر الحسين عليه السلام، فقال: «تعدل حجّة وعمرة، ومن الخير هكذا وهكذا»، وأومأ بيده.

الحديث الثاني: روى ابن قُولَوَيه في كامل الزيارات : 298، عن أبيه وعليّ بن الحسين بن بابويه، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن أحمد بن عائِذ، عن أبي خديجة، عن رجلٍ سأل أبا جعفر عليه السلام عن زيارة قبر الحسين عليه السلام؟ فقال: «إنّه تعدل حجّة وعمرة».

الحديث الثالث: روى ابن قُولَوَيه في كامل الزيارات : 299، عن أبيه وجماعة مشايخه، عن سعد بن عبد اللّه، عن الحسن بن عليّ الكوفيّ، عن العبّاس بن عامر، عن أبان بن عثمان، عن أبي خَلاّن الكِندي، عن أبي عبد اللّه عليه السلام: «مَن أتى قبر الحسين عليه السلام كتب اللّه له حجّة وعمرة». 257 . الكافي 4: 252، كتاب من لا يحضره الفقيه 2: 205، تهذيب الأحكام 5: 23، وسائل الشيعة 11: 93، تفسير نور الثقلين 1: 202. 258 . الكافي 4: 254، وسائل الشيعة 11: 96. 259 . الكافي 4 : 255 ، تهذيب الأحكام 5 : 24 ، وسائل الشيعة 11 : 99 ، بحار الأنوار 96: 16، جامع أحاديث الشيعة : 153. 260 . الكافي 4: 257، وسائل الشيعة 11: 115، جامع أحاديث الشيعة 10: 174. 261 . الكافي 4: 260، تهذيب الأحكام 2: 237، وسائل الشيعة 11: 114، جامع أحاديث الشيعة 4: 9 . 262 . الكافي 4: 260، وسائل الشيعة 11: 111، و 120، جامع أحاديث الشيعة 10: 172. 263 .

كنز العمّال 5: 13، الدرّ المنثور 1: 210. 264 . مسند أحمد 3: 372، الجامع الصغير 2: 573، كنز العمّال 5: 7. 265 . المعجم الكبير 12: 69، الجامع الصغير 1: 364، كنز العمّال 5: 5، الدرّ المنثور : 355، تفسير الآلوسي 17: 144. 266 . الجامع الصغير 1: 325، كنز العمّال 5: 5، الدرّ المنثور 4: 355. 267 . مجمع الزوائد 3: 209، المعجم الأوسط 5: 177، الجامع الصغير 1: 570، كنز العمّال 5: 10، الدرّ المنثور 1: 210. 268 . كامل الزيارات : 296. 269 . انظر : بحار الأنوار 98 : 32، مستدرك الوسائل 10 : 287. 270 . رجال البرقيّ : 58 ، و 61 . 271 . انظر : اختيار معرفة الرجال : 507 . 272 . رجال النجاشي : 333 الرقم 896 . 273 . فهرست الطوسيّ : 216 الرقم 611 . 274 . رجال الطوسيّ : 367 الرقم 5464 ، و 391 الرقم 5758 ، و 401 الرقم 5887 ، و 448 الرقم 6361. 275 . رجال النجاشي : 348 الرقم 939 . 276 . انظر : رجال النجاشي : 348 الرقم 939 ، فهرست الطوسيّ : 221 الرقم 622 . 277 . فهرست الطوسيّ : 216 الرقم 611 . 278 . ممّا ذكر في استنئاء ابن الوليد «أو يقول : في حديثٍ» و «أو يقول : في كتابٍ ولم أروه» ، وهذا كلّه يناسب البحث الفهرستيّ .

ويشهد على ذلك عدم استثناء ابن الوليد رواية محمّد بن ناجِيَة عن كتاب نوادر الحكمة، فإنّ من روايات كتاب نوادر الحكمة هذه الرواية التي رواها الشيخ الصدوق بإسناده ، عن

صاحب نوادر الحكمة ، عن محمّد بن ناجِيَة ، عن محمّد بن عليّ أبي سُمَينة انظر : الفقيه 4 : 160 .

وكذلك روى الشيخ الطوسيّ بإسناده ، عن صاحب نوادر الحكمة ، عن محمّد بن ناجِيَة ، عن محمّد بن عليّ أبي سُمَينة (انظر : تهذيب الأحكام 10 : 222) .

وأنت خبير بأنّ محمّد بن ناجِيَة مجهول مطلق ، فتكون هذه الرواية ضعيفة بحسب المسلك الرجاليّ ، فيثار السؤال التالى: كيف لم يستثنِ ابن الوليد هذه الروايات التي رواها محمّد بن ناجِيَة ؟

والوجه في ذلك أنّ ابن الوليد وجد رواية محمّد بن ناجِيَة ( التي كانت في كتاب نوادر الحكمة) مذكورة في كتاب المحاسن ولذلك لم يستثنها ؛ لأنّ ابن الوليد لم يقصد التضعيف الرجاليّ ، إذ لو كان يقصد ذلك لكان استثني هذه الرواية أيضا ، ولكنّه كان يقصد التضعيف الفهرستيّ ، بمعنى أنّه كان يستشكل في كتاب نوادر الحكمة فاستثنى جملة من رواياته التي ليس لها شاهد على قبولها في المصادر الاُخرى . 279 . نقول: إنّ مراد ابن الوليد من استثناء روايات محمّد بن عيسى بن عُبَيد التي كانت بإسنادٍ منقطع ، هو ما رواه صاحب نوادر الحكمة عن طريق محمّد بن عيسى بن عُبَيد ، عن يونس بن عبد الرحمن . ولعلّ استشكال ابن الوليد هو أنّ محمّد بن عيسى بن عُبَيد لم يروِ عن يونس مباشرةً ، كما يحتمل أن يكون بحذف الواسطة ، كذلك يحتمل أن يكون بنحو الوجادة ، أي أنّ محمّد بن عيسى لم يتحمّل قسما من رواياته _ في كتاب نوادر الحكمة _ من مشايخه ، بل وجدها في كتبٍ فرواها . 280

. رجال النجاشي : 348 الرقم 939 . 281 . انظر : خاتمة مستدرك الوسائل 2 : 488، جامع الرواة 2 : 64، معجم رجال الحديث 15 : 49. 282 . تقول : رابني هذا الأمر ، إذا أدخل عليك شكّا معجم مقاييس اللغة 2 : 246 . 283 . مراد ابن نوح هو أنّه ما دام محمّد بن عيسى بن عُبَيد كان على ظاهر العدالة والوثاقة، وروى روايات لم يصرّح بأنّها كانت مرسلة أو بالوجادة ، فظاهر كلام محمّد بن عيسى بن عبيد أنّ هذه الروايات كانت بالسماع والتحمّل ، فلذا نشكّ في كلامه ونحمله على خلاف ظاهره ، بأن نقول : إنّ هذه الروايات وإن كانت ظاهرة في السماع والتحمّل ، إلاّ أنّها مرسلة ، فإنّ مقتضى عدالة محمّد بن عيسى بن عُبَيد أن يصرّح بالإرسال أو الوجادة إذا روى مرسلاً أو وجادةً ، فكما لم يصرّح بذلك في روايته، فنأخذ بظاهر كلامه كذلك، وهو الرواية بالإسناد . 284 . رجال الطوسيّ : 333 الرقم 896 . 285 . انظر : الكافي 1 : 40، و 42، و 57، و 159، و 163، و 2 : 18، و 107، و 158، و 3 : 4، و 3 : 318، و 439، و 5 : 281، و 7 : 81 ، و 937، و 135، تهذيب الأحكام 2 : 14، و 3 : 196، و 6 : 395، و 7 : 164،7 : 468، و 9 : 13، و 14، و 270، الاستبصار 1 : 461، و 2 : 115، و 3 : 116، و 4 : 65. 286 . انظر : كتاب من

لا يحضره الفقيه 4 : 72، و 159، و 280، و 311، و 450. 287 . انظر : الأمالي للصدوق : 265 ، و 344 ، و 377 ، و 597 ، التوحيد : 93 ، و 97 ، و 106 ، و 138 ، و 312 ، و 329 ، الخصال : 52 ، و 68 ، و 98 ، ثواب الأعمال : 177 ، و 147 ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : 38 ، و 39 ، كمال الدين : 203 ، و 224 ، و 305 ، و 351 . 288 . انظر : الفقيه 3 ، و 232 ، و 539 ، و 4 : 22 ، و 233 ، و 235 ، و 237 ، و 238 . 289 . رجال البرقيّ : 49 . 290 . رجال النجاشي : 149 الرقم 387 . 291 . رجال الطوسيّ : 347 الرقم 5181 . 292 . انظر : رجال النجاشي : 199 الرقم 529 . 293 . انظر : معجم رجال الحديث 21 : 172 . 294 . انظر : نقد الرجال 5 : 161 . 295 . انظر : قاموس الرجال 11 : 348 . 296 . الكافي 1 : 70 . 297 . انظر : رجال البرقيّ : 22 . 298 . انظر : اختيار معرفة الرجال : 246 . 299 . رجال النجاشي : 213 الرقم 556 . 300 . رجال الطوسيّ : 230 الرقم 3106 ، و 264 الرقم 3776. 301 . كامل الزيارات : 294 / 4 . 302 . المصدر السابق : 298 / 6

. 303 . قوله عليه السلام : «ما يتمنّى أنّ قبره كان بيده»؛ أي يتمنّى أن يكون زاره عليه السلام متيقّناً للموت حافراً قبره بيده، أو يكون كناية عن أن يكون سبباً لقتل نفسه من جهة زيارته عليه السلام، أو المعنى أنّه يتمنّى أن يكون الخروج من القبر باختياره فيخرج ويزور، وفي بعض النسخ «نبذه» بالنون والباء الموحّدة والذال المعجمة، أي طرحه، والأظهر أنّه تصحيف عنده، أي يتمنّى أن يكون قُتل لزيارته صلوات اللّه عليه وقُبر عنده، أو يكون القبر حاضراً عنده فيزوره في تلك الحالة، والأوّل أظهر: بحار الأنوار 98 : 9 . 304 . الكافي 4 : 582 وفيه «استأذنت على أبي عبد اللّه عليه السلام، فقيل لي : ادخل فدخلت، فوجدته في مصلاّه في بيته، فجلست...»، ولم يذكر قوله: «لا تدعه لخوفٍ من أحد...»، وذكر «تقلّب على حفرة» بدل «تقلّب على قبر»، و«نوافيهم من الحوض» بدل «ترويهم من الحوض»، كامل الزيارات : 228، ثواب الأعمال : 95 وزاد فيه «أبدانهم» بعد «أبنائهم»، وذكر «تتقلّب على قبر» بدل «تقلّب على قبر»، وذكر «فيمن رأى» بدل «فيمن يأتي» . 305 . انظر : المزار لابن المشهديّ 335، بحار الأنوار 98 : 8 ، وسائل الشيعة 12 : 309، و 14 : 411، مستدرك الوسائل 10 : 231. 306 . رجال البرقيّ : 52 ، و 60 . 307 . اختيار معرفة الرجال : 612 . 308 . رجال النجاشي : 450 الرقم 1215 . 309 . فهرست الطوسيّ : 264 الرقم 807 . 310 . رجال الطوسيّ : 369 الرقم 5488 ، و 393 الرقم 5759 . 311 . رجال البرقيّ : 33 . 312 . رجال النجاشي

: 412 الرقم 1097 . 313 . انظر : فهرست الطوسيّ : 248 الرقم 738 . 314 . رجال الطوسيّ : 248 الرقم 738 . 315 . ويحتمل أن يكون «حسّان» تصحيف «غسّان» كما نجده في الكافي 4 : 582. 316 . انظر : رجال النجاشي : 405 الرقم 1075 . 317 . انظر : رجال النجاشي : 405 الرقم 1075 . 318 . انظر : رجال النجاشي : 16 الرقم 18 . 319 . انظر : المصدر السابق : 302 الرقم 828 . 320 . انظر : رجال النجاشي : 217 الرقم 566 ، رجال ابن الغضائري : 76. 321 . انظر : رجال النجاشي : 217 الرقم 566 . 322 . رجال ابن الغضائري : 76. 323 . انظر : رجال النجاشي : 217 الرقم 566 ، رجال ابن الغضائري : 76. 324 . رجال النجاشي : 177 الرقم 467. 325 . يحتمل أنّ سعد بن عبد اللّه الأشعريّ أخذ هذا الحديث من كتاب المزار للأصمّ البصريّ وذكره في مزاره، فعلى هذا الاحتمال يكون المصدر الأوّل للرواية هو كتاب المزار للأصمّ، والمصدر الثاني هو كتاب المزار لسعد بن عبد اللّه، والمصدر الثالث هو كامل الزيارات لابن قُولَوَيه. 326 . كامل الزيارات : 232 / 2 . 327 . المصدر السابق : 232 / 3 . 328 . المصدر السابق : 233 / 4 . 329 . المصدر السابق : 241 / 3 . 330 . كامل الزيارات : 324. 331 . انظر : تهذيب الأحكام 6 : 51، المزار للمفيد : 51، المزار لابن المشهديّ : 351، بحار الأنوار 98 : 105، وسائل

الشيعة 14 : 476، مستدرك الوسائل 10 : 292، جامع أحاديث الشيعة 12 : 412. 332 . عيون أخبار الرضا عليه السلام 1 : 291. 333 . تهذيب الأحكام 6 : 4. 334 . رجال البرقيّ : 18 . 335 . انظر : اختيار معرفة الرجال : 250 ، و 337. 336 . رجال النجاشي : 175 الرقم 462 . 337 . فهرست الطوسيّ : 129 الرقم 298 . 338 . رجال الطوسيّ : 135 الرقم 1407 ، و 206 الرقم 2656 . 339 . كامل الزيارات : 278 / 1 . 340 . الكافي 4 : 585. 341 . كامل الزيارات : 280 / 7 . 342 . المصدر السابق : 278 / 2. 343 . المصدر السابق : 278 / 1 . 344 . المصدر السابق : 282 / 13. 345 . المصدر السابق : 279. 346 . ثواب الأعمال : 85 . 347 . كامل الزيارات : 276، و 277 . 348 . انظر : بحار الأنوار 98 : 49، وسائل الشيعة 14 : 499، وراجع جامع أحاديث الشيعة 12 : 354. 349 . رجال البرقيّ : 51 ، و 55 . 350 . رجال النجاشي : 39 الرقم 80 . 351 . انظر : فهرست الطوسيّ : 106 الرقم 202 . 352 . رجال الطوسيّ : 354 الرقم 5244 ، و 385 الرقم 5665 . 353 . رجال النجاشي : 98 الرقم 264 . 354 . رجال الطوسيّ : 155 الرقم 1710 . 355 . رجال البرقيّ : 32، و 33 . 356 . اختيار معرفة الرجال : 353. 357 . رجال

النجاشي : 188 الرقم 501 . 358 . رجال الطوسيّ : 217 الرقم 2878 . 359 . نجد في السند الأوّل أنّ والد صاحب كامل الزيارات تحمّل الكتاب عن سعد بن عبد اللّه، ونجد في السند الثاني أنّ ابن الوليد تحمّله من الصفّار ، ثمّ وصل الكتاب إلى ابن قُولَوَيه عن طريق والده عن سعد، وعن طريق ابن الوليد عن الصفّار. 360 . رجال البرقيّ : 30 . 361 . رجال النجاشي : 438 الرقم 1178 . 362 . انظر : فهرست الطوسيّ: 259 الرقم 784 . 363 . رجال الطوسيّ : 18 الرقم 4745 . 364 . انظر : رجال النجاشي : 236 الرقم 623 . 365 . انظر : فهرست الطوسيّ : 215 الرقم 607 . 366 . ثواب الأعمال : 94، كتاب من لا يحضره الفقيه 2 : 579، كامل الزيارات : 456. 367 . انظر : بحار الأنوار 98 : 110، وسائل الشيعة 14 : 416، مستدرك الوسائل 10 : 324. 368 . كتاب من لا يحضره الفقيه 4 : 423. 369 . اختيار معرفة الرجال : 598. 370 . رجال البرقيّ : 55 . 371 . اختيار معرفة الرجال : 502 ، و 504، و 556. 372 . انظر : رجال البرقيّ : 197 الرقم 524 . 373 . فهرست الطوسيّ : 145 الرقم 356 . 374 . رجال الطوسيّ : 338 الرقم 5038 ، و 359 الرقم 5311 ، و 376 الرقم 5559 . 375 . رجال البرقيّ : 28 ، و 47 . 376 . اختيار معرفة الرجال : 402. 377 . رجال النجاشي : 71 الرقم 169

. 378 . فهرست الطوسيّ : 54 الرقم 52 . 379 . رجال الطوسيّ : 162 الرقم 1831 ، و 331 الرقم 4924 . 380 . انظر : فهرست الطوسيّ : 54 الرقم 52 ، رجال النجاشي : 71 الرقم 169 . 381 . انظر : خلاصة الأقوال : 200، رجال ابن داود : 52 . 382 . معجم رجال الحديث 3 : 62 . 383 . رجال النجاشي : 71 الرقم 169 . 384 . رجال الطوسيّ : 437 الرقم 6253 . 385 . رجال ابن داود : 337. 386 . انظر : خلاصة الأقوال : 149 . 387 . انظر : الأمالي للصدوق : 55، و 60، و 64، و 71، و 87 ، و 92، و 97، و 110، و 115، و 116، و 120 ، و 123، و 169، و 184، و 198، و 203، و 228، و 234، و 243، و 248، و 268، و 286، و 294، و 305، و 311، و 337، و 339، و 340، و 344، و 351، و 357، و 358، و 431، و 440، و 480، و 483، و 486، و 489، و 503، و 507، و 528، و 549، و 560، و 561 ، و 578، و 606، و 633، و 637، و 672، و 688، و 698، و 752، و 773، التوحيد : 68، و 94، و 101، و 103، و 104، و 107، و 118، و 138، و 142، و 144، و 152، و 171، و 174، و 175، و 312، و 313، و 317، و 329، و 360، و 383،

و 394، صفات الشيعة : 2، و 5، و 7، و 11، و 15، و 17، و 27، علل الشرائع 1 : 142، و 178، و 179، و 280، و 290، و 308، و 2 : 377، و 383، و 384، و 391، و 397، و 453، و 475، و 505، و 520، و 526، و 532، و 535، و 538، و 548، و 553، و 559، و 560، و 562، و 565، و 583، و 584، و 598، و 605، عيون أخبار الرضا عليه السلام 1 : 105، فضائل الأشهر الثلاثة : 86 ، و 103، فضائل الشيعة : 12، و 41، كمال الدين وتمام النعمة : 17، و 25، معاني الأخبار : 125، و 174، و 228، و 317، كتاب من لا يحضره الفقيه 4 : 470، و 479. 388 . انظر : كتاب من لا يحضره الفقيه 4 : 423، و 426، و 427، و 432، و 434، و 436، و 438، و 441، و 443، و 448، و 450، و 453، و 454، و 459، و 468، و 469، و 470، و 472، و 479، و 488، و 490، و 494، و 495، و 496، و 498، و 500، و 510، و 511، و 516، و 517، و 518، و 519، و 521، و 523، و 525، و 531. 389 . فلاح السائل : 158. 390 . معجم رجال الحديث 4 : 103 . 391 . رجال البرقيّ : 48، و 53 . 392 . اختيار معرفة الرجال : 556 ، و 558 . 393 . فهرست الطوسيّ : 96 الرقم 162

. 394 . رجال الطوسيّ : 334 الرقم 4978 ، و 354 الرقم 5251 . 395 . المزار للمفيد : 32، تهذيب الأحكام 6 : 43. 396 . انظر : المزار لابن المشهديّ : 343، بحار الأنوار 98 : 47، وسائل الشيعة 14 : 430، وراجع جامع أحاديث الشيعة 12 : 466، تفسير نور الثقلين 4 : 356. 397 . رجال البرقيّ : 54. 398 . رجال النجاشي : 339 الرقم 906 . 399 . انظر : فهرست الطوسيّ : 233 الرقم 689 . 400 . رجال الطوسيّ : 364 الرقم 5397 ، و 402 الرقم 5894 ، و 437 الرقم 6256 . 401 . رجال البرقيّ : 41 ، و 48 . 402 . رجال النجاشي : 189 الرقم 504 . 403 . فهرست الطوسيّ : 140 الرقم 333 . 404 . رجال الطوسيّ : 222 الرقم 2971 ، و337 البرقم 5020 . 405 . رجال البرقيّ : 39 . 406 . اختيار معرفة الرجال : 420 . 407 . رجال النجاشي : 413 الرقم 1101 . 408 . انظر : فهرست الطوسيّ : 245 الرقم 730 . 409 . رجال الطوسيّ : 306 الرقم 4509 . 410 . انظر: الإمامة والتبصرة: 92، كمال الدين: 230، كتاب من لا يحضره الفقيه 4: 425، مختصر بصائرالدرجات: 38. 411 . كامل الزيارات : 284 / 1 . 412 . المصدر السابق : 285 / 3 . 413 . المصدر السابق : 175 / 175. 414 . المصدر السابق : 286 / 5. 415 . عيون أخبار الرضا عليه السلام 2 : 268، الأمالي للصدوق : 192. 416

. انظر : إقبال الأعمال 3 : 29، بحار الأنوار 14 : 164، و 44 : 285، و 98 : 102، وسائل الشيعة10 : 469. 417 . رجال النجاشي : 353 الرقم 947 وذكره ابن داود في رجاله ص 289 قائلاً: «محمّد بن أبي القاسم عبيد اللّه بن عمران الخبابي _ بالخاء المعجمة المفتوحة والباءين المفردتين _ البرقيّ المُلقّب بماجِيلَوَيه، وأبو القاسم مُلقّب بُندار، سيّد من أصحابنا، فقيه». 418 . خلاصة الأقوال : 436، 437. 419 . اختيار معرفة الرجال : 609 . 420 . رجال النجاشي : 165 الرقم 436 . 421 . انظر : خلاصة الأقوال : 71 . 422 . انظر : رجال ابن داود : 154. 423 . رجال النجاشي : 260 الرقم 680، فهرست الطوسيّ : 152 الرقم 380 . 424 . انظر: الأمالي للصدوق : 192، و 344، و 366، و 400، و 572، و 640، و 759، الخصال : 5، و 55، و 138، و 293، و 484، و 538، ثواب الأعمال : 32، و 34، و 81 ، و 190، و 232، علل الشرائع 1 : 168، و 2 : 358، و 496، و 499، و 527، عيون أخبار الرضا عليه السلام 1 : 55، و 90، و 95، و 286، و 2 : 84 ، و 268، و 279، كمال الدين : 260، معاني الأخبار : 164، و 374، كتاب من لا يحضره الفقيه : 424، و 428، و 431، و 432، و 433، و 434، و 445، و 451، و 491، و 511. 425 . الأمالي للصدوق : 206. 426 . كامل الزيارات : 264 /

7. 427 . الأمالي للصدوق : 309. 428 . كامل الزيارات : 263 / 5. 429 . الكافي 4 : 582 / 10 . 430 . كامل الزيارات : 264 / 8 . 431 . كامل الزيارات : 266 / 13. 432 . الأمالي للصدوق : 684. 433 . ثواب الأعمال : 85 . 434 . كامل الزيارات : 264 / 9. 435 . الشوري : 30؛ وراجع الكافي 2: 269، وسائل الشيعة 15: 299، مكارم الأخلاق: 357، بحار الأنوار 70: 15، جامع أحاديث الشيعة 13: 337. 436 . الكافي 2: 269. 437 . الكافي 2: 269، وسائل الشيعة 15: 258، مستدرك الوسائل 11: 336، الأمالي للمفيد: 184، بحار الأنوار 70: 360. 438 . الكافي 2: 270، بحار الأنوار 70: 318، جامع أحاديث الشيعة 13: 340. 439 . الكافي 2: 271، وسائل الشيعة 15 : 302، جامع أحاديث الشيعة 13: 366. 440 . كامل الزيارات : 352 . 441 . انظر : بحار الأنوار 98 : 56، مستدرك الوسائل 10 : 243، وراجع جامع أحاديث الشيعة 12 : 372. 442 . رجال النجاشي : 62 الرقم 147 . 443 . انظر : فهرست الطوسيّ : 101 الرقم 177 . 444 . انظر : رجال ابن داود : 113 . 445 . انظر : خلاصة الأقوال : 44. 446 . رجال النجاشي : 281 الرقم 744 . 447 . انظر : فهرست الطوسيّ : 189 الرقم 528 . 448 . رجال الطوسيّ : 341 الرقم 5077 ، و 434 الرقم 6222 . 449 . رجال البرقيّ : 39 . 450 . رجال النجاشي : 13 الرقم

8 . 451 . فهرست الطوسيّ : 59 الرقم 62 . 452 . رجال الطوسيّ : 154 الرقم 1886 . 453 . الثقات 8 : 131 . 454 . ميزان الاعتدال 1 : 10 . 455 . اختيار معرفة الرجال : 375 ، و 352. 456 . الملل والنحل 1 : 166. 457 . خلاصة الأقوال : 21 . 458 . رجال ابن داود : 11. 459 . معجم رجال الحديث 1 : 160. 460 . رجال البرقيّ : 8 ، و 9 ، و 47 . 461 . اختيار معرفة الرجال : 201. 462 . رجال النجاشي : 115 الرقم 296 . 463 . رجال الطوسيّ : 110 الرقم 1083 ، و 129 الرقم 1307 ، و 174 الرقم 2000 ، و 333 الرقم 4959 . 464 . فهرست الطوسيّ : 90 الرقم 138 . 465 . كامل الزيارات : 174 / 11. 466 . المصدر السابق : 171 / 2. 467 . المصدر السابق : 312 / 2. 468 . المصدر السابق : 352 / 8 . 469 . ثواب الأعمال : 87 . 470 . الأمالي للصدوق : 64. 471 . كامل الزيارات 391. وهذه الرواية ذُكرت مرّتين في كامل الزيارات تارةً في الباب 65 - الحديث 9، واُخرى في الباب 79 - الحديث 19، وذُكر في بعض نسخ كامل الزيارات عند ذكر الحديث في الباب 65: «عن الحسين بن عطيّة» بدل «الحسن بن عطيّة»، وهو تصحيف ؛ فإنّ أبا الناب لقب الحسن بن عطيّة، وذكر الحديث في الباب 79: «الحسن بن عطيّة أبي الناب». 472 . انظر : بحار الأنوار 98

: 39، و 171، وراجع جامع أحاديث الشيعة 12 : 493. 473 . رجال الطوسيّ : 180 الرقم 2163 ، و 195 الرقم 2438 . 474 . خلاصة الأقوال : 42. 475 . رجال البرقيّ : 36 ، و 47 . 476 . انظر : اختيار معرفة الرجال : 331. 477 . رجال النجاشي : 283 الرقم 751 . 478 . انظر : فهرست الطوسيّ : 184 الرقم 502 . 479 . رجال الطوسيّ : 252 الرقم 3541 ، و 253 الرقم 3548 ، و 339 الرقم 5046 . 480 . رجال النجاشي : 177 الرقم 467. 481 . كامل الزيارات : 382، بحار الأنوار 98 : 166، مستدرك الوسائل 10 : 304، وراجع جامع أحاديث الشيعة 12 : 493. 482 . انظر: اختيار معرفة الرجال : 530 . 483 . انظر: رجال النجاشي : 80 الرقم 194 . 484 . فهرست الطوسيّ : 67 الرقم 72 . 485 . اختيار معرفة الرجال : 489 486 . رجال النجاشي : 287 الرقم 767 . 487 . اختيار معرفة الرجال : 563 . 488 . خلاصة الأقوال : 173. 489 . رجال النجاشي : 290 الرقم 779 . 490 . فهرست الطوسيّ : 189 الرقم 526 ، وأراد بالإسناد الأوّل: الشيخ المفيد ، عن الشيخ الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد والحِميَري . --------------- ------------------------------------------------------------ --------------- ------------------------------------------------------------ 1

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.